| | التاريخ: تشرين الأول ٢٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | قتلى وجرحى بانفجار هزّ إدلب ودمشق تتهم «النصرة» بنقل أسلحة كيماوية | بعد مرور أسبوع على انقضاء المهلة التي حددها الاتفاق الروسي- التركي في شأن محافظة إدلب (شمال سورية)، من دون رصد أي انسحاب لعناصر الفصائل المصنفة «إرهابية» من المنطقة العازلة التي تشهد هدوءاً، اتهمت دمشق أمس «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) بنقل أسلحة كيماوية إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب، في وقت استمر تصاعد التوتر الأمني في إدلب، إذ قتل 4 أشخاص وأكثر من عشرة جرحى من المدنيين، في انفجار عنيف استهدف منطقة يتمركز فيها مسلحون أوزبك وتركستان.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن عدد ضحايا الانفجار الذي حدث باستخدام سيارة مفخخة وصل إلى 4 على الأقل بينهم مدنيان أحدهما طفل، ومقاتلان أحدهما من جنسية آسيوية، مرجحاً ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى من مدنيين ومقاتلين إصاباتهم بليغة. وأوضح أن الانفجار الذي ضرب حي القصور هو ضمن منطقة تواجد للمقاتلين الأوزبك والتركستان من مقرات ومنازل. وأكد ارتفاع عدد ضحايا الاغتيالات في إدلب ومحيطها منذ 26 نيسان (أبريل) الماضي إلى 372 شخصاً على الأقل.
وذكرت مصادر محلية أن السيارة كانت تقف قرب جامع الروضة بشارع القصور بالمدينة، وأظهرت صور أولية لموقع الانفجار، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، دماراً في المرافق العامة ومنازل المدنيين بمحيط التفجير، مخلفًا حفرة كبيرة، تشير إلى حجم المواد المتفجرة التي استخدمت في الحادثة.
وسارعت فرق الدفاع المدني إلى مكان الانفجار لنقل المصابين إلى النقاط الطبية، إلى جانب إطفاء الحرائق وإزالة الركام.
وتأتي الحادثة بعد أيام على سحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة المتفق عليها بين تركيا وروسيا حول إدلب.
وتعيش إدلب والمناطق المحيطة بها فلتاناً أمنياً، نتيجة انتشار مجموعات مجهولة قتلت عدداً من المدنيين والعسكريين المنضوين في الفصائل.
وكانت «الجبهة الوطنية للتحرير» ألقت القبض قبل يومين على خلية قالت إنها تابعة للنظام السوري في ريف إدلب الشرقي، خلال حملة دهم ضد أشخاص يعملون بتجارة المخدرات.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» التابعة للنظام عن مصادر وصفتها بـ «المطلعة» في إدلب قولها: «إرهابيو تنظيم جبهة النصرة نقلوا شحنة من غاز الكلور وغاز السارين من بلدة معرة مصرين بريف إدلب إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب».
وأشارت المصادر إلى أن «الشحنة الكيماوية مكونة من أسطوانات تحوي غاز السارين وأخرى تحوي غاز الكلور وتم نقلها بواسطة شاحنة تبريد تستخدم بنقل مشتقات الألبان وذلك بإشراف عناصر الخوذ البيض ومعهم عدد كبير من إرهابيي الحزب التركستاني». ولفتت إلى أن «تنظيم النصرة استنفر عدداً كبيراً من إرهابييه ونشرهم في محيط إحدى المزارع الجنوبية لبلدة معرة مصرين أثناء إخراج الأسطوانات منها وتحميلها في شاحنة التبريد».
إلى ذلك، قالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير لها الأحد، إن «تحرير الشام» استغلت اتفاق التهدئة لتصعيد انتهاكاتها شمال سورية. وأضافت «الشبكة» في تقريرها، إن «الهيئة» قتلت خمسة أشخاص بينهم طفلتان منذ مطلع أيلول (سبتمبر) الماضي وحتى منتصف الشهر الجاري، إثر عمليات اقتحام قريتي كفرحلب وميزناز بريف حلب وعين لاروز في ريف إدلب، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وقذائف هاون، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن «تحرير الشام» اقتحمت قرى وبلدات عدة في الشمال السوري واحتجزت عشرات الأشخاص من بينهم ناشطين وعمال إغاثة وخطباء مساجد، حيث وثقت «الشبكة» ما لا يقل عن 184 حادثة احتجاز تعسفي وخطف نفذتها «الهيئة» منذ مطلع أيلول.
وتضمن التقرير مجموعة من التوصيات تفيد بضرورة توفير الدعم المالي واللوجستي للمجالس المحلية التي تعيش حالة صراع مع «تحرير الشام» إضافة الى دعم منظمات المجتمع المدني التي تقف في وجه التنظيمات المتطرفة، مشددة على ضرورة تصنيف المنظمات المتطرفة المدعومة من إيران على قوائم الإرهاب.
ودعت «الشبكة» إلى ضرورة الإسراع في عملية الانتقال السياسي، إضافة إلى دعم تشكيل جهاز شرطة محلية قوي ومتماسك، ما يمهد لحالة من الاستقرار والأمان النسبي. | |
|