| | التاريخ: تشرين الأول ٢٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الحريري يعِد بالتشكيل قريباً: لا أحد منتصر أو خاسر في الحكومة | بيروت - «الحياة»
تابع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية موضوع التشكيل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس، وأكد بعد اللقاء أن «الجميع ضحى ويضحي لمصلحة البلد، ومن هذا المنطلق فإن كل الغاية أن نشكل حكومة وحدة وطنية أو حكومة وفاق وطني وأن يشارك فيها كل الأفرقاء لكي نواجه التحديات التي يواجهها لبنان، ولا ننسى أن لدينا تحديات إقليمية وتحديات داخلية واقتصادية».
ورافق الحريري إلى اللقاء الوزير غطاس خوري والوزير السابق باسم السبع كما حضر الوزير علي حسن خليل، وتخلله مأدبة غداء.
ووصف الحريري اللقاء مع بري بأنه «إيجابي ونلمس دائماً منه الانفتاح على المساعدة بتشكيل الحكومة. وما أريد أن أقوله أننا بهذا التشكيل لا أحد خاسر، والتحديات تتطلب أن يكون الجميع في هذه الحكومة، فإذا كان يعتقد أحد أن هذا هو انتصار له أو خسارة له أعود وأؤكد أنه لا يوجد أحد منتصر في هذه الحكومة وكلنا ضحينا وهناك من ضحى أكثر من الآخرين ولكن السبب الأساسي كما قال الرئيس بري أنه يجب أن يكون هناك ائتلاف واضح وصريح لكي نواجه التحديات. الحكومة بإذن الله خلال الأيام المقبلة وأنا مضطر غداً (اليوم) للسفر الى الأردن لأسباب عائلية لأن هناك وفاة عندنا وأعود مساء وسأكمل جهدي لأن يكون في بداية الأسبوع المقبل شيءٌ». وتمنى الحريري على الإعلام «بث جو إيجابي، وصدقوني أن فكرة أن هناك فريقاً سياسياً خسر وفريقا ربح ليس هذا المبدأ، المبدأ هو أن يكون كل الأفرقاء السياسيين في هذه الحكومة لكي ننهض بالبلد الذي هو فعلاً في حاجة إلى أكبر وجود سياسي في الحكومة».
وعن وجود عقبات، قال الحريري: «بقيت عقبة صغيرة سنحلها ولا أريد أن أسترسل في الكلام». وكان النائب محمد خواجة عبر عن تفاؤله بقرب ولادة الحكومة «إذا لم يطرأ أي جديد في سياق التشكيل فالـوضع الاقتصادي اللبناني لم يعد يحتمل التأجيل».
وقال لـ «صوت لبنان» إن الحكومة العتيدة «يجب أن تقارب المواضيع بطريقة موحدة وليس على طريقة التحاصص والتناتش الطائفي والحزبي»، موضحاً «أن حكومة الوحدة الوطنية ضرورية في ظل الظروف المحيطة بلبنان والمنطقة مع العلم أن حكومة أكثرية تكون منتجة أكثر فالديموقراطيات في العالم تقوم على منطق أكثرية وأقلية».
واعتبر «أن أي تأثير خارجي لموضوع التأليف ينتفى عندما نكون متضامنين ومتكاتفين لأنه يبنى على الانقسامات الداخلية»، مستغرباً «الحديث عن وزارة سيادية وأخرى لا». وقال: «اليوم وزارة الدولة لشؤون النازحين السوريين لا تقل أهمية عن أي وزارة سيادية في ظل ما ينتظرها من وضع استراتيجية وروزنامة مبرمجة لعودة النازحين».
بخاري: لتشكيل حكومة وازنة ودعمها
الشامسي: العلاقة مع لبنان قوية بوجود الحريري
جال القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد بخاري وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي في منطقة الشوف اللبنانية أول من أمس. وشملت الجولة المؤسسة الصحية للطائفة الدرزية في عين وزين، ومؤسسة العرفان التوحيدية في السمقانية، ومسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، واختتمت في منزل رئيس مؤسسة العرفان الشيخ علي زين الدين في بلدة الخريبة بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي تيمور جنبلاط.
وفي المؤسسة الصحية في عين وزين ومجمعها الطبي والأكاديمي، استعرض رئيس مجلس الأمناء القاضي عباس الحلبي واقع المؤسسة وانطلاقتها منذ 40 سنة، مشيراً الى أن «المملكة العربية السعودية قدمت يومها مساهمة مادية في المشروع، ومن شأن ذلك إلقاء مسؤولية متجددة لاستكمال مسيرة المؤسسة في ظل معاناة اللبنانيين ومشكلاتهم الاقتصادية والمعيشية، لا سيما أن الصرح يغطي قرابة 350 الف نسمة في الجبل والمحيط».
وتحدث المدير العام للمؤسسة زهير العمار عن «الحاجة الى مركز طبي للأمراض السرطانية ضمنه وحدة الطب النووي والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي والعناية الملطفة ضمن مشروع متكامل سينطلق في الاشهر القليلة المقبلة، إلى جانب المركز الطبي والمسنين والعناية المنزلية ومعهد التمريض».
وفي مؤسسة العرفان التوحيدية، أكد الأمين العام للمؤسسة الشيخ سامي أبي المنى «أهمية العلاقة مع السعودية والإمارات، اللتين لا ينكر فضلهما على لبنان إلا جاحد للنعمة»، لافتاً إلى «مضمون رسالة العرفان وتلازمها في العلم والدين، وامتدادها الروحي والوطني».
وفي مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، أدى الجميع صلاة الجمعة بمشاركة الوزير مروان حمادة، والنائب وائل أبو فاعور. وألقى الشيخ حسن مرعي خطبة اعتبر فيها أنه «يوم للتاريخ أن نجتمع في جبل الموحدين الدروز الأشم لنقيم صلاة الجمعة بقرب زعيمه في المختارة وحضور رعاة السلام والاعتدال والوسطية وحاملي نشر الخير في كل الدول العربية، يجمعنا شعار التوحيد، ومهما اختلفت المشارب وتنوعت المذاهب تبقى كلمة التوحيد الجامعة كلمة سواء في رسالة واحدة وامة وسطية».
وأقام الشيخ علي زين الدين في منزله في الخريبة الشوف مأدبة غداء تكريمية للسفير الإماراتي والقائم بالأعمال السعودي، بمشاركة شيخ العقل وجنبلاط ونجله النائب جنبلاط، وحمادة وأبو فاعور وشخصيات.
وشدد الشيخ زين الدين على أن «الدروز أساس العروبة والإسلام في لبنان، وثمة خلل في الوطن، ولولا وجود قامة وطنية عملاقة بحجم وليد جنبلاط لما كان هناك توازن، ونأمل منكم أخذه في الاعتبار. وأما العلاقة مع المملكة العربية السعودية، فهي متجذرة منذ أيام الملك عبد العزيز والراحل كمال جنبلاط، واليوم الملك سلمان قال للزعيم وليد جنبلاط بأن الدروز من عشيرتي، ونحن هنا صمام الأمان ومن حافظ على الجبل قوياً ولن نسمح لأحد بمسه». وأكد «تضامن الدروز في شكل كامل مع المملكة في ما تتعرض له من ضغوط سياسية».
وأكد بخاري بعد الجولة «العلاقة التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية بطائفة الموحدين الدروز في جبل لبنان، جبل بني معروف التي ارتسمت على قممه رايات الأصالة والعروبة. وانطلاقاً من العلاقة القديمة التي كانت تربط الملك عبد العزيز بالموحدين وبالأمير شكيب أرسلان مروراً بالزعيم كمال جنبلاط وصولاً إلى الأستاذ وليد جنبلاط، إنما هي علاقة مميزة تمتد إلى الأصالة والجذور التاريخية والأخوة. نحن اليوم في هذه الزيارة نعبر عن محبتنا ووقوف المملكة مع لبنان بجميع طوائفه وأطيافه ومجتمعه، وخصوصاً الطائفة الدرزية الكريمة التي تعتبر ضماناً أساسياً لوطنية لبنان وعروبته».
وأضاف: «المملكة تسعى دائماً إلى الحفاظ على أمن لبنان واستقراره، وبلا شك نتمنى تشكيل الحكومة التي يعبر عنها الرئيس سعد الحريري، وبحسب توقعاته، خلال الأيام المقبلة، ونتمنى للبنان الوصول إلى تشكيل الحكومة بشكل وازن كما تسعى المملكة للبدء بالمشاريع التي من خلالها نستطيع دعم هذا البلد، والمملكة دعمته من خلال 3 مؤتمرات: روما2 وبروكسل وسيدر، وأعتقد أنه آن الأوان لتشكيل الحكومة في شكل وازن كي تبدأ الدول الداعمة والصديقة للبنان البدء بتنفيذ المشاريع التي تكفل الحفاظ على اقتصاد البلد وازدهاره».
ورأى أن هناك «حاجة إلى لجنة مشتركة لبنانية- سعودية تعنى بالدعم والتعاون المشتركين». وقال: «سمعت عن المؤشرات الاقتصادية وتحدث عنها حاكم مصرف لبنان، ونتمنى بعد التشكيل بدء الدعم للاقتصاد اللبناني، وإن شاء الله هو معافى وسيشهد في الأشهر المقبلة دعماً من جميع الدول الصديقة التي وعدت بتقديم الدعم للاقتصاد». وزار بخاري أمس، الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وكان الاجتماع مناسبة «لاستعراض الأوضاع الراهنة من مختلف جوانبها، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين» وفق المكتب الإعلامي للسنيورة.
الشامسي في مجدل عنجر
وأكد السفير الشامسي أمس، خلال وضعه حجر الأساس لقاعة عامة ستخصص للمناسبات في مجدل عنجر (البقاع الاوسط)، بتمويل من دولة الإمارات، «أن العلاقة ستبقى قوية مع لبنان، خصوصا أن الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة اللبنانية التي نستبشر خيراً في تشكيلها».
وأشار إلى «دور الإمارات في بناء مستشفى خليفة بن زايد في شبعا بكلفة 25 مليون دولار حيث تم إدخال جمعية المقاصد لادارة المستشفى بالتعاون مع الرئيس الحريري ووزير الصحة آنذاك النائب أبو فاعور».
وحضر الاحتفال الذي أقيم في «قاعة زايد عام 2018 حشد من شخصيات المنطقة وفاعلياتها». وقال الشامسي: «إن المساعدة هي بالتنسيق مع الرئيس الحريري، ولدينا مشاريع متعددة في مختلف المناطق اللبنانية منذ أربعة عقود، وفي هذه الفترة بدأنا خطة لشؤون تنظيم المساعدات مع رئيس الحكومة، من خلال مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد، ولدينا مشاريع سنفتتحها في عكار ومشاريع في مختلف المناطق من دون تمييز طائفة عن أخرى، لأن رسالتنا رسالة محبة لكل اللبنانيين».
وعرض مشكلة مستشفى خليفة بن زايد في شبعا، فقال: «كلفنا 25 مليون دولار، وواجب الجميع ان يكتب عن دور الإمارات التنموي وليس التخريبي، أدخلنا جمعية المقاصد الخيرية لإدارة المستشفى ودفعنا لعشر سنوات، وكل سنة مليون دولار بالتعاون مع وزارة الصحة»، موضحاً «أن الإدارة لم تكن على الشكل المطلوب فأقفل المستشفى وتركوا للامارات مسؤولية الرواتب»، متسائلاً: «كيف يكون الدعم في المستقبل، إن أقفلت هذه المستشفى التي تحمل اسم آل خليفة؟»، مؤكداً: «ستبقى علاقاتنا قوية بلبنان خصوصاً أن الرئيس الحريري على رأس الحكومة التي نستبشر خيراً في تشكيلها».
| |
|