| | التاريخ: تشرين الثاني ٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | حرب شوارع في مدينة الحديدة ومقتل عشرات الحوثيين في معارك محافظة حجة | الرياض، عدن - «الحياة»، أ ف ب، أ ب
في ظل احتدام المعارك على كل الجبهات في مدينة الحديدة (غرب) لليوم السابع، أحكم الجيش اليمني سيطرته على كل مداخلها، فيما خاضت قوات «ألوية العمالقة» حرب شوارع في الأحياء الشرقية للمدينة.
وناقش وزير الخارجية اليمني خالد اليماني والموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في الرياض أمس، إجراءات «بناء الثقة» تمهيداً لإحياء «المشاورات» السياسية بين الأطراف اليمنيين. في الوقت ذاته، دان زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي «الدعوات الأميركية إلى وقف النزاع اليمني»، متعهداً «عدم استسلام مقاتليه» على جبهة الساحل الغربي. وأشار إلى أن المستوى الميداني في الحديدة، «لا ينبئ بالاستعداد للسلام والحوار»، وفقاً لما بثته «قناة المسيرة» (الخاضعة لسيطرة الجماعة) أمس.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن اليماني تأكيده «استعداد الشرعية اليمنية لمناقشة إجراءات بناء الثقة التي اقترحها غريفيث، وأبرزها إطلاق جميع الأسرى والمخطوفين والمخفيين قسراً». ونوه الوزير بجهود الأمم المتحدة في الجانب الإنساني الذي يعد في صدارة أولويات الحكومة واهتماماتها، قائلاً إن الشرعية «تعمل لتحقيق التعافي الاقتصادي واستقرار العملة الوطنية وإعادة الإعمار». وأكد الموفد الدولي استعداده للعمل مع الحكومة اليمنية، «قبل تحديد موعد المشاورات ومكانها».
ميدانياً، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن القوات اليمنية التي يدعمها التحالف العربي سيطرت في شكل كامل على «شارع الخمسين» الذي يعد أحد أهم الطرق الرئيسة المؤدية إلى ميناء الحديدة. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في تلك القوات أن «ألوية العمالقة» حررت مساحات واسعة على جانبي الشارع، مشيرين إلى أن الحوثيين أضرموا النار في إطارات لحجب الرؤية عن طيران التحالف في المنطقة.
وقال قائد السرية الخامسة في «اللواء الأول- عمالقة» نظمي المطرقي لموقع «سبتمبر نت» أن الجيش «توغل في الحديدة وتمكن من السيطرة على مصانع إخوان ثابت، ومدينة كمران، وشركة الحمادي، بعدما نفذ عملية التفاف ناجحة من الجهة الجنوبية للمدينة». وأشار إلى أن قوات الجيش «أصبحت على بعد كيلومترين من خط الصليف الذي يعد خط الإمداد الوحيد المتبقي للحوثيين».
وأفاد المركز الإعلامي لـ «ألوية العمالقة» بأن قواتها طهّرت عدداً من المواقع شرق المدينة من جيوب الميليشيات، لافتاً إلى مقتل عشرات من القناصة كانوا يعتلون سطوح المباني، ويتمترسون داخل اللوحات الإعلانية في الشوارع والمحلات التجارية.
وأعلنت مصادر طبية مقتل 27 مسلحاً حوثياً، و12 عنصراً من الجيش في المعارك خلال الساعات القليلة الماضية. وقال مصدر طبي لـ «فرانس برس» إن الميليشيات أخرجت فجر أمس الطواقم الطبية من مستشفى «22 مايو» (أحد المستشفيات الرئيسة في الحديدة)، وتمركزت داخله، ونشرت قناصة.وحضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، الأطراف اليمنيين على «تجنب المدنيين والبنية التحتية المدنية»، في وقت خطفت الميليشيات عشرات من ضباط الاستخبارات والصحافيين في الحديدة وصنعاء.
مقتل عشرات الحوثيين في معارك محافظة حجة
عدن - «الحياة»
بالتزامن مع احتدام المعارك في مدينة الحديدة، قتل عشرات من مسلحي ميليشيات الحوثيين في معارك ضارية في محافظة حجة شمال غربي اليمن.
في غضون ذلك، أحبطت أجهزة الأمن في محافظة مأرب تهريب 2.6 مليون دولار وتسعة ملايين ريال سعودي (2.4 مليون دولار) في عمليتين مختلفتين.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المدير العام لشرطة المحافظة العميد عبد الملك المداني قوله إن عناصر أمنية في مديرية الجوبة، ضبطت 2.6 مليون دولار في سيارة واعتقلت ناقليها. وفي العملية الثانية، تمكنت إحدى نقاط قوات «الحزام الأمني» على طريق مأرب- صنعاء، من ضبط تسعة ملايين ريال سعودي، كانت في حقيبة ملابس على متن سيارة واعتقلت سائقها.
وأشار المداني إلى أن الميليشيات «دأبت على المضاربة بالعملة الصعبة في المحافظات المحررة وتهريبها الى صنعاء، بهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني والتسببب في انهيار الريال اليمني وارتفاع أسعار المواد الأساسية وزيادة معاناة المواطنين».
ميدانياً، أفادت وكالة «خبر» اليمنية بأن الجيش أحرز تقدماً واسعاً بمساندة قوات التحالف العربي في المنطقة العسكرية الخامسة (محافظات الحديدة، حجة، الجوف) وتحديداً في منطقة عاهم وقرى جنوب مديرية حرض شمال محافظة حجة. وتمكنت قوات الشرعية خلال الساعات القليلة الماضية من تحرير عدد من القرى جنوب حرض ومثلث عاهم.
وفي الضالع، أفاد مصدر عسكري بأن القوات اليمنية حررت مواقع وجبال مطلة على مدينة دمت، ابتداءً من سلسلة حصن الحقب وصولاً إلى جبال خاب وجوارها. وأكد أن المعارك أدت إلى سقوط عشرات القتلى الحوثيين.
ودانت منظمة «رايتس رادار» أمس، قصف الحوثيين منطقة سكنية جنوب الحديدة، وأكدت في تغريدة على موقع «تويتر»، أن قذائف أطلقتها الميليشيات على المدنيين في التحيتا أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح آخرين.
إلى ذلك، جدد الرئيس الباكستاني عارف علوي خلال استقباله السفير اليمني لدى باكستان محمد العشبي في إسلام اباد أمس، تأييد بلاده حكومة الشرعية اليمنية. وأفادت وكالة «سبأ» بأن الجانبين عرضا العلاقات الثنائية، والمستجدات في اليمن، والجهود الديبلوماسية لإحلال السلام، وفقاً للمرجعيات السياسية المتفق عليها. وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان استقبل العشبي أمس، وبحثا في العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.
وعلى الصعيد الاقتصادي، اجتمع رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك في عدن أمس، مع مسؤولي «الشركة اليمنية للغاز» و «شركة صافر النفطية»، للبحث في زيادة الإنتاج في قطاعي النفط الغاز ورفد الموازنة العامة بموارد مالية من النقد الأجنبي، حتى تتحسن الأوضاع الاقتصادية في شكل كامل.
وقال عبد الملك إن الحكومة «خلال هذه الفترة ستتوجه إلى العمل لزيادة إنتاج النفط والغاز اللذان كانا في السابق يمثلان 70 في المئة من موارد الموازنة العامة للدولة، و63 في المئة من إجمالي صادرات البلاد»، مؤكداً «العزم على استئناف العمل فيهما». وأكد أن «الجميع يعلم أن السبب الرئيس للأزمة الاقتصادية والمالية يعود إلى عجز الحكومة عن استئناف وارداتها». وقال: «وصلنا إلى مرحلة ارتفع فيها حجم الإنفاق الحكومي، بينما حجم الدخل يساوي صفراً. وبالتالي فإن من المنطقي أن يحدث الانهيار».
| |
|