|
|
التاريخ: تشرين الأول ٢٩, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
لبنان: هل تُعلن "حكومة العهد الأولى" بمن حضر؟ |
تضاربت المعطيات المجمعة حتى مساء أمس عن موقف "القوات اللبنانية" من مشاركة الحزب في الحكومة المسماة "الأولى للعهد" والتي من المتوقع ان تعلن اليوم أو غداً على أبعد تقدير. فقرار عدم المشاركة ليس سهلاً على الاطلاق على قيادة الحزب التي تعمل، كما يجهد "حزب الله"، للانخراط أكثر في المؤسسات الرسمية، كما ليس سهلاً عليها البقاء خارج جنة الحكم فترة قد تطول الى أربع سنوات، وتكمل عمر العهد، ما لم تبرز تطورات مفاجئة توجب استقالتها أو اقالتها. لكن المعطيات التي توافرت لدى رئاسة "القوات" كانت سلبية، وتوحي بأن التضييق المستمر عليها خصوصاً من "التيار الوطني الحر" يهدف الى "الاحراج فالإخراج"، فيما ظهرت نغمة جديدة لم تكن متداولة سابقاً لدى "التيار" مفادها ان "القوات تكبر حجرها لتجد تبريراً للخروج من الحكومة وتحولها الى المعارضة وقطع العلاقة مع العهد".
وأياً تكن القراءات السياسية، فإن الأمور بخواتيمها، واذا كان الموعد المقرر لتلقي الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري جواب "القوات" هو ظهر اليوم، فإن الحسم حصل وفق معلومات "النهار" ليلاً بعد عودة الحريري من زيارة خاصة للاردن. وفي معلومات لم تتمكن "النهار" من التحقق منها ان اجتماعاً حاسماً عقد منتصف ليل أمس، تم فيه عرض كل الفرضيات والايجابيات والسلبيات للمشاركة في الحكومة أو عدمها، في ظل عجز عن تقديم بدائل أو عروض جديدة لـ"القوات" بعدما أعرب كل الافرقاء عن تمسكهم بمكتسباتهم، ولم يعد التبديل في الحقائب ممكناً، اذ ان أي تغيير سيسبب "خربطة" قد تطيح الحكومة الى اجل غير مسمى. ورسميا اعلن "تكتل الجمهورية القوية" انه يعقد اجتماعا ظهر اليوم لاتخاذ القرار المناسب وابلاغه بعد الظهر الى الرئيس الحريري.
وفيما كان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل يؤكد من البترون انه "ستكون للبنان حكومة وحدة وطنية وهذا لا يكون انتصاراً لأحد على الآخر، بل انتصار للعدالة ومعايير التمثيل واحترام إرادة الناس التي لا يمكن الاستقواء عليها"، كان نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان يشدد على ان "الأيام القليلة القادمة ستشهد ولادة الحكومة وهناك احتمال كبير لعدم مشاركة القوات فيها". وقال: "في حال أخذنا قراراً بعدم المشاركة في الحكومة، على من اوصلنا الى هذه المرحلة تحمل مسؤوليته. البعض يصوم ويصلي لنمتنع عن المشاركة في الحكومة".
ويعارض رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل الرئيس المكلف السبت وتشاور معه في مستجدات مشاورات التأليف، كل الحديث الذي دار في الأيام الاخيرة عن إمكان تغييب "القوات اللبنانية" عن الحكومة. ويرفض سياسة العزل، ولا سيما لمكون يمثله سمير جعجع، وإن اختلف معه في جملة من القضايا الى "عمق الأعماق". وكان بري تلقى في نهاية الاسبوع جملة من المعطيات الايجابية أعطت إشارات الى اقتراب موعد صدور مراسيم الحكومة، وان "القوات" ستشارك فيها. وفي المعلومات أن الحريري أبلغ بري أن العرض ما زال نفسه لـ"القوات": نائب رئيس الحكومة ووزارات الشؤون الاجتماعية والثقافة والعمل. ووعدته بالرد عليه الاثنين. وأبلغها الحريري "أنا الثلثاء ماشي بالحكومة".
ورداً على سؤال عن استمرار تعثر تشكيل الحكومة، وهل يمكن أن تبصر النور من دون مشاركة "القوات اللبنانية" فيها، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العائد من الفاتيكان: "إذا كانوا يتكلمون عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أنها ستضم كل القوى السياسية وتتمثل فيها، وإلا، لا يمكننا أن نسميها حكومة وحدة وطنية، فالوحدة الوطنية لا تكون محصورة ببلوكات نيابية فازت في الانتخابات. أريد أن أسأل ماذا نفعل بـ51% من الذين لم يشاركوا في الانتخابات النيابية، وهم من غير الحزبيين؟ فهؤلاء الـ51% هم بمثابة نصف الشعب اللبناني، ألا يحق لهؤلاء المشاركة في الحكومة؟ فإذا كنا نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، فمعنى ذلك أن كل القوى السياسية في لبنان، الحزبية وغير الحزبية، يجب أن تشارك في هذا الوطن، الذي هو في حاجة إلى كل سواعد أبنائه اللبنانيين". |
|