| | التاريخ: تشرين الأول ١٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | ماكرون كان «متشدداً» بطلبه تسريع الحكومة والحريري: اقتربنا جداً من التشكيل | رفعت اتصالات ولقاءات الساعات الـ24 الماضية نسبة التفاؤل بقرب إزالة العقد من أمام تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، لا سيما تلك التي قام بها كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الذي عكس التقدم الحاصل في تصريح له أمس رافضا الإفصاح عن أي تفصيل يتعلق بتوزيع الحقائب والحصص على القوى السياسية المتنافسة.
وعلمت «الحياة» أن الحريري كان أطلع رؤساء الحكومة السابقين فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، الذين التقاهم أول من أمس، على صورة التقدم الحاصل، وتبادل معهم الآراء في شأن ما أسفرت عنه جهوده للخروج من الجمود، بالتنسيق مع الرئيس عون. وقال مرجع سياسي لـ»الحياة» إن توقع اقتراب إعلان الحكومة يعود إلى أن «الظروف المحيطة بعرقلة التأليف ضاقت جدا وأن هناك ضغوطا جدية من أجل تسريع ولادتها. وذكرت المصادر أن من العوامل التي ضغطت من أجل إنهاء المناورات حول الحصص والحقائب الوزارية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «كان متشددا» في إلحاحه على وجوب تسريع تأليف الحكومة بذريعة أن هناك وقت أضاعه لبنان في الإفادة من قرارات مؤتمر «سيدر» لدعم اقتصاد لبنان، والذي بذلت جهدا كبيرا من أجل حشد الدعم الدولي له.
وقالت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ»الحياة» إن بعض التفاصيل المتعلقة بالحقائب تجرى اتصالات من أجل التوافق عليها، وأن احتمال ولادة الحكومة في نهاية هذا الأسبوع وارد إلا إذا احتاج الأمر الى «روتشة» بعض الأمور فتتأجل إلى الأسبوع المقبل.
وأشار معظم المصادر إلى أن الاتفاق على مخرج لتسمية الوزير الدرزي الثالث على أن يكون وسطيا، بالاتفاق بين رئيس البرلمان نبيه بري وعون والحريري، بات شبه نهائي، بعد الاستعداد الذي أبداه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لتسوية بدل إصراره على أن يكون اشتراكيا. وعلمت «الحياة» أن الدرزي الثالث لن يكون اشتراكيا لكنه لن يكون قريبا من حزب النائب طلال أرسلان.
وقالت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ»الحياة» إن «البحث عن تسوية تقضي بتوافق جنبلاط وإرسلان على تسمية شخصيّة درزيّة وسطيّة تتولى المقعد الدرزي الثالث في الحكومة، قطع شوطاً لا بأس به». وأكدت أن «مشكلة القوات اليوم هي على حقيبتين بعدما حسم أمر حصة القوات في الحكومة (4 وزراء)». وأشارت إلى «مشكلة أخرى قيد البحث وهي تتمثل بالإشتباك على وزارة الأشغال، فـالتيار الوطني الحر يريدها، وتيار المردة يدافع للتمسّك بها».
وكان شهد كل من قصر بعبدا وبيت «الوسط» أمس حراكا حكوميا كثيفا في اطار الجهود من أجل الحلحلة، فتسارعت وتيرة اللقاءات لفكفكة العقد المتبقية، وتابع رئيس الجمهورية الاتصالات المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة الجديدة، فاستقبل كتلة «ضمانة الجبل» برئاسة الوزير أرسلان، ونواب الكتلة الوزير سيزار ابي خليل وماريو عون وفريد البستاني. وقال أرسلان ردا على اسئلة الصحافيين: «قلت ما لدي لرئيس الجمهورية وللرئيس المكلف، وعبرت عما يمكن ان نقوم به، وشددت على حقنا ككتلة نيابية في الجبل في ان نتمثل وحقنا في التمثيل الدرزي في الحكومة العتيدة، ونحن مع التسهيل انما ليس على قاعدة الالغاء».
واضاف: «قمنا بما هو مطلوب منا بالنسبة الى التنازل لتسهيل التأليف، نحن منفتحون على الحلول والكرة اليوم في ملعب الآخرين».
وعن موعد اللقاء مع جنبلاط واين سيكون؟، اجاب: «هذا الموضوع في عهدة فخامة الرئيس ودولة الرئيس».
بري من جنيف: الأمور حكوميا تتقدم
وفرضت اللقاءات التي أجراها الرئيس المكلف أجواء تفاؤلية لدى معظم القوى السياسية، بما يوحي بولادة قريبة للحكومة. وتعززت أمس بكلام للرئيس الحريري خلال مؤتمر «صيف الابتكار»، في السراي الكبيرة فقال: «انا اعلم ان تشكيل الحكومة استغرق وقتا اطول مما يجب، ولكننا سنتمكن من تشكيلها ان شاء الله وقد اصبحنا قريبين جدا من ذلك». ولاقاه في ذلك الرئيس نبيه بري، فقال من جنيف: «إن الامور في شأن الحكومة تتقدم».
وفي الموازاة، زار المعاون السياسي لبري، وزير المال علي حسن خليل بيت الوسط أمس وناقش مع الحريري آخر مستجدات التأليف. كما أوفد جنبلاط النائب وائل ابوفاعور الى بيت الوسط حيث نسق مع الحريري المواقف قبيل اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب التقدمي، الخامسة بعد ظهر أمس، في بعبدا.
وكانت اللقاءات تلاحقت في «بيت الوسط» الى ما بعد منتصف ليل أول من أمس حيث شهد على التوالي اجتماعات بين الرئيس المكلف وكل من ارسلان الذي زاره للمرة الاولى منذ التكليف والوزير ملحم الرياشي، ومن ثم اجتماع الحريري مع رؤساء الوزراء السابقين والذي تركز على تطورات تأليف الحكومة. وتحدثت معلومات عن لقاء عُقد ليلاً بين الحريري والوزير جبران باسيل في «بيت الوسط». وعن لقاء آخر سيعقد مساء (أمس) بينهما في بيت الوسط ايضا سيكون حاسما على صعيد التأليف، وقد يمهّد لزيارة الحريري بعبدا لوضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة الحكومية.
وقال ارسلان عقب اللقاء: «أن واجباتنا أن ندعم موقف الرئيس الحريري ونسهّل مهمته في التشكيل، وأبلغته أن أول تنازل قمنا به، أننا قبلنا بمبدأ عدم وجودي الشخصي في الحكومة» .اما الوزير الرياشي، فقال إن «الأمور تأخذ اتجاهات أكثر إيجابية، ونأمل خيرا في الأيام المقبلة أو أكثر منها قليلاً». وأكد ان «القوات ستتمثل بحجمها الطبيعي».
وفي دردشة مع الصحافيين أكد نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية« النائب جورج عدوان أن «ليس صحيحاً أن هناك شد حبال بين «القوات» والحزب «التقدمي» على حقيبة التربية». وأوضح أن « الامور تتقدم وخلال 48 ساعة نتوقع ان يقدم لنا العرض النهائي للحكومة». | |
|