التاريخ: تشرين الثاني ٣, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
التحالف يقصف الجيب الأخير لـ «داعش» و «قسد» تحشد قوات على خطوط التماس
واصل التحالف الدولي أمس، قصف الجيب الأخير لتنظيم «داعش» الإرهابي شرق نهر الفرات، مع استمرار «قوات سورية الديموقراطية» في حشد قواتها البرية على خطوط التماس مع التنظيم، تأهباً لعملية عسكرية واسعة. وتزامن ذلك مع اشتباكات اندلعت أمس، في مدينة دير الزور (شرق) بين مقاتلين أكراداً من «قسد» ومقاتلين عرب من «قوات النخبة»، ما استدعى تدخلاً من القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة لوقف التصعيد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلات التحالف الدولي نفذّت سلسلة جديدة من الضربات الجوية مستهدفة الجيب الأخير الخاضع لسيطرة «داعش»، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، مشيراً إلى أن «قسد تواصل تحضيراتها لعملية عسكرية نهائية ضد التنظيم، وتستمر في حشد قواتها في محيط المنطقة». ولفت إلى أن «ضربات مكثفة لمقاتلات التحالف ليل الخميس على منطقة الحقل الأزرق، تسببت في مقتل 7 على الأقل من عناصر التنظيم».

وأوضح المرصد أنه «رصد قصفاً صاروخياً متواصلاً من قبل قوات التحالف الدولي وقسد على مناطق داعش في الريف الشرقي لدير الزور، فيما شهدت مناطق تواجد عناصر التنظيم عند الحدود السورية مع العراق عمليات قصف متبادل بين الجيش العراقي وعناصر داعش». وكشف المرصد أن من المرتقب أن «يصل خلال الساعات القليلة المقبلة أكثر من 200 عنصر من جيش الثوار، المنخرط ضمن قسد، إلى جبهات التماس مع التنظيم». وأكد أن «ما لا يقل عن 100 من عناصر القوات الخاصة القادمة من منطقة عين العرب (كوباني)، دخلت إلى منطقة خطوط التماس». كما لفت «المرصد» إلى أنه رصد دخول نحو 150 شاحنة قادمة من الحدود السورية- العراقية، إلى مناطق سيطرة «قسد»، على متنها معدات لوجيستية وأسلحة.

إلى ذلك، وقعت أمس اشتباكات بين عناصر من «قسد» ومسلحون من «قوات النخبة» التابعة لرئيس «تيار الغد» أحمد الجربا في ريف دير الزور الشرقي، أدت إلى وقوع إصابات في صفوف الطرفين.

وقال ناشطون ومصادر محلية إن مسلحين من «قسد» اشتبكوا مع حاجز لـ «قوات النخبة» في بادية بلدة «البحرة»؛ ما أدى إلى سقوط جرحى من الطرفين. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات وقعت بسبب قيام عناصر من رتل عسكري لـ «قسد» بإزالة علم الثورة السورية من حاجز «قوات النخبة»، ما أدى إلى اندلاع مواجهات قبل أن تتدخل القوات الأميركية المتمركزة في حقل «التنك» لتفض الاشتباك بين الطرفين.

قتلى من قوات النظام بهجوم للتنظيم في البادية

قُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري أمس، في اشتباكات مع تنظيم «داعش» الإرهابي في البادية السورية غرب نهر الفرات، وسط تصاعد المخاوف على مصير مخطوفي مدينة السويداء بعد تعثر المفاوضات بين النظام و»داعش» واستئناف القتال بين الجانبين.

وأفاد ناشطون ومصادر محلية بأن قوات النظام جددت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع التنظيم في منطقة تلول الصفا شرق السويداء (جنوب غربي سورية)، كما شنت طائراته الحربية غارات عدة، في محاولة جديدة للتقدم في المنطقة وسط اشتباكات متقطعة قُتل خلالها ثلاثة من عناصر النظام.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن حالاً من الاستياء تصاعدت في السويداء وريفها، على خلفية فشل المفاوضات لإطلاق مخطوفي المدينة لدى «داعش»، مشيراً إلى أنه كان يفترض أن يتم خلال الأيام الماضية إطلاق دفعة ثانية من المخطوفين، مقابل إفراج النظام عن معتقلات كان التنظيم طالب بهّن كأحد شروط الصفقة، إلا أن المفاوضات فشلت وعادت المعارك بين الجانبين على محاور التماس في تلول الصفا. وأضاف «المرصد» أن القصف والمعارك خلفا مزيداً من الخسائر بين الطرفين، لافتاً الى ارتفاع عدد قتلى النظام وحلفائه إلى 208 منذ أواخر تموز (يوليو) الماضي، فيما ارتفع عدد قتلى «داعش» إلى 381 قتيلاً.