| | التاريخ: تشرين الأول ٢١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | بعثة الأمم المتحدة تطالب بإجراءات لإنقاذ الجنوب الليبي | طرابلس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
نفى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية التوصل إلى اتفاق نهائي في المحادثات الجارية في شأن توحيد المؤسسة العسكرية. في وقت استنكرت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا «تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب ليبيا». ودعت السلطات إلى «اتخاذ إجراءات فورية وفعالة حيال حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المنطقة»، فيما رأى رئيس الدائرة السياسية في «التجمع الوطني الليبي»، يوسف شاكير أن «لا أمل يرجى من مؤتمر روما، الذي سيكون تظاهرة سياسية أكثر منها فعلية للحل».
وأوضح المجلس الرئاسي في بيان أن «ما يتم تداوله من قبل بعض وسائل الإعلام وتصريحات بعض الشخصيات التي لا تتبع حكومة الوفاق الوطني، من أنه تم التوصل إلى اتفاق نهائي في المحادثات الجارية بخصوص توحيد المؤسسة العسكرية». وأكد المجلس «أن المؤسسة العسكرية الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني، كانت وما زالت داعمة لهذا المسار لما له من أهمية في إنهاء الانقسام الحالي، إلا أن المجلس الرئاسي يحذّر مما تحمله مثل هذه التصريحات غير المسؤولة من تداعيات قد تؤثر سلباً في النتائج المرجوة من اجتماعات مهمة مستمرة منذ أكثر من عام، والتي لن تساهم إلا في إطالة عمر الأزمة».
وأوضح البيان أن حكومة الوفاق «أعلنت مراراً أنها لن تحيد عن مبادئها في أن يلتزم أي اتفاق يبرم بالثوابت المذكورة في الاتفاق السياسي الليبي، وعلى رأسها مبدأ الفصل بين السلطات، وأن تكون المؤسسة العسكرية تحت سلطة مدنية تنفيذية». وزاد: «هذه أسس ومبادئ الديموقراطية وهذا أساس بناء دولة المؤسسات والقانون».
وفي السياق، قال عضو لجنة توحيد المؤسسة العسكرية سالم جحا، إن «الإعلان عن توحيد المؤسسة العسكرية يستدعي حضور من يمثل رئيس الدولة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفقاً لما ورد في مسودة الاتفاق السياسي». وأكد جحا أن «لقاء القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية، الذي عقد أخيراً، لم يتناول أي مواضيع أخرى كما يشاع في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي». وكشف أن «الاجتماع جاء بموعد قرر مسبقاً، للبحث في آليات تنفيذ توحيد المؤسسة، والإعداد لترتيبات إعلان توحيدها».
وكان أحمد المسماري، الناطق باسم قوات قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر قال الجمعة إن «لجان توحيد المؤسسة العسكرية الليبية في القاهرة اتفقت على تشكيل ثلاثة مجالس قيادية عسكرية في ليبيا، على أن تكون الواجهة الرئيسية للجيش الليبي هي القيادة التي يقودها خليفة حفتر».
ورأى رئيس الدائرة السياسية في حزب «العدالة والبناء» نزار كعوان أن «الأولى بحفتر الآن أن يدعم توحيد المؤسسة العسكرية». ودعا حفتر إلى أن «يدفع باتجاه خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة المدنية، وأن يولي اهتمامه بأمن المنطقة الشرقية».
وأكد كعوان أن حزبه «يتفق مع حفتر في مكافحة الإرهاب ووحدة ليبيا، وهذه استحقاقات وطنية».
يذكر أن رئيس «العدالة والبناء» محمد صوان، أعلن في تصريحات سابقة تأييده لاجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية في القاهرة.
واعتبر رئيس الدائرة السياسية في «التجمع الوطني الليبي» يوسف شاكير أن «إيطاليا تأخذ مبادرة للقيادة (من خلال «مؤتمر باليرمو»)، لكنها لن تستطيع ولن تكون مؤهلة، لأن الإيطاليين ركزوا عن طريق سفيرهم السابق على تجنيد ليبيين للعمل لمصلحتهم، وليس لحل المشكلة الليبية». وقال في حديث تلفزيوني إن «من يسعون للحل، هم من خلقوا المشكلات، فلا يمكن أن يقوم الحل على أيديهم»، لافتاً إلى أن «اللاعبين الإقليميين والدوليين كثر على الأرض الليبية». وأضاف أن «غسان سلامة (الموفد الدولي) بذل مجهوداً كبيراً، وقابل كل الفرقاء والأطراف السياسية وجزم بأن ليس هناك حل». وأشار إلى أن «قضية ليبيا تم تدويلها، فإما أن تبقى البلاد تحت الوصاية أو يتم تقسيمها، وهذا هو ما تعمل عليه الأطراف الدولية، وكلما طرح اقتراح ليبي يتم تدميره»، مؤكداً عدم استطاعة أي من المجلسين (النواب أو الاستشاري) حل هذه المشكلة.
وانتقد شاكير «عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه الميليشيات التي تعيث فساداً»، لافتاً إلى أنه «قام بضرب مؤسسات الدولة وتدميرها».
ورأى أن «المطبخ ما زال في أميركا، وروسيا تبحث عن موطئ قدم عسكري في ليبيا بسبب الصراع القائم بينها وبين أميركا في سورية».
إلى ذلك، دانت بعثة الأمم المتحدة «الانتهاكات التي تقترفها المجموعات المسلحة الأجنبية داخل الأراضي الليبية». وحثت في بيان الأطراف الفاعلة الإقليمية على دعم السلطات الليبية لمعالجة الوضع الراهن على نحو يصون سيادة ليبيا ووحدة أراضيها»، معربة عن «قلقها البالغ إزاء تصاعد معدل الجريمة، لا سيما موجة حوادث الخطف والأعمال التخريبية الأخيرة التي طاولت البنية التحتية للنهر الصناعي العظيم».
وأكد البيان أن البعثة «على أهبة الاستعداد لدعم الجهود الرامية لمعالجة الوضع الأمني وبذل مساعيها الحميدة في هذا الشأن».
في غضون ذلك، أصدر حفتر قراراً بتشكيل غرفة عمليات خاصة بالجنوب الليبي، برئاسة العميد محمد مهدي الشريف. وأفادت الصفحة الرسمية للقيادة العامة للجيش بأن مهمة الغرفة المذكورة تطهير الجنوب الليبي بالكامل من العصابات التشادية المسلحة».
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أمس، صوراً حديثة لآمر كتيبة «ثوار طرابلس» هيثم التاجوري، بعد عودته إلى طرابلس. وظهر التاجوري بعد غياب دام لأكثر من الشهرين، وتحديداً منذ سفره لأداء مناسك الحج الموسم الماضي. وتزامن غياب التاجوري مع بدء عمليات اللواء السابع ضد «كتائب طرابلس»، إذ دارت بينهما حرباً ضروساً دارت بين منتصف شهر آب (أغسطس) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. | |
|