| | التاريخ: تشرين الثاني ٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | واشنطن تستبعد الخيار العسكري لإخراج إيران من سورية | باريس - رندة تقي الدين
قال الموفد الأميركي إلى سورية السفير جيمس جيفري: «إن واشنطن ليست في منطق تغيير نظام في سورية بل هي تعمل بالتركيز على المسار السياسي على أساس القرارات الدولية»، موكداً أن واشنطن وباريس على اتفاق كامل حول كل ما يتعلق بسورية من منع استخدام السلاح الكيماوي إلى مكافحة تنظيم «داعش» والمسار السياسي للحل.
جاء ذلك خلال لقاء مع عدد محدود من الصحافيين بينهم «الحياة» في السفارة الأميركية في باريس حيث زار جيفري المسوؤلين الفرنسيين المتابعين للملف السوري في قصر الرئاسة والخارجية الفرنسية.
وقال: «إن لأميركا ثلاثة أهداف في سورية هي استكمال مكافحة داعش التي تمثل مهمة عسكرية، وأيضاً لها بعد سياسي في التخلص من كل القوات الموجودة في سورية وهذا البعد السياسي على رغم أن الإسرائيليين يساهمون عسكرياً في ذلك من وقت إلى آخر، والهدف الأخير هو المسار السياسي غير القابل للتغيير والذي يرتكز على قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤».
وزاد: «مسرورون جداً لنتائج قمة إسطنبول الرباعية بين فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا على الصعيدين العسكري والسياسي فنرى أن القول إن هدنة إدلب ستكون دائمة يفتح الباب لتجميد الأزمة في أماكن عدة من البلد.
ونعتقد أن الالتزام بإطلاق اللجنة الدستورية يمثل خطوة أولى أساسية باتجاه المسار السياسي بإشراف الأمم المتحدة في نهاية العام». ولفت إلى أن «هناك خمس قوى عسكرية أساسية من الخارج متمركزة في سورية وهي الروسية والأميركية والإيرانية والإسرائيلية والتركية وهذا بالغ الخطورة ومن المهم تقليص التصعيد».
وتوقع أن تنطلق في وقت قريب جداً دوريات عسكرية منسقة وليست مشتركة أميركية - تركية للتحرك بالتوازي في المناطق نفسها ولكن في شكل منفصل وستكون لها تأثير إيجابي بالنسبة إلى الاتراك. وقال إن «الأتراك يؤكدون أن الأكراد ما زالوا موجودين ولكن الأكراد يقولون إنهم سحبوا جماعتهم منذ أشهر. وسيأخذ بعض الوقت لتأكيد انسحابهم».
وعن إخراج القوات الإيرانية من سورية وإذا كان ذلك بالخيار العسكري قال: «الإسرائيليين لم يستبعدوا الخيار العسكري وهم نشيطين جداً على هذا الصعيد. فإسرائيل تقصف القدرات العسكرية الإيرانية في سورية وخلال أربع إلى خمس سنوات إسرائيل لم تقم بأي عمل عسكري مع استثناء واحد في مرتفعات الجولان بوجه انتشار وتوسع متزايد للقيادة العسكرية الإيرانية وقوات (حزب الله) اللبناني لحماية نظام الأسد ضد شعبه».
وزاد: «الإسرائيليون لم يردوا على ذلك ولكنهم الآن يردون على القدرات العسكرية الإيرانية المتمثلة بالصواريخ البعيدة المدى وطائرات الـ (درون) التي استخدمت في الأجواء الإسرائيلية مرات عدة وهذا يقلقنا جداً».
وأضاف: «موقفنا أن كل هذه القوات الإيرانية عليها أن تغادر ولكن من الواضح أنها لن تغادر إلا بعد أن يتم الحل السياسي والعسكري للصراع السوري ونحن نتمنى مغادرتهم غداً والروس أوضحوا ذلك ايضاً. ولكن من الواضح أن ذلك جزء من أي مسار سياسي سلمي كما ينصه القرار ٢٢٥٤ لمجلس الأمن ينبغي مغادرة جميع القوات الأجنبية التي لم تكن هناك عندما اندلعت الحرب في سورية عام ٢٠١١».
وسألت «الحياة» جيفري إذا كان هناك اتفاق إسرائيلي - روسي لتتوقف تل أبيب عن قصف القوات الإيرانية في سورية فقال: «منذ إسقاط الطائرة الروسية كانت هناك ضربتان للإسرائيليين ولكن بالنسبة لهذا السؤال ينبغي أن يوجه لإسرائيل».
ورداً على سؤال «الحياة» عما إذا كان وجود إيران في سورية سيكون موضوعاً على طاولة قمة الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في باريس، فقال: «وجود إيران في سورية كان موضوع مناقشات بيننا وبين روسيا على جميع المستويات».
وعن قدرة الروس على إخراج الإيرانيين من سورية قال: «تقنياً البلد الذي لديه قدرة على الضغط على الإيرانيين هو سورية والنظام السوري الذي يقول للأمم المتحدة باستمرار إنه يمثل السيادة السورية وإنه يعطي التأشيرات للدخول ويوافق على دخول القدرات العسكرية الإيرانية». | |
|