| | التاريخ: تشرين الأول ٢٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | لبنان: «الاقتصاد» لـ «القوات» آخر معالجات «العقدة الصغيرة»؟ | بيروت - «الحياة»
«العقدة الصغيرة» التي قال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري إنها تحتاج للحل من أجل ولادة الحكومة لم تكن قد وجدت طريقها إلى الحل حتى مساء السبت بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري.
وفيما قال الحريري إن لا أحد منتصراً أو خاسراً في الحكومة العتيدة التي وعد بإنجازها في اليومين المقبلين، لم يتطابق موقفه مع موقف رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الذي خاطب طلاب «التيار» في الجامعة اليسوعية بعد الانتخابات التي خاضوها فيها بالقول: «سنأتيكم بانتصار جديد في الحكومة»... في موقف كان موجهاً ضد حزب «القوات اللبنانية» ويتناول الخلاف معه على حصته والحقائب التي يفترض أن تسند إليه في الحكومة.
وكان الحريري نشط لإيجاد مخرج لمسألة الحقيبة الثالثة التي يفترض أن تسند إلى «القوات» بعدما سحب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موافقته على توليها وزارة العدل وقدم اقتراحات عدة في هذا الصدد. وقبل 5 أيام طرح الحريري أن تؤول وزارة الاتصالات التي سيتولاها أحد وزراء «تيار المستقبل»، إلى «القوات»، ليتولى العدل أحد الوزراء المحسوبين على الحريري، بدلاً من الرئيس عون. إلا أن هذا الاقتراح سرعان ما جرى استبعاده كما قالت مصادر نيابية لـ «الحياة» لأن عون لم يقبل به، على رغم أنه تنازلٌ من الحريري عن حقيبة رئيسية بهدف معالجة مسألة تمثيل «القوات». وأوضحت المصادر أن هناك فرقاء آخرين نصحوا الحريري بصرف النظر عن هذه الفكرة.
وقالت المصادر إن الاقتراح الآخر الذي طرحه الحريري بعد استبعاد فكرة إسناد التربية الى «القوات» بدلاً من «الحزب التقدمي الاشتراكي»، كان أن يحصل تبادل بين «التيار الحر» وبين «القوات» فيتولى الأخير وزارة الاقتصاد، على أن يتولى «التيار» وزارة العمل بدلاً منه. وطرحت أفكار عدة في إطار تبادل حقائب بين بعض الفرقاء، بينها أن يتولى «القوات» وزارة الزراعة بدلاً من حركة «أمل»، لكن تردد أن الرئيس بري فضل الاحتفاظ بهذه الحقيبة.
وحتى مساء السبت، قبل سفر الحريري إلى الأردن ليشارك في مناسبة عزاء عائلي، لم يكن حصل أي تطور في الحقائب التي سيتولاها حزب «القوات» والتي كانت رست، إضافة إلى نيابة رئاسة الحكومة، على حقائب العمل، الشؤون الاجتماعية والثقافة.
< على رغم الحراك الحكومي المتشعب على أكثر من محور في ظل الإيجابية التي تخيم على الأجواء، ينتظر اللبنانيون بحذر هذه المرة إلى ما ستؤول إليه اتصالات الساعات الأخيرة، ويعيشون حال ترقب لمسار عملية التأليف الى حين رفع الرئيس الحريري التشكيلة المنتظرة إلى رئيس الجمهورية. وفي المواقف أكد نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان «أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد ولادة الحكومة، وتأخيرهم لينالوا مكاسب أكبر أساء إلى لبنان واللبنانيين ونحن لن نقبل بالمساهمة بأي يوم تأخير إضافي».
وأضاف: «تسلّمنا الصيغة النهائية خلال الساعات الماضية وسنعطي جوابنا النهائي للرئيس الحريري خلال الـ24 ساعة المقبلة. أما المطروح علينا اليوم فهو حصولنا على وزير ماروني أو إثنين وروم أرثوذكس وروم كاثوليك أو أرمن كاثوليك». وتابع: «سأخرق للمرة الأولى الاتفاق بالصمت. الوزارتان المتاحتان للقوات طائفياً هما الدفاع والخارجية وكان يفترض أن نأخذ واحدة منهما، ولنتصور وزير خارجية من القوات وموقفه من النأي بالنفس، هل كان سيصنع الفرق أم لا، والمهم هو التوازن على الصعيد الوطني. وفي حال أخذنا قراراً بعدم المشاركة في الحكومة على صاحب المسؤولية تحمل مسؤوليته».
وقال عدوان: «نحن لم نطالب بوزارة العدل إنما الرئيس المكلف قدم لنا عرضاً بها يوم خميس، وكان الجواب يجب أن يعطى مساء الجمعة وكان سيكون إيجابياً، إلا أننا أبلغنا ظهر الجمعة أن العرض توقف»، مضيفاً: «المطلوب التوازن العام في الشأن الوطني وحصولنا على حقيبة سيادية يؤمّن هذا التوازن وفي حال عدم مشاركتنا في الحكومة سيتحمّل المسؤولية كل من أوصلنا إلى هذه المرحلة».
وتابع عدوان: «الرئيس المكلف بذل جهداً كبيراً إنما استهلاك الوقت من الآخرين يضعه في مكان مزعج. نحن اليوم في قلب المشكل الاقتصادي المالي، وكل يوم يمر يضعنا في مكان أصعب والرئيس الحريري راغب جداً بمشاركتنا في الحكومة. أما باسيل فيملك رغبتين إما العمل على عدم تمثيل «القوات» بوزنها الحقيقي في الحكومة أو عدم مشاركتها».
وقال عدوان: «الرئيس الحريري ينتظر ردّ «القوات» مساء غد (اليوم) ويجب أن يضعوا «خطة ب» إذا لم نشارك في الحكومة. هناك احتمال كبير لعدم مشاركة «القوات» فيها».
ولفت نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني إلى أن «لا عقد عند القوات ولكن العقدة عند من يتمسك بحقيبة معينة»، مشيراً إلى أن «الصوت الشعبي المسيحي للقوات كبير جداً». وسأل: «كل القوى السياسية لديها حقائب سيادية أو حتى وازنة، فلماذا الفيتو على «القوات»؟، معتبراً أن «الكل بقي على ما كان عليه في الحكومة السابقة مع بعض التعديلات، ولم يقدموا التضحيات الكافية».
ولفت إلى أنه «إذا اتخذ حزب الله قراره بأخذ وزارة الصحة فليتحمل رئيس الجمهورية هذا الموضوع، ولمن سيأخذ الوزارة بعدنا، نحن قمنا بعملنا على أكمل وجه». وقال: «ما زلنا ننتظر الطرح النهائي ليبنى على الشيء مقتضاه». وأكد أن من يعرقل تشكيل الحكومة هو «ليس من يرفض الإبعاد بل من يفرض الإبعاد».
وتمنت الوزيرة عناية عز الدين أن «تتشكل الحكومة بأسرع وقت لتتفرغ للتحديات الاقتصادية والمعيشية الكبرى. وهذا لن يحصل إلا إذا ابتعد الفرقاء السياسيون عن منطق الحصص والحقائب والأحجام والأوزان».
وأسف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر، لأن «المجموعة السياسة تعيش حال إنكار لخطورة الوضع الاقتصادي والمالي ولظروف الناس، لأن السياسي يجب أن يكون في خدمة الناس وليس العكس»، مشدداً على «أننا في حاجة إلى لفتة لأن الوضع يزداد سوءاً ونواجه استحقاقات عديدة وليست لدينا حلول لها، والخلاف حول الحقائب ومن انتصر». وسأل: «في نهاية المطاف ما هو الأبدى؟ هل خروج لبنان من النفق أو وزارة في الزائد أو الناقص»، مؤكداً أن «الجميع يتحمل مسؤولية تأخير التشكيل، والظرف يقتضي بأن تكون هناك حكومة وحدة وطنية».
وأكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي سعد أن «هناك من يحاول رمي الكرة في ملاعبنا والتصويب علينا كقوات لبنانية وكأننا نسعى إلى تأخير تشكيل الحكومة من خلال إصرارنا على مطالب يصفونها بالتعجيزية، أما الهدف من ذلك فهو تشويه صورتنا ووضعنا في خانة المعرقل وكأننا حزب يتوق للسلطة من أجل السلطة فقط، وإما محاولة إحراجنا لإخراجنا لكي يكونوا أحراراً داخل مجلس الوزراء يسرحون ويمرحون وعندها يكون إبرام الصفقات أسهل عليهم في غيابنا»، مؤكداً أننا «لا نضع العصي في الدواليب ولا نطالب بحقيبة معينة ولسنا متمسكين بأي حقيبة سابقة وليس لدينا أي اعتراض على تسلم أي فريق لأي حقيبة وذلك إيماناً منا بأهمية وضرورة المداورة في تولي الحقائب».
ولفت إلى أن «القوات تصر على مطلب واحد وأساسي وهو التمثيل الصحيح ونحن لم نطالب بحقيبة العدل أو العمل أو الداخلية ولكننا نطالب بحصولنا على حقيبة سيادية ومن حقنا الحصول على أي حقيبة من الحقائب الأساسية ونرفض أي فيتو على تسلمنا أي حقيبة من أي جهة كانت».
«لانتظار التشكيل أياماً أخرى»
وفي المقابل اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون أن «من انتظر أكثر من خمسة أشهر لولادة الحكومة باستطاعته الانتظار أياماً أخرى». ورأى أن «العقد التي وصلنا إليها في عملية التشكيل تعود إلى رفع بعض الأطراف من سقف شروطهم، لكن أمام الواقع الجديد لا يعرفون كيف يعودون إلى السقف العادي، ومهمتنا أن نساعدهم في ذلك حتى لا نكون نصب الزيت على النار، والرئيس عون أبدى صبراً كبيراً بهدف تسليك الأمور والوصول إلى نتيجة».
وأشار إلى أن «الرئيس الحريري لديه نقطة قوة يتمسك بها وهي أن الجميع يتمسك به كرئيس للحكومة لاعتبارات عدة منها المـــعالجة الاقتـــصادية، وحــتى «حزب الله» يجد فيه الشريك الذي يؤمن الاستقرار الداخلي»، ودعا الحريري إلى «القبول بتوزير سنــي من المعارضة الـــسنية على ألا يكون من حصة الرئيـــس عون»، مشدداً على أن «لا بديل من التسوية الموجودة بين الرئيسين عون والحريري والتي يجب التمسك بها».
رئيس «التيار الوطني»: سنشهد حكومة وحدة وستكون لنا كهرباء 24 على 24
- أكد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال تدشين مجمع البترون الرياضي أن «لدينا قناعة راسخة أننا نستطيع أن نحقق كل ما نريد في مدينتنا ومنطقتنا ووطننا ويكفي أن تكون لدينا الإرادة والتصميم اللذان ينجزان كل شيء. ولا يعتقدن أحد أن هناك ما هو مستحيل وهذا البلد دحض كل الشك بأننا لا نستطيع أن نحقق شيئاً، دحرنا الاحتلال والوصاية رحلت، واندحر الإرهابيون، وأنجزنا القانون الانتخابي وكل ما نريده سيتحقق. وأعدكم أنه بالتصميم ستكون لنا كهرباء 24 على 24 مهما حاولوا تأخيرنا وعرقلتنا، والنفط الذي كان حلماً تم توقيع العقود الخاصة به وسيستخرج لبنان نفطه وغازه، والسدود مهما تمت عرقلتها فالعمل بها أصبح في نهاياته، سد المسيلحة سينتهي، وبعده بلعا، وسد جنة الذي تعرض لأكبر عملية عرقلة وتشويش الأعمال مستمرة فيه، وكذلك سد بسري وهذا دليل أننا سنحقق كل ما نريد في هذا البلد على رغم كل محاولات العرقلة والتأخير».
وإذ أكد أن «آخر إنجاز سيتحقق هو الحكومة، مهما عرقلوها ومهما أسهموا في تأخيرها، سيكون للبنان حكومة وحدة وطنية وهذا لا يكون انتصاراً لأحد على الآخر، بل انتصار للعدالة ومعايير التمثيل واحترام إرادة الناس التي لا يمكن الاستقواء عليها». ولفت إلى أنه «عندما يصمم اللبنانيون سينتصرون وسيكون لديهم الحكومة التي تمثلهم وعلى شاكلتهم ووفقاً لنسبهم وليس وفقاً لنسب غيرهم». | |
|