| | التاريخ: تشرين الثاني ١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | لبنان: الحريري «تحت أي ظرف» ضد توزير سنّة 8 آذار | لبنان: الحريري «تحت أي ظرف» ضد توزير سنّة 8 آذار
أكدت الأوساط المقربة من الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية سعد الحريري لـ «الحياة» أنه «لن يقبل توزير أي سني من قوى 8 آذار تحت أي ظرف من الظروف». وأوحت الأوساط نفسها بأن الحريري مرتاح إلى موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على هذا الصعيد، بنتيجة اجتماعه أول من أمس معه، وأن أي تشكيلة سيقدمها إلى عون لن تضم أي من سنة هذا الفريق «وإلا فليأتوا برئيس آخر للحكومة». إلا أنها أوضحت رداً على سؤال لـ «الحياة» أن هذا «لا يعني أن الحريري وضع لنفسه جدولاً زمنياً لوضع هذا الموقف موضع التنفيذ بالاعتذار أو التخلي والأمر ليس قيد البحث»...
واستبعدت الأوساط التكهنات التي تربط تشدد «حزب الله» بنيته الحؤول دون حصول الرئيس عون على الثلث المعطل في الحكومة العتيدة، قائلة إن لا عون ولا الحريري يحتاجان إلى ثلث معطل في الحكومة لأن أي أمر يعارضه أحد منهما لا يمشي. كما أن الأوساط المقربة من الحريري تمتنع عن التعليق على التكهنات التي ظهرت في وسائل الإعلام، حول ما إذا كان تشدد «حزب الله» بالإصرار على تمثيل سنة 8 آذار له خلفيات تتعلق بتعقيدات الوضع الإقليمي وبالعقوبات على الحزب وعلى إيران، وتشير إلى أن هناك احتمالات كثيرة يجري الحديث عنها «لكننا لا ندخل بالأسباب والتحليلات وبغض النظر عنها، الموقف واضح لا تمثيل لقوى 8 آذار تحت أي ظرف».
والتقى الحريري في بيت الوسط بعد الظهر وزير الخارجية جبران باسيل الذي غادر من دون الإدلاء بتصريح. لكن مصادر إعلامية أشارت إلى أن باسيل حمل حلاً مقترحاً من رئيس الجمهورية يقضي بتسمية سنّي لا يستفز الحريري ضمن حصة الرئيس عون، على ألا يكون من كتلة طوني فرنجية، وبالتالي النائبان فيصل كرامي وجهاد الصمد مستبعدان، كما ترددت معلومات عن أن باسيل «حمل معه مطلباً من عون يقضي بإعادة توزيع المذاهب ضمن التشكيلة المقترحة، لا سيما ما يتعلق بالموارنة بعدما طلبت القوات التمثّل بمارونيين وأرثوذكسي وكاثوليكي، وطالب عون تمثيل القوات بماروني واحد».
إلا أن أوساط القوات ردت بأن «ثمة من يريد إعادة عقدة التشكيل إلى المربّع المسيحي»، وقالت وفق «المركزية»: «نحن غير معنيين بما يروج في الإعلام عن طلب سحب وزير ماروني من حصتنا والتوزيع المذهبي، نتيجة اتفاق بين عون والحريري ورئيس حزب القوات سمير جعجع».
كرامي
وكان النائب فيصل كرامي تحدث عن «أن الرئيس الحريري حمل أول من أمس إلى الرئيس عون تشكيلة ناقصة أسماء وزراء «أمل» و «حزب الله»، وهو أمر لم نعتد عليه سابقاً، وبالتالي هو رمى الكرة إلى ملعب رئيس الجمهورية». وشدد على أن تمثيل نواب سنّة المعارضة «حق ومطلب محق، والحريري انشغل بالعقد الباقية متجاهلاً مطلب النواب السنّة المستقلين ورافضاً القبول بنتائج الانتخابات».
برّي عن الحكومة: لم يعد هناك إلا الدعاء
على رغم اشتداد أزمة تأليف الحكومة اللبنانية التي تعقدت مجدداً، بفعل المطالبة بتوزير ممثل عن سنّة 8 آذار، ورمي كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر، وبانتظار مبادرة ما تنقذ المشهد الحكومي من المأزق الذي دخل فيه، فإن هذا الملف لم يأخذ حيزاً وافياً من التداول في لقاء الأربعاء النيابي في مقر الرئاسة الثانية أمس، إذ بدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممتعضاً مما آلت إليه الأمور، وفق مصادر نيابية لـ «الحياة»، وآثر عدم التطرق إليه مطولاً كما جرت العادة، فقال رداً على استفسارات النواب حيال الأزمة الحكومية الراهنة والتأخير في عملية التأليف: «إنه تكلم مع من يجب أن يتكلم معهم حول هذا الموضوع، ولم يبق أمامنا سوى الدعاء في هذا الإطار».
وعندما كرر النواب اسئلتهم وإلى أين تتجه الأمور في الشأن الحكومي عموماً، وفي موضوع نواب «اللقاء التشاوري» (سنة 8 آذار) خصوصاً، رد باقتضاب: «خلص ما بدي أحكي بهذا الموضوع. أنا عملت اللي عليي. العقدة ليست عندي، يجب أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل. التحديات ضاغطة والوضع الاقتصادي حدث ولا حرج».
ودق بري وفق ما نقل عنه النائب علي بزي: «جرس الإنذار في ما يتعلق بالوضع الاقتصادي وخطورته وتداعياته، وآثاره الاجتماعية والمعيشية والحياتية على البلد وعلى كل اللبنانيين»، وقال بري: «للأسف الشديد نحن نناقش بعض القضايا التي تبدو سخيفة حتى ولو كانت كبيرة حيال ما يحدث في المنطقة»، معتبر أن «هناك اندفاعاً قوياً في المنطقة تجاه العدو الإسرائيلي. هذا الابتلاء الذي يصيب كل الأمة بشرفها وكرامتها ومستقبلها وثرواتها، يتطلب منا جميعاً على الأقل كمسؤولين مؤتمنين على مستوى العالم العربي كله، إعادة النظر والقراءة وعدم السقوط في فخ العناوين الصغيرة حتى إذا كانت كبيرة، تبدو سخيفة أمام هذا المشهد».
أما في ما يتعلق بالجلسة التشريعية التي كان تحدث عنها وتم توزيع جدول أعمالها على النواب ليتسنى لهم المزيد من الوقت للقراءة والاطلاع، فإن رئيس المجلس ارتأى أن يتخذ مساحة من الوقت في التريث قبل أن يحدد موعداً للجلسة، «لأن الأجواء ربما تحتم علينا أن نتبصر قليلاً، وأن لا نستعجل الأمور في هذا السياق».
وتطرق اللقاء النيابي إلى جملة من القضايا المعيشية والحياتية التي يعاني منها اللبنانيون على مستوى الكهرباء، إضافة إلى تلوث مياه نهر الليطاني. وعبر بري عن عدم رضاه على طريقة المعالجة الحاصلة، وطلب من النيابة العامة أن تقوم بدور أكبر في هذا الإطار، ووضع يدها على الملف كاملاً، ومحاسبة كل من ساهم ويساهم في عملية هذا التلوث.
«المية ومية»
والتقى بري وفداً من بلدة المية ومية برئاسة راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، ورئيس البلدية رفعت أبو سابا ونائب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، في حضور النائب ميشال موسى. وجرى عرض للوضع في البلدة في ضوء الاشتباكات الأخيرة التي جرت في مخيم المية ومية.
وشكر الوفد لبري الجهود التي بذلها لمعالجة الوضع، وإطمأن إلى ما سمعه منه عن نتائج هذه الجهود والأجواء التي رافقتها.
وأشار بري إلى أن «ما جرى هو من أجل عدم تكرار مثل هذه الاشتباكات»، مؤكداً «متابعة كل الأمور المتعلقة بالبلدة لتعزيز أمنها واستقرار أهلها».
وترأس بري بعد الظهر الاجتماع الدوري لكتلة «التنمية والتحرير» ووضع النواب في أجواء ملف تشكيل الحكومة، وعدم الرغبة في تحديد موعد لجلسة تشريعية، نظراً إلى الأجواء السائدة حكومياً. وناقشت الكتلة جدول الأعمال المتعلق بالجلسة التشريعية التي لم يحدد موعدها بعد، واتخذت المواقف اللازمة بصددها. وتم تشكيل لجنة نيابية لدرس وتحضير ملف عن الدواء بكل وجوهه. | |
|