| | التاريخ: تشرين الأول ٣١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | أمير الكويت يحذّر من ممارسات نيابيّة... «تعزف على أوتار الطائفيّة» | الكويت - «الحياة»
دعا أمیر الكويت الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى «الحرص على النظام الدیموقراطي والدفاع عنه، وصیانته من كل تجاوز على قیمه أو تعسف في ممارسته». وأكد «إیمانه بالدیموقراطیة فكراً ونهجاً وممارسة، وحرصه على دعمها»، محذراً من الممارسات السلبية التي تثير الطائفية وتخدم مصالح شخصية.
وخلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد الثالث للفصل الاشتراعي الـ15 لمجلس الأمة (البرلمان) أمس، قال الشیخ صباح الأحمد: «لن أسمح بأن نحیل نعمة الدیموقراطیة التي نتفیأ بظلالها الى نقمة تهدد الاستقرار في بلدنا، تهدم البناء وتعیق الإنجاز». وحذر من وجود «ممارسات سلبیة ومواقف وطروحات ومشاریع عبثیة لا تخدم في حقیقتها مصلحة الوطن، بل تسعى إلى التكسب الانتخابي أو تخدم مصالح شخصیة أو أجندات خاصة على حساب مصلحة الكویت العلیا». وأكد أن «الممارسات السلبیة تارة تعزف على أوتار الطائفیة البغیضة، وتارة تطرح مشاریع براقة تدغدغ عواطف البسطاء، وتارة أخرى بالتمادي بمخالفة الدستور والقانون، ترویجاً لمكاسب شخصیة وبطولات وهمیة». وأشار إلى أن هذه الممارسات «تلحق ضرراً بلیغاً بالدولة والمجتمع».
وتساءل أمير الكويت: «لماذا كل هذا السباق المحموم على تقدیم الاستجوابات؟ (للوزراء)، ولماذا الإصرار على تقدیم الاستجوابات لرئیس مجلس الوزراء في أمور تدخل في اختصاص وزراء آخرین». وتابع: «إذا كانت الحقوق الدستوریة للنائب واجبة الاحترام، فإن من الضروري إدراك أن تلك الحقوق لیست مطلقة، فهي مقیدة بشروط وضوابط تكفل انضباطها وعدم انحرافها وخروجها عن غایاتها وأهدافها». وزاد: «لا یجوز بمن أنیط بهم الحفاظ على الدستور والقوانین مخالفتها، وعلى مشرعي القوانین ومنفذیها أن یكونوا القدوة الحسنة باحترامها والتزامها، كي ینضبط العمل البرلماني في مساره الإیجابي المنشود. فما قیمة وجدوى أحكام الدستور والقوانین وقرارات المحكمة الدستوریة إذا تم تجاوزها».
وتناول مكافحة الفساد والتحديات التي تواجه الحكومة، مشدداً على «دعمه كل خطوة جدية هدفها الإصلاح ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدین وحمایة المال العام». ودعا إلى «التحقق والتثبت والتأكد قبل توجیه الاتهام، حرصاً على كرامات الناس، وعدم التشهیر بهم». وقال إن «أمام الحكومة تحدیات كبیرة محلیاً، منها تعزیز الاستقرار وصیانة الوحدة الوطنیة وإصلاح الاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد ورعایة الشباب وتطویر التعلیم وتحسین مستوى خدمة الصحة العامة وسائر الخدمات».
وأكد أمير الكويت أن التنمیة الاقتصادیة واستقرار الاقتصاد «يمثلان عنصراً أساسیاً في مواجهة التحدیات الإقلیمیة والدولیة»، داعياً الحكومة والبرلمان الى «استكمال مسیرة إنجاز القوانین وبرامج الإصلاح الاقتصادي وتنفيذها». وتابع: «آمل بألا یؤدي التحسن الموقت الذي شهدته أسعار النفط أخيراً، الى عرقلة هذا المسار المهم الذي یستهدف حمایة مستقبل الأجیال الآتية وضمانه».
ولفت الشيخ الصباح إلى أن حرية الرأي والتعبير، هي «سمة تمیز المجتمع الكویتي»، قائلاً: «حِرصنا على استمرارها وتعزیزها أمر لا یقبل المزایدة. لم ولن یكون في الكویت ما یُعرف بسجین سیاسي أو معتقل، ولم یصدر حكم قضائي واحد بالإدانة من دون محاكمة عادلة وجدت فیها كل الضمانات لحق الدفاع». ونبه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالحسابات الوهمیة و»أصبحت أداة للفتن والابتزاز والهدم والاسترزاق المدمر»، داعياً إلى الإسراع في إصدار التشریع اللازم «لضمان انضباط استخدامها في الإطار الصحیح الذي یراعي أمن المجتمع وقیمه».
وتطرق إلى أوضاع المنطقة وأزماتها قائلاً: «نشهد بكل الحسرة والألم واقع منطقتنا المریر وتداعیاته الخطرة، نعیش مرحلة استثنائیة لعلها الأخطر على حاضرنا ومستقبلنا جمیعاً، بعدما تحولت هذه المنطقة الى ساحة للقتل والدمار». وأضاف: «آن الآوان لكي تدرك شعوب المنطقة أنها مستهدفة في أمنها واستقرارها واقتصادها». | |
|