|
|
التاريخ: تشرين الثاني ٢٣, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة الشرق الأوسط |
|
ظهور شعارات معارضة للنظام في درعا... وحديث عن «مقاومة شعبية» |
لندن: «الشرق الأوسط»
تردد في الأيام الأخيرة معلومات عن ظهور «حركة مقاومة شعبية» في درعا وريفها بالتزامن مع ظهور شعارات على جدران مماثلة لتلك التي برزت بداية 2011.
وقالت مجموعة تسمي نفسها «المقاومة الشعبية في الجنوب السوري» في بيان أمس: «لن ننسى كم قدمنا من شهداء وجرحى ومعتقلين، بهدف إسقاط النظام المجرم التسلطي واللاشرعي، من أجل تمكين شعبنا السوري بمكوناته المختلفة من بناء دولته المدنية الديمقراطية، وتحقيق تطلعاته في الحرية والمساواة والكرامة واحترام حقوق الإنسان».
وأضافت: «كلنا نعلم أنه وفي سبيل القضاء على هذا النظام المجرم لا بد من القضاء على أذنابه في المنطقة، فلن نكرر خطأ الفصائل السابقة في هذا الشأن».
وكانت قوات النظام سيطرت على الجنوب والجنوب الغربي بموجب تسويات بين دمشق وموسكو ودول خارجية. وأضاف البيان: «نراقب وعن كثب كل من ينسلخ عن قيمنا وعن ثورتنا المباركة ليضعوا أيديهم بيد هذا النظام الماجن وأعوانه من ميليشيات إيران لينشروا فكرهم الفاسد ومعتقداتهم البالية».
واعتبرت «كل شخص يروّج لسياسة المفاوضات العبثية والعقيمة والتنسيق الأمني الذي يخدم النظام المجرم، ويحقق مصالحه هو شخصٌ خائنٌ لبلاده ومجتمعه، يتم تسييره والتحكم فيه من قِبَل هذا النظام المجرم»، وتوعدت بـ«محاسبته عاجلاً غير آجل ودون أي استثناء».
ودعت «المقاومة الشعبية» في الختام أهالي حوران «أن يقفوا بجانب الحق ضد الظلم والضلال، أو قفوا على الحياد واتركونا نتعامل مع هؤلاء الغزاة المجرمين إن كانت أخلاقكم العشائرية الأصيلة تقبل بذلك».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تشهد محافظة درعا تصاعدا في الفلتان الأمني ضمن عموم المدينة وريفها منذ تمكن قوات النظام وحلفائها من استعادة السيطرة على المحافظة بشكل كامل فلتاناً أمنياً متمثلاً بالخطف والاعتقالات والسرقات وفرض الإتاوات»، في وقت كان متوقعا أن «تفرض قوات النظام الأمن في محافظة درعا بعد أن أعادتها إلى حضن الوطن».
وأضاف «المرصد» أنه «تواصلت وبشكل كبير عبر قوائم أسماء للمطلوبين لخدمة الاحتياط ممن هم من مواليد 1983 القيام بعمليات اعتقالات كثيرة بهذا الشأن منذ «العفو» المزعوم، حيث وصلت صباح الخميس الـ22 من شهر تشرين الثاني قوائم بأسماء مطلوبين للاحتياط إلى بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي وبدأت قوات النظام باستدعاء المطلوبين واعتقال الرافضين منهم». وأبلغت مصادر أن «المطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية في عموم محافظة درعا يتخوفون من الالتحاق، على خلفية اعتقالهم من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري وتعذيبهم بالضرب المبرح ومختلف أساليب التعذيب قبل إرسالهم إلى الخدمة في جيش النظام».
وزاد: «في ظل انشغال قوات النظام وأجهزتها الأمنية في حملات الاعتقالات واستقدام المطلوبين للخدمة ضمن جيش النظام، تشهد مناطق في ريف درعا منذ أيام قليلة حالات كتابة على جدران المدارس والأحياء والشوارع بعبارات مناوئة للنظام السوري ومناصرة للثورة السورية وبعضها مناصر لتنظيم داعش، ففي بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي أقدم مجهولون على الكتابة على جدران في البلدة بعبارات «الدولة باقية وتتمدد والدولة عائدة» قبل أن تعمد قوات النظام على طلائها، وفي بلدتي المزيريب والكرك الشرقي، عمد مجهولون على كتابة «عاشت الثورة حرة أبية» و«يسقط حزب البعثية» و«يسقط بشار» على جدران مدارس ضمن البلدتين، في ظاهرة باتت مكررة منذ أيام».
وكان «المرصد» أشار قبل ذلك إلى «تقاسم النفوذ والسيطرة بمحافظة درعا، حيث واصل كل من النظام السوري عبر قواته وأجهزته الأمنية، والروس عبر فيلقها الخامس، وإيران والقوى التابعة لها عبر مؤسساتها العسكرية والأمنية، السباق في الجنوب السوري، لضم أبناء محافظة درعا من مقاتلين سابقين للفصائل ومدنيين لصفوفهم، عبر إجبارهم تارة وترغيبهم بمغريات مادية ومعنوية تارة أخرى، فضلاً عن حجج وذرائع أخرى، إضافة إلى دخول جمعية «البستان» التابعة لرامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، على خط السباق في الآونة الأخيرة، حيث تحاول عبر ممثلين لها، تجنيد الشبان والرجال برواتب مالية مغرية تصل إلى 350 دولارا أميركيا شهرياً».
وتنتشر هذه الجمعية في كل من مدينة درعا وبلدات قرفا وازرع والشيخ مسكين، فضلاً عن قرى منطقة اللجاة شرق درعا، كما تمكنت «جمعية البستان الخيرية» من استقطاب نحو 1000 شخص خلال هذه الفترة القصيرة، ممن انضموا إليها وجرى تجنيدهم، على غرار ما فعلت الجمعية ذاتها بوقت سابق مع أبناء الساحل السوري وتجنيدهم وزجها لهم على جبهات تنظيم داعش في بادية حمص آنذاك. |
|