التاريخ: تشرين الأول ٢٩, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
تهافت ليبي على مؤتمر دولي «حاسم» للتسوية
طرابلس، روما - «الحياة»، رويترز
يرى سياسيون وخبراء أن نتائج اجتماع أطراف الصراع الليبي في العاصمة الإيطالية روما والذي يشهد تسابقاً ليبياً عليه، على رغم عدم وجود أجندة واضحة لمؤتمر باليرمو الدولي حتى هذه اللحظة، ستكون محطة حاسمة في تحديد ملفات جوهرية من ابرزها الإعلان النهائي عن توحيد المؤسسة العسكرية تمهيداً للوصول إلى تسوية شاملة للأزمة الليبية. إلى ذلك قررت هيئة رئاسة البرلمان الإفريقي تشكيل وفد للذهاب إلى طرابلس لمناقشة الملف الليبي مع الأطراف المحلية والدولية. في حين أذنت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني لعناصر الأمن في النظام السابق للالتحاق بأعمالهم

إلى ذلك، قال عضو المجلس الأعلى للدولة أبو القاسم قزيط، إنه «لا يوجد أجندة واضحة لمؤتمر باليرمو حتى هذه اللحظة»، مضيفاً أنه قام قبل أسبوعين بالتواصل مع الدول المهمة التي توصف بالمجتمع الدولي وأكدوا له أنه «لا أجندة واضحة للمؤتمر».

وبين قزيط، لقناة «218 الليبية» الإخبارية، أن كل الأطراف الموجودة في المشهد ستتسابق للمشاركة في مؤتمر باليرمو «كي يثبت كل منهم أنه القطب الرئيسي وأنه القادر على إنتاج الحل في ليبيا».

ولام قزيط البعثة الأممية، وقال إنها «أخلّت بالعهود لأنها لم تُجنب ليبيا التدخلات الدولية بل أصبحت تعمل عكس تعهداتها تماماً، ومنها حضورها لقاء باريس والذي يلزمها حضور مؤتمر باليرمو».

وأضاف: «أن الدور الإيطالي متركز فقط على دعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ولا تقوم عبر ممثليها وبعثاتها بالتواصل مع بقية الأجسام السياسية على عكس الدول الأخرى المؤثرة في الشأن، وهو ما يعطي مؤشراً إلى أن مؤتمر باليرمو قد يكون لإضفاء مزيد من الدعم للمجلس الرئاسي» برئاسة فائز السراج.

وكشف السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق جامعة طبرق، سعد مفتاح العكر، عن أسباب تعثر اتفاق توحيد الجيش الليبي، الذي كان مقرراً إبرامه بين السراج والقائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، في القاهرة، يوم الأربعاء الماضي.

وقال العكر، إن «الإعلان النهائي عن توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ينتظر ما سينتج من اجتماع أطراف الصراع في روما».

ودعت إيطاليا منذ بداية آب(أغسطس) الماضي أطرافاً ليبية ودولية إلى حضور مؤتمر باليرمو في تشرين الثاني(نوفمبر) المقبل، لحل الأزمة.

وحدد السياسي الليبي أسباب تعثر الجهود المصرية في ترتيب لقاء بين حفتر والسراج، خلال الاجتماع الذي تم في القاهرة في 24 الشهر الجاري؛ في حضور العديد من قيادات الجيش في الشرق والغرب، وتحت رعاية اللجنة المصرية المعنية بليبيا، في رفض السراج إعلان رئاسة حفتر للجيش الوطني الليبي، وتشكيل ثلاثة مجالس قيادية للجيش؛ هي الأمن القومي، والدفاع الأعلى، والقيادة العامة، وإصراره على أن تخضع المؤسسة العسكرية لتبعية المجلس.

إلى ذلك، نقل وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو مساء أول من أمس، عن حفتر قوله إنه سيحضر مؤتمراً من المقرر عقده في صقلية الشهر المقبل بهدف إيجاد تسوية بين الجماعات المتناحرة في البلاد.

وقال موافيرو للصحافيين على هامش مؤتمر في مدينة فلورنسا الإيطالية إن الاجتماع سيعقد في مدينة باليرمو عاصمة صقلية يومي 12 و13 تشرين الثاني المقبل وسيشارك فيه أطراف رئيسية من داخل ليبيا وخارجها.

وأضاف موافيرو أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ستكون من بين الزعماء الأجانب الذين سيحضرون الاجتماع بينما تعهدت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا إرسال ممثلين رفيعي المستوى للمشاركة.

وإيطاليا حريصة على وجه الخصوص على حضور حفتر خوفاً من أن يقضي عدم حضوره على أي آمال للتوصل إلى تسوية سياسية في هذا البلد الغني بالنفط.

ونقلت «بوابة إفريقيا» الإخبارية، عن عضو البرلمان الإفريقي يوسف الفاخري قوله: «إن البرلمان قرر تشكيل وفد للذهاب إلى ليبيا لمناقشة (أزمتها) مع الأطراف المحلية والدولية».

ميدانياً، طالب وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا الجهات التابعة للوزارة، بالتعميم على الضباط والأفراد والموظفين في الأجهزة الأمنية النازحين في الداخل والخارج والذين حالت طبيعة عملهم في السابق الالتحاق بأعمالهم، الالتحاق بأقرب مديرية أمن.

جثتان داخل دبابة

على صعيد آخر، أعلنت قوة الردع والتدخل الخاصة محور أبو سليم، العثور على بقايا جثتين لشخصين يعتقد أنهما ليبيّان كانا ضمن أفراد المجموعات المسلحة المشاركة في الاشتباكات الدائرة جنوب طرابلس؛ شهر آب (أغسطس) الماضي وفق «قناة 218» الليبية.

وكشفت قوّة الردع عبر صفحتها على موقع «فايسبوك»، أن بلاغاً ورد إلى فرع الأمن المركزي أبو سليم من قبل عمّال نظافة كانوا مكلفين بتنظيف جانب من المنطقة، عثروا خلال عملهم على حطام دبابة، داخلها بقايا لجثتين.

وأضافت، فور وصول المعلومة تمَّ التواصل مع مركز شرطة طريق المطار، واتّخذت الإجراءات اللازمة بمعية النيابة العامة، وتم نقل الجثث بعد استخراجها من الدبابة، بالاستعانة بمختصين من الطب الشرعي.

وتظل نتائج التحقيقات هي الفيصل الذي سيكشف حقيقة الأمر، فيما إذا كانت مطابقة للتوقعات، أو ربما تكون الجثتان لضحايا جريمة أخرى، وتم وضعهما في الدبابة للتمويه.