|
|
التاريخ: تشرين الأول ٢١, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
إسرائيل تحشد عسكريّاً حول غزّة و"حماس" لا تريد التصعيد |
أفادت مصادر فلسطينية أن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أبلغت الوفد الأمني المصري خلال لقاء عقد في غزة ليل الخميس، أن الحركة والفصائل الأخرى لا تريد التصعيد على حدود قطاع غزة.
وقال مصدر في "حماس": "أبلغنا الإخوة في مصر موقف حماس والفصائل، أننا لا نريد التصعيد مع العدو، لكننا في الوقت نفسه جاهزون للرد على أي عدوان".
والتقى وفد أمني مصري برئاسة وكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" اسماعيل هنية في غزة قرابة ساعتين قبل أن يتوجه الوفد إلى رام الله للقاء مسؤولين في حركة "فتح".
وقال نائب رئيس "حماس" في قطاع غزة خليل الحية إن الوفد المصري "لا يحمل أية رسائل من الجانب الإسرائيلي للشعب الفلسطيني ولا لحماس إنما جاء في إطار العلاقات الثنائية". وقالت وزارة الصحة في القطاع إن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار وأصابوا 130 فلسطينيا خلال احتجاجات قرب الحدود أمس.
إسرائيل تحشد عسكريّاً حول غزّة والأمم المتّحدة تخشى "نزاعاً مدمِّراً"
حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات عسكرية كبيرة على امتداد السياج الأمني الفاصل مع غزة، وقت حذرت الأمم المتحدة من أن "القطاع ينفجر من الداخل" وأنه بات "على شفير نزاع مدمر آخر ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
دفع الجيش الاسرائيلي بعدد كبير من الدبابات وناقلات الجند الى المنطقة الحدودية، إلى جانب تعبئة الحدود بجنود من وحدات النخبة والقناصة.
وقد يكون الانتشار المكثف للدبابات في مواقع عدة على طول الحدود، استعداداً لتوغلها في الساعات أو الأيام المقبلة داخل أراضي القطاع لقمع مسيرات العودة، وربما تنفيذ عمليات اغتيال لناشطين فلسطينيين.
وأعلنت سلطة المطارات والموانئ في إسرائيل تغيير مسارات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون الدولي في ضوء التوتر الأمني، وذلك لفسح المجال الجوي للطائرات المقاتلة وتفادي إصابة طائرات مدنيّة بصواريخ "القبة الحديد" في حال انطلاقها لاعتراض صواريخ متّجهة نحو تل أبيب.
ويدخل الحشد الإسرائيلي في إطار قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنيّة بتصعيد الرد على أي حوادث وصفها بـ"العنيفة" من قطاع غزة و"أعمال العنف" على السياج الأمني الحدودي، على رغم أن المجلس شهد خلافات حادة في شأن الطريقة المثلى للتعامل مع غزة بين مؤيد ومعارض لعملية واسعة النطاق بالقطاع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستوجّه ضربات عسكرية قاسية الى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إذا استمرت الهجمات على المنطقة من القطاع.
وهدد مسؤولون إسرائيليون آخرون، بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، بتصعيد عسكري ضد القطاع على خلفية احتجاجات مسيرات العودة المستمرة منذ 30 آذار الماضي، وإطلاق بالونات وطائرات ورقية حارقة إلى الداخل الإسرائيلي.
وردا على ذلك، وجّهت "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لـ"حماس" رسالة تحذير إلى إسرائيل في شأن تهديداتها بشن هجوم جديد على القطاع المحاصر.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن الأربعاء استهداف نحو 20 موقعاً في قطاع غزة بغارات جوية، مما أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين، استناداً الى وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ نحو شهرين، تبحث الفصائل الفلسطينية، بما فيها "حماس"، مع السلطات المصرية في إمكان التوصل إلى مصالحة فلسطينية و"تهدئة" مع إسرائيل، إلا أنه لم يعلن عن نتائج هذه الجهود حتى الآن.
تحذير أممي
في غضون ذلك، حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط البلغاري نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن من احتمال نشوب نزاع جديد "مدمر" في قطاع غزة.
وقال في كلمة ألقاها عبر اتصال فيديو مباشر: "إن غزة تنهار. ولا غلو في هذا الكلام. إنها الحقيقة"، مشيراً خصوصاً إلى أن اقتصاد هذه المنطقة "ينهار بشكل كارثي". وأضاف: "كل المؤشرات الإنسانية والاقتصادية والأمنية والسياسية تواصل التراجع. لا نزال على حافة نزاع جديد قد يكون مدمراً، نزاع يقول الجميع إنهم لا يريدونه لكنه في حاجة إلى أكثر من كلمات لتجنب حدوثه".
وحذر من خطورة الوضع الحالي في القطاع، قائلاً: "ما لم يتخذ جميع الأطراف خطوات واضحة جداً لخفض التوتر، فإن التداعيات ستكون كارثية".
واللافت ان ممثل بوليفيا لدى المنظمة الاممية دعا مدير منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية المعارضة للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية هاغاي إلعاد، الى الكلام أمام مجلس الامن مما أثار حفيظة المندوب الاسرائيلي. وقال إلعاد الذي كان يجلس الى جانب السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة رياض منصور: "إن قطاع غزة الذي يعيش فيه مليونا شخص ليس سوى سجن مفتوح".
وندد المندوب الاسرائيلي السفير داني دانون بكلام إلعاد، معتبراً أن ما شهده مجلس الأمن عبارة عن "مهزلة". وفجأة توقف عن الكلام بالانكليزية وتلفظ بكلام بالعبرية موجه الى هاغاي إلعاد غير مفهوم بالنسبة الى غالبية أعضاء مجلس الامن ومترجمي الامم المتحدة.
وقال مصدر ديبلوماسي إن دانون وصف مدير "بتسيلم" بأنه "مواطن اسرائيلي يعمل في خدمة العدو" وصاح في وجهه: "عار عليك أيها المتعاون".
وعاد دانون الى الانكليزية فانتقد بوليفيا على مبادرتها. وقال: "تخيلوا فلسطينياً أو بوليفياً يحضر الى مجلس الأمن لانتقاد سلطات بلاده"، وندّد بـ"ثقافة الكراهية" لدى الفلسطينيين ولدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيال اسرائيل.
إلا أن السفير الإسرائيلي قال مع ذلك: "نحن على شفير تدهور كبير"، مندداً بإطلاق قذائف من القطاع على الاراضي الاسرائيلية.
ولما تحدثت المندوبة الأميركية المستقيلة نيكي هايلي فضلت عدم التطرق الى النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي واكتفت بالتنديد بإيران.
كما عبر مندوبو عدد من الدول الاوروبية عن القلق من احتمالات تدهور الوضع في قطاع غزة.
وقال المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة السفير فرنسوا دولاتر: "إن أي خطة سلام تتخلى عن المعايير الدولية المعتمدة للدولتين محكومة بالفشل"، في إشارة الى الكلام عن خطة سلام اميركية للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يكثر الكلام عنها من غير ان يكشف مضمونها.
ومع تساؤل عدد من الديبلوماسيين في مجلس الامن عن تساؤلهم عما ستقدمه هذه الخطة الاميركية المرتقبة، فإنهم في الوقت نفسه يتخوفون من أن تتخلى عن كل المعايير الدولية المعروفة، فتحدد للفلسطينيين عاصمة "تقتصر على ضاحية صغيرة من القدس، لتغيب أي أشارة الى عودة اللاجئين أو تفكيك المستوطنات"، مقابل وعود مالية كبيرة للفلسطينيين.
خفض التمثيل الاميركي
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس أن القنصلية الأميركية التي كانت تعنى بشؤون الفلسطينيين في القدس ستُلحق بالسفارة الأميركية التي أثار نقلها إلى القدس أزمة مع الفلسطينيين، ويعني ذلك خفض تمثيلها لدى الفلسطينيين.
واعتبرت السلطة الفلسطينية ذلك بمثابة اغلاق للقنصلية العامة، الممثلية الديبلوماسية المباشرة والمحددة.
ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قرار إدارة ترامب بانه "أحادي ولامسؤول". |
|