| | التاريخ: تشرين الأول ٢٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | حياة طبيعية في دمشق وسط أنقاض بلدات مدمرة | دمشق - رويترز
أصبح بمقدور بعض السكان في العاصمة السورية دمشق الاستمتاع بما يشبه الحياة الطبيعية بعد انتهاء القتال في المنطقة في أيار (مايو) الماضي، لكن وسط أنقاض البلدات القريبة المدمرة والفقيرة لم تشهد الحياة اختلافاً كثيراً.
ظلت منطقة وسط دمشق خاضعة لسيطرة النظام السوري طوال الحرب ولم تتعرض لدمار يذكر مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وهو ما يعكس الهوة الشاسعة في القوة العسكرية بين الجانبين. فقد سوت قوات النظام مناطق بأكملها تقريباً بالأرض في الغوطة الشرقية الواقعة على أطراف دمشق خلال هجوم شنته في الربيع الماضي لاستعادتها.
وزال الآن خطر الإصابة بالرصاص أو بالقذائف قرب العاصمة، لكن وسط دمشق، حيث حياة الليل الصاخبة والحي التجاري المزدحم، تبدو وكأنها عالم آخر مقارنة بالصعاب في الغوطة الشرقية. فحتى أثناء القتال، كان سكان دمشق يخرجون في المساء لتناول الطعام والشراب والرقص، لكن الحانات والمطاعم في الحي القديم باتت أكثر انتعاشا هذا الصيف.
وقالت دانا (24 عاما)، وهي نادلة في حانة بينما كانت تعد أحد المشروبات: «خلال الحرب عندما كانت القنابل تتساقط... كان من الممكن أن تمر أيام من دون زبائن لكننا لم نتوقف عن العمل».
وتعمل صالونات تصفيف الشعر بشكل جيد وتنشط المقاهي في الشوارع المرصوفة بالحصى في المدينة القديمة في أمسيات عطلة نهاية الأسبوع.
وهذا أول صيف يمر على العاصمة من دون أصوات القتال منذ 2011. وفي حفل زفاف خارج المدينة، جاء الضجيج هذه المرة من فرقة طلابية لموسيقى الروك تدعى كبريت مؤلفة من قارع طبول وعازفي غيتار ومغن. وحمل الأصدقاء والأقارب العريس على أكتافهم وسط تصفيق المدعوين.
وعلى بعد بضعة كيلومترات، وتحديداً في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، كانت الأنقاض في كل مكان. وفي مبنى خربته ثقوب الرصاص كان رجل في الطبقة الخامسة يزيل الحطام من شرفة ويجهز شقته للسكن مرة أخرى. وهناك شوارع تبدو مدمرة تماماً. وفي أحد أكبر المستشفيات بالمنطقة، والتي أحدثت القذائف فتحات كبيرة فيها، لا يزال المسعفون يؤدون عملهم في القبو. على أحد الأسرة جلست امرأة تحمل طفلها وهو يترقب بخوف حقنة الطبيب. وفي الشوارع المدمرة، كان صبي يبيع الذرة المشوية على عربة بين المباني المحطمة. | |
|