التاريخ: تشرين الثاني ٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دوريات أميركية في مناطق الأكراد قرب الحدود التركية
الدرباسية (سورية) - أ ف ب
سيّرت القوات الأميركية أمس دوريات في شمال شرقي سورية قرب الحدود مع تركيا، في خطوة تأتي بعد أيام من تعرض المنطقة لقصف شنّته أنقرة.
وتشهد هذه المنطقة الحدودية، الواقعة تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، توتراً متصاعداً بعد تهديد أنقرة بشن هجوم عليها واستهداف الجيش التركي خلال الأيام الماضية مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لـ «قسد».

وشاهدت وكالة «فرانس برس» في بلدة الدرباسية الحدودية مع تركيا في أقصى محافظة الحسكة، دورية مؤلفة من ثلاث مركبات مدرعة، على متن كل منها أربعة جنود أميركيين بلباسهم العسكري وعليه العلم الأميركي.

وأكد الناطق باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن شون راين لـ «فرانس برس» تسيير «دوريات أميركية» في المنطقة في شكل «غير منتظم» ترتبط وتيرتها بتطور «الظروف» الميدانية.

وهذه الدورية هي الثانية التي يتم تسييرها في المنطقة منذ الجمعة وفق المصدر ذاته.

ومن المقرر أن تسير هذه الدوريات على طول الشريط الحدودي وصولاً حتى مدينة رأس العين، التي تقع على بعد خمسين كيلومتراً غرب الدرباسية، وفق ما أوضح الناطق الرسمي باسم «قسد» مصطفى بالي لـ «فرانس برس».

وتسبب القصف التركي خلال الأسبوع الأخير على مدينتي كوباني وتل أبيض بمقتل أربعة مقاتلين أكراد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال بالي إن تسيير «الدوريات متعلق مباشرة بهذه التهديدات وهدفها دعوة تركيا إلى الكف عن عدوانها».

وبدأت أنقرة وواشنطن الخميس تسيير دوريات عسكرية مشتركة في محيط مدينة منبج السورية في شمال البلاد.

وتعد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تصنفها أنقرة منظمة «إرهابية»، حليفاً لواشنطن في محاربة تنظيم «داعش»، الا أن تركيا هي حليفة إستراتيجية كذلك للولايات المتحدة في الحلف الأطلسي.

ولطالما هددت تركيا بشن عملية عسكرية ضد الأكراد في منبج ومناطق أخرى بعد سيطرة قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية على منطقة عفرين (شمال غربي حلب) ذات الغالبية الكردية العام الحالي.

وبسبب القصف التركي، علقت «قسد» عملياتها العسكرية ضد «داعش» «موقتاً».

وتعكس المواجهات بين تركيا وأكراد سورية تعقيدات النزاع السوري الذي أسفر منذ اندلاعه في منتصف آذار (مارس) 2011 عن مقتل أكثر من 360 ألف شخص، وخلف دماراً هائلاً في البنى التحتية اضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.