| | التاريخ: تشرين الثاني ٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | المعارضة السورية واثقة بصمود اتفاق إدلب رغم ازدياد الخروق | موسكو- سامر إلياس
تصاعدت الخروق للهدنة في إدلب (شمال سورية) مع استهداف قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية مناطق المعارضة في المحافظة، وللمرة الأولى منذ توقيع اتفاق سوتشي في 17 أيلول (سبتمبر)، هاجمت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاًَ) موقعا لقوات النظام شرق إدلب. وتنذر الخروق المتزايدة للنظام والصراعات في داخل إدلب بين الهيئة والتنظيمات المعتدلة بنسف اتفاق إدلب، لكن مصدرين قياديين في فصائل الشمال المقربة من تركيا قللا من نجاح محاولات نسف الاتفاق، وأكدا في اتصال مع «الحياة» أن «القوى الثورية حصلت على تطمينات تركية بأن موسكو وأنقرة متمسكتان بالاتفاق». وأشار أحد المصدرين إلى أن «القوى الثورية وتركيا تستطيعان وقف الهيئة عند حدودها إن اقتضت الحاجة»، لافتاً إلى أن «الاشتباكات بين الهيئة والفصائل كانت محدودة بسبب إدارك الأولى أنها لا تستطيع فتح معركة واسعة». وذكرت شبكة «أباء» التابعة لـ «تحرير الشام» أن ثلاثة عناصر من النظام قتلوا على الأقل إثر «إغارة» على إحدى نقاط النظام السوري أمس، في قرية أبو قميص شرقي إدلب، وقالت إنه جاءت رداً على القصف المتواصل على المنطقة منذ أيام. وفي المقابل صعد النظام قصفه بالمدفعية والصواريخ مناطق في شرق إدلب أمس، واستهدف قرية تل السلطان وطويل الحليب ومسعدة تزامناً مع قصف قرية سكيك جنوبي إدلب. وشهدت القرى المحيطة بمنطقة سراقب شرقي إدلب حركة نزوح واسعة أمس، نتيجة القصف المدفعي والصاروخي من قوات االنظام على المنطقة، ومعلوم أن النظام يستهدف منذ أيام منطقة أبو الظهور شرقي إدلب. وقال الناطق باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي مصطفى أبو حذيفة إن «النظام يصعد منذ أيام على مختلف الجبهات في ريف حماة الشمالي وحلب الغربي وحتى شمال اللاذقية وشرق إدلب، بهدف نسف اتفاق سوتشي والتملص منه». وزاد في اتصال مع «الحياة» أن « الجبهة والفصائل الثورية كانت على يقين أن النظام سيحاول جاهداً افشال الاتفاق، ولهذا كنا على أهبة الاستعداد للرد والتصدي لأي عمل عسكري قد يقوم به على هذه الجبهات، وتمكنا من أفشال محاولاته التقدم أمس».
وتعليقاً على إمكانية نسف اتفاق سوتشي، قال مصدر قيادي معارض في اتصال مع «الحياة»، إن «هناك خطرين أساسيين يهددان الاتفاق داخلي وخارجي» موضحاً أن «التهديد الداخلي يكمن في الصراعات المترافقة مع عملية إعادة تموضع القوى الثورية والمتشددة في المناطق المحررة، لتحقيق مكاسب أكبر في داخل إدلب»، وأشار المصدر إلى أن «تحرير الشام لا تعمد إلى القيام بهجمات واسعة تضعها في صدام مع القوى الكبرى مثل الجبهة الوطنية»، مستدركاً أنها «تنتقي مناطق حساسة تكسب منها في داخل المناطق المحررة للسيطرة عليها، وتبادر إلى توقيع اتفاقات مصالحة مع الفصيل الذي اعتدت عليه من دون توسيع نطاق المواجهة مع فصائل أخرى»، وخلص المصدر إلى أن «مساعي الهيئة تثبيت أوضاعها في مناطق عبر قمع السكان، والتقدم ببطء على حساب التنظيمات الصغيرة محكومة بالفشل في المحصلة، نظراً إلى الغلبة العددية للفصائل الثورية مع الجهة الوطنية، والحاضنة الشعبية الرافضة للهيئة، وأخير التعزيزات التركية القادرة معاً على وضع جد لهيئة تحرير الشام في حال تم تبني قرار الحسم»، مشيراً إلى أن «الطرفين الرئيسن في الاتفاق روسيا وتركيا راغبان في تنفيذه وعدم نسفه». وأشار إلى أن «الخطر الخارجي على الاتفاق مصدره إيران والميليشيات التابعة لها»، موضحاً أن «خريطة الاشتباكات تكشف ذلك، ففي ريف حلب الغربي تسيطر الميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية التابعة لإيران، وفي ريف حماة الشمالي الخروقات مصدرها الفرقة الرابعة المؤتمرة بقرارات إيران».
ويتفق ناجي أبو حذيفة مع الدور الإيراني «التخريبي» لنسف اتفاق سوتشي، ويشير إلى أن «إيران وميليشياتها الطائفية هي من أكبر المتضررين من الاتفاق وتسعى إلى تخريبه».
| |
|