التاريخ: تشرين الأول ٢٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
غاب طيران التحالف فاستعاد داعش معقله بدير الزور وهويات جديدة برمز تركي في ريف حلب
غاب طيران التحالف فاستعاد داعش معقله بدير الزور
أوردت وسائل إعلام محلية أن تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) تمكن من استعادة السيطرة من "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) على كامل بلدتي السوسة والباغوز، آخر معقلين له في دير الزور، وسط غياب كامل لتحالف واشنطن عن المعارك.

وأوضحت وسائل إعلام سورية معارضة أن "داعش" استعاد خلال هجمات مضادة وواسعة منذ الجمعة الماضي وحتى فجر الأحد، كل المناطق التي تقدمت فيها "قسد" في جيب هجين شرق دير الزور الأسبوع الماضي. وروى ناشطون أن عشرات المسلحين من "قسد" قتلوا في هجوم عنيف لـ"داعش" عند ضفاف الفرات الشرقية، على محاور السوسة والباغوز وهجين، وسط استياء بين أوساط المسلحين من صمت التحالف الدولي وعدم صده الهجمات. وأفادت مصادر متفرقة أن الهجوم المعاكس والعنيف الذي شنه "داعش"، تزامن مع وقف التحالف الدولي كل نشاطاته الجوية، وغياب الطائرات عن عمليات القصف على رغم تزويد "قسد" التحالف بالإحداثيات، فضلا عن أن التنظيم الجهادي استغل في هجماته المفاجئة والمباغتة سوء الأحوال الجوية والعاصفة الرملية التي هبّت على المنطقة.

وتحدثت تقارير إعلامية معارضة عن سحب القوات الأميركية الأسلحة الثقيلة من محيط مدينة هجين نحو حقل التنك النفطي إثر هجوم "داعش" على محيط المدينة حيث تدور اشتباكات عنيفة في بادية هجين قرب القاعدة الأميركية.

وتمكن التنظيم بهذه الهجمات من الوصول إلى الحدود السورية - العراقية مجدّداً بعد انقطاع صلته المباشرة بالحدود، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الحشد الشعبي العراقي والتنظيم قرب الحدود من جهة بلدة الباغوز.

وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ارتفاع حصيلة الضحايا في هجوم "داعش" على "قسد" إلى 60 قتيلًا.

وقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، إنه "خلال اليومين الماضيين ونتيجة لسوء الأحوال الجوية تعرضت نقاط قوات سوريا الديموقراطية لهجوم من عصابات داعش الإرهابية، وعلى إثرها انسحبت تلك القوات للخلف، الأمر الذي تسبب في حصول فراغ على الحدود السورية". وأضاف: "جرى إحراق تلك النقاط وشهدنا انسحاب قوات "قسد" مع الاميركيين كما أن هناك أوامر باغلاق معبر الباغوز الذي كان يستخدمه الاميركيون ويطل على الحدود السورية، بسبب خطورة الوضع الأمني على الحدود".

قصف تركي

في غضون ذلك، قصف الجيش التركي بالمدفعية مواقع تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها أنقرة "إرهابية" في شمال سوريا. وقالت وكالة "أنباء الاناضول" التركية شبه الرسمية إن القصف استهدف "ملاجئ" تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" في كوباني شرق الفرات. كما استهدف مواقع وخنادق تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" على تلة قرب الضفة الشرقية للفرات، مقابل مدينة جرابلس.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هدّد مرات عدة في الأيام الأخيرة بشن هجوم في سوريا شرق الفرات بعد عمليتين سابقتين نفذتهما تركيا غرب النهر. ووجه الجمعة "تحذيراً أخيراً" إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية.

ودعمت واشنطن "وحدات حماية الشعب" في قتالها ضد "داعش" حيث تسيطر القوات الكردية على مناطق في شمال سوريا وشمال شرقها. لكن أنقرة تعتبرهذه الوحدات امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً دامياً في تركيا منذ عام 1984. وتصنف تركيا وحلفاؤها في الغرب "حزب العمال الكردستاني" مجموعة إرهابية. ولا يزال دعم واشنطن للقوات الكردية يشكل نقطة خلاف رئيسية بين الولايات المتحدة وتركيا، الشريكتين في حلف شمال الأطلسي، وقد شهدت علاقتهما تراجعاً كبيراً خلال السنتين الأخيرتين.

وشنت تركيا عمليتين غرب الفرات منذ عام 2016 لإبعاد المقاتلين الإسلاميين المتطرفين عن حدودها ومنع ارتباط المناطق الخاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب" بعضها بالبعض.

هويات سورية برمز تركي

على صعيد آخر، تداول ناشطون أنباء عن إصدار ما يسمى "المجلس المحلي للمعارضة" في مدينة أعزاز بريف حلب تعميماً دعا فيه المواطنين "جميعاً كباراً وصغاراً إلى إصدار الهوية الجديدة، لاستخدامها في جميع الدوائر الرسمية في المدينة ومعاقبة كل متخلف عن حيازة البطاقة الجديدة". وكان "المجلس المحلي لمدينة الباب" قد أصدر بطاقات شخصية لسكان المدينة في تموز الماضي، تجربة أولى في مناطق سيطرة "الجيش السوري الحر" شمال حلب.

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"المجلس"، محمود نجار عقب إطلاق هذه التجربة، إن هذه البطاقات تتميز بأن لها "رمزاً خاصاً ونظاماً مرتبطاً مع النفوس في تركيا"، وأن التجربة ستطبق حاليا في الباب، على أن تعمم على بقية مناطق "درع الفرات" والمناطق التي سيطر عليها "الجيش السوري الحر" بعملية "غصن الزيتون" التي تدعمها تركيا.

كما قرر "مجلس مدينة إعزاز" إبقاء التوقيت الشتوي من دون تقديم أو تأخير إلا بموجب التوقيت التركي، نظراً الى العلاقات المباشرة مع الدولة التركية في مجال التبادل التجاري والمعابر والمؤسسات العامة وتجنباً لحدوث اختلاف في المواعيد لتسهيل حركة العمل.