|
|
التاريخ: تشرين الثاني ٦, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
اليمن: "مواجهات شرسة" في الحديدة... القوّات الحكوميّة تحاول قطع الإمدادات عن الحوثيّين |
المصدر: "أ ف ب"
اشتدّت المعارك بين القوات اليمنية الموالية للحكومة والحوثيين في محيط مدينة الحديدة غرب اليمن أمس، رغم تأكيد التحالف العسكري الداعم لقوات الحكومة المعترف بها دوليا، نيّته "خفض وتيرة اعمال العنف" في البلد الغارق في نزاع مسلح.
وأكّد مسؤولون في القوات الحكومية لوكالة "فرانس برس" أن هذه القوات تحاول قطع طريق إمداد رئيسي للحوثيين شمال الحديدة المطلّة على البحر الاحمر. لكن التحالف شدّد، رغم ذلك، على أن هذه العملية ليست "هجوما" في اتجاه ميناء المدينة الاستراتيجي.
ويشهد اليمن منذ عام 2014 حربًا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار 2015، دعما للحكومة المعترف بها دولياً، بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة، بينها صنعاء ومدينة الحديدة.
واندلعت الخميس معارك عنيفة في محيط الحديدة التي تضم ميناء تدخل عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.
وقال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لوكالة "فرانس برس": "التحالف ملتزم خفض وتيرة أعمال العنف في اليمن (...) ويدعم بشدة العملية السياسية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة".
لكن ثلاثة مسؤولين في القوات الحكومية في الحديدة أبلغوا وكالة "فرانس برس"، عبر الهاتف، ان المعارك اشتدت اليوم، وأن مواجهات شرسة تدور على أكثر من جبهة. وذكروا ان طائرات التحالف ومروحياته الهجومية تشنّ ضربات في شكل مستمر، وتواكب المواجهات منذ الصباح.
ووفقا للمسؤولين العسكريين، تحاول القوات الحكومية قطع طريق الامداد الرئيسي للحوثيين شمال المدينة، بعدما تمكّنت من قطع طريق الامداد الرئيسي الآخر شرق الحديدة قبل أسابيع.
وقتل في المعارك المتواصلة منذ الخميس عشرات من الطرفين. وفي الساعات الـ24 الماضية، وصلت الى مستشفيين في محافظة الحديدة جثث 74 حوثيا وعشرات الجرحى، وفقا لطبيبين في المستشفيين، بينما ذكرت مصادر طبية حكومية ان 15 عنصرا في القوات الحكومية قتلوا في الفترة ذاتها.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران الماضي، بدعم من التحالف، حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر، بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم أعلنت في منتصف أيلول الماضي استئنافها، بعد فشل المساعي السياسية.
وشهدت جبهات القتال قرب الحديدة هدوءا حتى الخميس الماضي.
وأصرّ المصدر في التحالف على أن الاشتباكات المستجدّة ليست "عمليات هجومية" لدخول المدينة والسيطرة على مينائها، مؤكّدا ان التحالف "ملتزم إبقاء ميناء الحديدة مفتوحا".
وتزامنت المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين. وجاء التأكيد الحكومي غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي خلال 30 يوما.
وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في أيلول الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين.
وأعربت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" اليوم عن "قلقها الشديد" من القتال في الحديدة، قبيل اجراء محادثات سلام، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال مدير اليمن في المنظمة تامر كيرولوس في بيان إن "هذا التصعيد الخطير على أهم مدينة وميناء في اليمن قد يضع عشرات آلاف الأطفال في خط النار، ويزيد تضييق الخناق على إيصال الغذاء والدواء إلى بلد نقدّر أن الجوع الشديد والمرض فيه يقتلان ما معدله 100 طفل يوميا".
واوضحت المنظمة أن العاملين في الحديدة "أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول".
واعتبر الحوثيون ان التصعيد في الحديدة مؤشر الى ان الدعوات الاميركية الى وقف الحرب، والتي صدرت عن وزيري الدفاع والخارجية، ليست جدية. وقال "رئيس اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، المسؤول السياسي رفيع المستوى في صفوف المتمردين، ان "التصعيد العسكري لتحالف العدوان محاولة حثيثة لإعاقة أي محادثات تهدف الى وقف الحرب وإحلال السلام".
وأضاف في بيان نشرته وكالة "سبأ" التابعة للمتمردين أن "التصعيد دليل على زيف التصريحات" الاميركية، داعيا الى "الصمود والمواجهة"، قبل أن يقول في تغريدة على حسابه على "تويتر" ان "تصعيد العدوان سيبقى كابوسا لا يفارق مخيلاتهم".
منذ بدء علميات التحالف في 2015، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية" وفقا للامم المتحدة.
وكانت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حذرت الأحد من أن "اليمن اليوم جحيم حي"، مطالبة أطراف النزاع بوقف الحرب في هذا البلد.
كذلك، حذّرت الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد.
ووفقا لمصدر في التحالف، فإن "الوضع الإنساني في اليمن غير مقبول. نحن ملتزمون إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن". وقال إنه في حال "حضر الحوثيون، سنواصل جهودنا الإنسانية"، مؤكدا أنه "في حال لم يحضروا، سنواصل أيضا هذه الجهود".
وجات الدعوات الى عقد محادثات سلام في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وتتهم منظمات حقوقية السعودية بالتسبّب بمقتل مئات المدنيين في الضربات الجوية التي تشنها طائرات التحالف في اليمن، وتطالب الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول بوقف مبيعات الاسلحة للمملكة.
اليوم، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيان: "ساهمت المملكة المتحدة، من خلال مبيعاتها للأسلحة، في حملة قتلت أو جرحت آلاف المدنيين، وأوصلت البلاد إلى حافة الهاوية".
وأعلنت انها تلقّت مع منظمات اخرى الضوء الاخضر لـ"التدخل" في دعوى قضائية في المملكة المتحدة ضد استمرار بيع الأسلحة البريطانية إلى السعودية، على أن تنظر محكمة فيها في نيسان 2019. |
|