| | التاريخ: تشرين الأول ٢٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | مصادر بعبدا في أجواء غير تفاؤلية و«القوات» تنتظر رداً على اقتراحها المكتوب | تابع الرئيس اللبناني ميشال عون التطورات السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء الاتصالات التي تمت خلال الساعات الماضية بهدف تذليل العقد أمام ولادة الحكومة.
وقال عون خلال لقائه وفداً من جامعة سيدة اللويزة: «لا يمكن الاعتماد على أمور معيّنة لإيصال فكرة سياسية، فالإشاعات حالياً تغزو الإعلام والمجتمع، وهي هدّامة وتضرب بالعمق المجتمعات والثقة بين الشعب والمسؤولين والإدارة، فنجد أنفسنا أمام أزمات لا سبب لها. فالاقتصاد مثلاً يمر في أزمة وهو أمر معروف، إلا أن الحديث انتقل إلى تخفيض قيمة الليرة والانهيار المالي... وهي إشاعات من شأنها زعزعة الثقة بالمصارف، وقد اضطررنا إلى التدخل من أجل وضع الأمور في نصابها وطمأنة اللبنانيين، لأنه من غير الجائز أن يتم التركيز على الأخبار السيئة من أجل خلق انكماش في المجتمع وتخفيف الدورة الاقتصادية فتنشأ الأزمة».
وعلى خط التأليف قالت مصادر في بعبدا أمس إن «الأجواء ليست تفاؤلية كما كانت أمس»، مشيرة إلى أن «عقدة القوات اللبنانية كما عقدة تمثيل السنة المستقلين لم تعالجا، والمسألة هي لدى الرئيس المكلف سعد الحريري»، لافتة إلى أنه «لم يعد لدى رئيس الجمهورية ما يقدمه بعدما قدم كل ما في إمكانه وحقيبة العدل من حقه ولن يتنازل عنها والحقيبة البديلة التي تطالب بها القوات لم يتفق عليها بعد»، وقالت: «يبدو من الصعوبة بمكان تحديد المسار الذي ستسلكه الأمور».
وفي وقت كان يفترض أن يلتقي الرئيس عون وزير الإعلام ملحم الرياشي ظهر أمس، أشارت مصادر بعبدا إلى أنه تم إرجاء هذا الموعد، ومواعيد أخرى، بسبب موعد طارئ لدى رئيس الجمهورية لم تكشف عنه هذه المصادر.
وفي المقابل أكدت مصادر «القوات اللبنانية» أنها «لم تتلق بعد أي جواب من الرئيس المكلف على المقترحات الخطية التي حملها الرياشي ومدير مكتب رئيس القوات إيلي براغيد إلى بيت الوسط والمتعلقة برؤية القوات لمشاركتها في الحكومة»، وقالت: «ننتظر عودة الرئيس الحريري من السعودية لكي تعاود الاتصالات ونطلع منه على الأجوبة».
بري لمس مسحة تفاؤل من كلام الحريري: تآلف الحكومة الأهم... وبيانها جاهز
شدد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري، على أن «الإسراع في إنجاز ملف تشكيل الحكومة بات أكثر من ضرورة»، معتبراً أنه «إذا كان تأليف الحكومة مسألة في غاية الأهمية، إلا إن تآلف الحكومة في ما بعد مسألة تكتسب قدراً أكبر من الأهمية».
واعتبر بري وفق ما نقل عنه نواب في لقاء الأربعاء أمس، أنه «في حال تشكلت الحكومة، لن يحصل أي تأخير في شأن البيان الوزاري، فهو جاهز أو شبه نهائي، وعندها تعقد جلسة تشريعية ثم تقفل، وتحول الى جلسة لمناقشة البيان الوزاري ومنح الثقة للحكومة، بعد درسه من جانب الحكومة». وزاد: «لن يكون هناك أي مشكلة حول البيان الوزاري بعد تأليف الحكومة، لأنه يستند في خطوطه الأساسية الى بيان الحكومة الحالية. الخطوط العريضة للبيان معروفة ولن يكون عائقاً أمام مناقشات النواب».
وعندما سئل بري عما إذا كانت الحكومة ستولد هذا الأسبوع، ربط ذلك بما قاله الرئيس سعد الحريري أمام كتلة «المستقبل» من «أننا أمام 48 ساعة فاصلة وستشكل الحكومة، وانشا الله خير». وقال مصدر نيابي شارك في اللقاء لـ «الحياة»: «الرئيس بري لمس مسحة تفاؤل ليس ًاستناداً فقط الى تحديد هذه المهلة، وإن كنا استبشرنا خيراً في كلام الرئيس الحريري، وإنما الى جهة توجهه الى أن تترأس النائب بهية الحريري الثلثاء المقبل اجتماع كتلة «المستقبل». ما قد يؤشر الى أن الحكومة ربما تكون قد ولدت خلال الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أبعد تقدير».
وفي الموازاة، وازن الرئيس بري بين أهمية تشكيل الحكومة، وخطورة الوضع الاقتصادي في البلاد، وشدد على ما كان أشار إليه في هذا الإطار، محذراً من التدهور السريع للوضع الاقتصادي إذا ما بقيت الأمور على ما هي عليه، من دون تشكيل حكومة تذهب سريعاً الى المعالجة، ومستنداً في ذلك الى «الواقع والوقائع التي يملكها». وأشار المصدر النيابي الى أن كلام الرئيس بري يأتي أولاً في إطار الحث على الإسراع في تشكيل الحكومة، لكن من دون أن يقلل مما آل إليه الوضع الاقتصادي المتردي جداً، والذي يخشى أن يزداد تأزماً في المرحلة المقبلة».
وتطرق بري وفق ما نقل عنه النائب علي بزي، الى وجود 39 قانوناً لم تطبق حتى الآن، مطلقاً صرخة في هذا الإطار. وقال: «ربما سيدعو المجلس النيابي الى جلسة تشريعية عامة قبل نهاية الشهر الجاري، من أجل حسن سير العمل التشريعي، وقد أرسل دعوة الى هيئة مكتب المجلس للاجتماع (اليوم) لدرس مشاريع واقتراحات القوانين وعددها أكثر من 20 مشروع قانون و20 اقتراح قانون واقتراح قانون معجل مكرر، كلها جاهزة لإدراجها على جدول أعمال الجلسة المذكورة»، مجدداً الدعوة الى «تطبيق القوانين وتشكيل الهيئات الناظمة».
«سنة آذار»: الحريري لا يمثل الشارع وحده
«الكتائب»: النهج القائم دمر لبنان
صعّد «اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين»، في بيان، من لهجته تجاه موضوع مشاركتهم في الحكومة العتيدة، معتبرين «أن تمثيلنا لا يحتاج الى منة من أحد»، ومستغربين «الدفاع الشرس للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن الأحادية السنية المتمثلة في تياره». وشددوا على أنه «لم يعد من مبرر للحريري لحصر التمثيل السني به، لأن الانتخابات أظهرت وجود ثقل سني خارج «المستقبل» ولم يعد الحريري وحده من يمثل الشارع السني».
وطالب «اللقاء» الرئيس الحريري «بالتزام كلامه عن أن يلتفت الجميع الى مصلحة لبنان فقط».
ورأى النائب فيصل كرامي الذي تلا البيان، أن «مطلبنا المحق سياسياً ودستورياً ووفق المعايير المتبعة لتشكيل الحكومة وتمثيلنا في الحكومة أمر بديهي».
الى ذلك، رأى رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، أن «كل ما يدور منذ أشهر لا علاقة له بمصلحة لبنان، ما جعلنا نمتنع عن التفاوض أو البحث في موضوع الانضمام الى الحكومة، لأننا أدركنا، منذ اليوم الأول، أنهم سيعودون الى سابق تعاطيهم، والى النهج الذي اعتمد منذ ثلاث سنوات، وأدى الى دمار البلد، بدل دق ناقوس الخطر وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، تضم أفضل الكفاءات، وتعمل بناء لرؤية استراتيجية واضحة».
ورأى الجميل في كلمة له خلال محطته الكندية في أوتاوا، «أن لبنان أمام تحديين، تحقيق سيادة لبنان الكاملة وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، والثاني بناء دولة القانون والمساواة، دولة تحترم مواطنيها ويخضع السياسيون فيها للمحاسبة، يعملون لمصلحة البلد وليس لمصالحهم الخاصة.
ولفت الجميل إلى أن «نتيجة عدم المحاسبة هي أن يستمر المسؤولون بأعمالهم من دون خوف. إن الخطر الناجم عن الانتخابات النيابية ليس بالنتائج بل بالرسالة التي وصلت الى المسؤولين الذين يدمرون البلد، ومفادها استمروا في ما تفعلون لأننا لن نحاسبكم في الانتخابات المقبلة. كثيرون منكم منحوا فرصة للمسؤولين في الانتخابات وصدقوا الشعارات، ما أطلبه هو أن تقرأوا «صح» وأن تراقبوهم وتحاسبوهم إذا أخطأوا».
وأكد أن «النهج القائم شوه البلد على أكثر من صعيد، و»الكتائب» ستقف في وجهه». | |
|