|
|
التاريخ: تشرين الثاني ١١, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
"حرب شوارع" على وقع تقدم جديد للقوات الموالية للحكومة في الحديدة |
المصدر: "ا ف ب"
يتحوّل الهجوم للسيطرة على مدينة الحديدة اليمنية إلى حرب شوارع تهدّد حياة مئات آلاف السكان، وسط استخدام للمدفعية والضربات الجوية والقذائف بكثافة في القتال بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين.
وتحدثت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" عن "أسوأ مرحلة في الحديدة"، بينما وجهت منظمة "يونيسف" نداء جديدا السبت لوقف الحرب رأفة بأطفال اليمن.
وسيطرت القوات الموالية الليلة الماضية على مستشفى "22 مايو"، أكبر مستشفى في المدينة بعدما طردت المتمردين الحوثيين منه، بينما تتركز المعارك عند الأطراف الشرقية للمدينة.
وقالت منسّقة عمليات منظمة "سيف ذي تشيلدرن" في مدينة الحديدة مريم الدوغاني في شهادة نشرتها المنظمة الانسانية السبت "هذا الأمر يجب أن يتوقف فورا. إنها أسوأ فترة في الحديدة (...) وأسوأ فترة لأطفال الحديدة"، مشيرة الى كثافة كبيرة في الغرات الجوية.
وقالت لبنى التي تسكن المدينة، لوكالة فرانس برس، مفضّلة عدم الكشف عن هويتها، إن "أصوات مروحيات +أباتشي+ والمدفعية وإطلاق النار لا تتوقّف".
وتابعت الفتاة التي تقطن القسم الجنوبي من المدينة عبر الهاتف "الحوثيون يستخدمون المدفعية (...) لقصف القوات المتقدمة (...). نخشى أن تبادر القوات المهاجمة بدورها الى استخدام المدفعية، ما قد يعني أن المدنيين هم من سيدفع الثمن الاغلى، كما هي الحال دائما".
ومنذ 2014، تخضع مدينة الحديدة المطلّة على البحر الاحمر لسيطرة المتمرّدين، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف عسكري تقوده السعودية استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي بهدف السيطرة خصوصاً على مينائها الاستراتيجي.
واشتدّت المواجهات في الحديدة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، ونجحت القوات الموالية للحكومة الخميس الماضي في اختراق دفاعات المتمردين والتوغل في شرق وجنوب المدينة الساحلية التي يعتبر ميناؤها شريان حياة لملايين السكان في البلد الفقير.
وتواصلت المعارك السبت بعد سيطرة القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف بقيادة السعودية على أكبر مستشفيات المدينة.
وقال مسؤولون عسكريون يمنيون لوكالة فرانس برس إن مستشفى "22 مايو" هو "أكبر وأضخم" مستشفيات المحافظة التي تحمل اسم المدينة الساحلية، ويضم مهبط طائرات ويبعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط عن مربع أمني يحمل اسم "سبعة يوليو" ويعد المعقل الرئيسي للمتمردين في المدينة.
وقال مصور وكالة فرانس برس في الحديدة إن المواجهات في شرق المدينة "عنيفة جدا"، وإن القوات الموالية للحكومة تستقدم تعزيزات الى مواقعها في هذه الجبهة.
وأوضح مسؤولون عسكريون في القوات الحكومية إن الاشتباكات في شرق المدينة تدور عند طريق رئيسي محاذ لحي سكني يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء الخاضعة كذلك لسيطرة الحوثيين.
وبحسب أحد هؤلاء المسؤولين، فإن المعارك التي تشارك فيها مروحيات أباتشي تابعة للتحالف "تتحول في هذا الموقع إلى حرب شوارع"، مشيرا الى أن المتمردين يستخدمون "القناصة بشكل كثيف وقذائف الهاون التي يطلقها المتمردون تتساقط كالمطر".
وتابع أن القوات الحكومية تواجه خلال محاولة تقدّمها "ألغاما كثيرة، وضعت في البراميل والخنادق وعلى الطرقات (...) يؤدي بعضها أحيانا إلى تدمير أكثر من آلية".
في جنوب غرب المدينة حيث تحاول القوات الحكومية التوغل شمالا على الطريق الساحلي باتجاه الميناء، دارت اشتباكات متقطعة، وفقا للمسؤولين في القوات الموالية للحكومة.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 445 ألف شخص نزحوا من محافظة الحديدة منذ حزيران/يونيو، بينهم عشرات آلاف من المدينة التي يبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة.
وقالت لبنى إن "الهجوم الحالي أشد من السابق (في حزيران/يونيو)، لكن الكثير من السكان يرفضون النزوح. يقولون إنهم نزحوا قبل أشهر ثم عادوا الى منازلهم، فلماذا ينزحون مجددا؟ لا أدري إن كان هذا أمل بأن تتحسن الأمور، أم أنه تعبير عن اليأس".
وتهدّد المعركة من أجل السيطرة على الحديدة إمدادات الغذاء لملايين السكان في حال تعطّلت الحركة في ميناء المدينة، في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة.
ووجهّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) السبت نداء جديدا لوقف الحرب التي تسببت منذ بدء علميات التحالف في آذار/مارس 2015، بمقتل نحو عشرة آلاف شخص، بينهم أكثر من 2200 طفل، بحسب الأمم المتحدة.
وكتبت ممثلة اليونيسف في اليمن مريتشل ريلانو على حسابها على "تويتر"، "أدعو كل أطراف النزاع في اليمن لوقف الحرب. من أجل أطفال اليمن. أعطوهم فرصة للعيش. أرجوكم".
وتحدّثت عن مقتل 11 طفلا في هجمات في محافظة الحديدة وفي محافظة ججة القريبة، من دون أن تحدد تاريخ وظروف مقتلهم. |
|