| | التاريخ: تشرين الثاني ٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | حق غير المسلمين في العبادة والازدواجية يشعلان منتدى شرم الشيخ | شرم الشيخ – أمينة خيري
ألقى حادث المنيا الإرهابي وإعادة فتح ملف الإرهاب وسبل مواجهته بظلاله على فعاليات اليوم الثاني لـ «منتدى شباب العالم 2018» المقام في مدينة شرم الشيخ المصرية، خصوصاً أن الجلسات حملت عناوين تتصل بالقوى الناعمة والصلبة والإرهاب والصراعات المسلحة.
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي بمداخلة بين الحضور في القاعة، في جلسة عنوانها «دور قادة العالم في بناء السلام واستدامته» وبعد تركيز المتحدثين على دور الشباب كمكون رئيس لصناعة السلام وخلق الحوار في المجتمعات التي خاضت صراعات، أن الحاكم ربما يلجأ إلى توحيد الرأي العام في بلاده تجنباً لخطر نشوب الصراعات الداخلية، أشار السيسي إلى حرص مصر على عدم تعميق العداءات الداخلية وقت شرعت في حربها على الإرهاب.
ودق السيسي بشكل واضح على وتر رؤية القائد للسلام، وهي الرؤية التي تختلف من قائد إلى آخر ومن دولة إلى أخرى حسب أولويات كل دولة ومصالحها. وقال: «إن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات للسلام كانت ترتكز على رؤيته للصراع، ومن ثم فإنه لو كان قد طرح رؤيته المتفردة للسلام قبل القيام بها، لما لقي التأييد الكبير الذي حظي به».
وحظيت إشارة السيسي في الجلسة التي شهدها من وسط الحضور لما أسماه بـ «المعايير المزدوجة» دولياً والقادرة على إشعال الصراعات على تصفيق مدوٍ من القاعة. وكان يتحدث عن نسب البطالة التي تشير التقارير الدولية إلى اتجاهها نحو الانخفاض في العالم، باستثناء المنطقة العربية، حيث تتجه نحو الزيادة. وتساءل السيسي: «هل لدى المجتمع الدولي إذاً الاستعداد للمشاركة وترك جانب من السوق لأبنائنا ليجدوا فرص عمل؟ أم إن المصالح هي الحاكمة؟» وأضاف أن «المصالح هي الحاكمة، بل إن مصالح بعض الدول تحتم وجود صراعات في دول أخرى حتى لو كان الثمن هو البشر أنفسهم».
البشر الذين سقطوا في مصر في حادث المنيا الإرهابي دفع السيسي لتأكيد أن من سقطوا هم مصريون في المقام الأول والأخير. ونوه إلى أن «قانون البناء الموحد ظل عصياً على الصدور لنحو 150 سنة ثم صدر أخيراً». وقال: «قبل ذلك لم تكن الدولة تبني سوى المساجد. أما الآن فالدولة تبني في كل المجتمعات الجديدة كنائس، ولو كان لدينا أتباع ديانات من يهود أو غيرهم لبنينا لهم دور عبادة. حق المواطن أن يعبد كما يشار». ثم أردف قائلاً: «أو لا يعبد من الأصل».
وأشار السيسي إلى دعوته قبل سنوات لتصويب الخطاب الديني باعتباره أحد أهم المطالب التي تحتاج إليها مصر والدول الإسلامية. وقال: «ليس من المعقول أن تتحكم فينا أفكار كانت سائدة قبل ألف سنة. لا نتحدث عن تغيير الدين، لكن تغيير الخطاب. وبعد 50 سنة ستكون هناك حاجة لتجديد وتصويب أيضاً».
تصويب من نوع آخر وجهته وزيرة الثقافة المصرية في جلسة أخرى، حيث أطلقت مسمى «حرب إبداعية» على القوة الناعمة التي تحتاج إليها المجتمعات ضمن جهودها لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. واستعرضت إيناس عبدالدايم جهود الدولة المصرية في إعادة نشر قيم الثقافة والفن والموسيقى لتواجه قيم التطرف والتشدد ورفض الآخر.
وعلى الرغم من اتفاق المنصة كلها على أهمية القوة الناعمة في منع ظهور الفكر المتطرف ومن ثم الإرهاب، إلا أن عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب ومدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية العميد خالد عكاشة مال صوب القوة الصلبة، باعتبارها ركيزة رئيسية، لا سيما في الدول التي تتعرض لمحاولات لتفتيت جيوشها الوطنية.
وحذر من عدم اختزال مواجهة الإرهاب في محاربة الفكرة بالفكرة، أو أن الإرهاب تطرف فكري، مشيراً إلى أن جانباً كبيراً مما تواجهه المنطقة من إرهاب هو ضمن مخططات شرسة وشريرة لتفتيت الجيوش الوطنية. ودلل على كلامه بأن حجم ونوعية التسليح والعمليات التي تقوم بها جماعات مثل تنظيم «داعش» لا يمكن أن يكون بتمويل أو تدريب ذاتي.
| |
|