التاريخ: تشرين الثاني ٢٢, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الشرق الأوسط
أكثر من مليون نازح في العراق
بغداد: فاضل النشمي
كشفت دراسة لمنظمة الهجرة الدولية، أمس، عن وجود مليون و87 ألف نازح عراقي لم يعودوا حتى الآن إلى مناطق سكنهم الأصلية، لكن مسؤولاً رفيعاً في وزارة الهجرة العراقية رجح أن يكون العدد أكثر من المعلن في الدراسة.

وتشير الدراسة إلى أن العراق شهد في أبريل (نيسان) 2016 ذروة موجة النزوح، حين اضطر نحو 3 ملايين و42 ألف مواطن، إلى الفرار من مناطقهم، بعد تصاعد الحرب ضد تنظيم داعش في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وغيرها.

وذكرت أن موجة النزوح تراجعت الشهر الحالي، وانخفض العدد إلى النصف تقريباً ليصل إلى مليون و87 ألف شخص، بعد القضاء على «داعش» وعودة الهدوء النسبي إلى المناطق التي كان يحتلها. وأشارت إلى أن «معظم هؤلاء النازحين قرروا البقاء حيثما يقيمون الآن على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة».

ولفتت إلى أن النزوح طويل الأمد «وضع صعب، لا يستطيع فيه النازحون الحد من حالة البؤس والضعف والفقر والتهميش الناجم عن النزوح». وتحدثت عن الأسباب التي تدفع كثيراً من النازحين إلى البقاء في مناطق النزوح وعدم العودة إلى مناطقهم الأصلية، ومن بينها «منازل النازحين المدمرة في مناطقهم الأصلية وقلة فرص العمل وانعدام الأمن».

ونقلت الدراسة عن رئيس بعثة المنظمة جيرارد وايت قوله إن «العثور على حلول دائمة للنزوح هي عملية طويلة الأجل تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الحكومة ومجموعة من العاملين في المجال الإنساني». وأشار إلى أن المنظمة تقدم مساعدات للنازحين «تشمل دعمهم لتحسين قدراتهم على التكيف والاعتماد على الذات، إضافة إلى تسهيل الأوضاع البيئية لاستيعاب النازحين والعائدين في المجتمعات المضيفة».

إلى ذلك، قال مسؤول رفيع في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية إن «عدد النازحين، سواء في المخيمات أم في المناطق الأخرى أكثر من العدد الذي تقدره منظمة الهجرة الدولية». وأشار إلى أن «إحصاءات الوزارة تشير إلى عودة أكثر من ثلثي النازحين، لكن المشكلة أن كثيرين منهم لا يبلغون مكاتبنا في المحافظات بعودتهم، لذلك فأعداد النازحين أو العائدين تفتقر غالباً إلى الدقة المطلوبة».

وكشف عن وجود «أكثر بقليل من 500 ألف نازح في 127 مخيماً في عموم البلاد، فضلاً عن بقاء عدد آخر من النازحين في المجتمعات المضيفة في إقليم كردستان وبقية محافظات العراق». واتفق مع ما ذكرته دراسة المنظمة عن أسباب عدم عودة بعض النازحين، مشيراً إلى أن «الدمار الكلي للمنازل أحد أسباب عدم العودة، إضافة إلى الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية للمناطق المحررة من (داعش)، كما أن هناك مشكلة عدم وجود مورد حقيقي للدخل في المناطق الأصلية بعد أن فقد النازح كل مدخراته وموارده».

وأشار إلى سبب آخر يعتبره «جوهرياً وفي غاية الأهمية» حال دون عودة كثير من النازحين، وهو «حالة الاندماج والتأقلم مع المجتمعات الجديدة التي سكن فيها النازحون، فبعضهم ارتبط بعلاقات مصاهرة في مناطق نزوحه، وآخرون تمكنوا من تحسين أوضاعهم المالية بشكل كبير».