| | التاريخ: تشرين الأول ١٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | موسكو راضية عن تنفيذ اتفاق إدلب وحلول معقدة لتفكيك «جبهة النصرة» | موسكو- سامر إلياس
غداة انقضاء المهلة المحددة لخروج الجماعات المسلحة المصنفة «إرهابية» من المنطقة منزوعة السلاح إلى داخل محافظة إدلب وفق الاتفاق الروسي - التركي، أعربت موسكو عن رضاها عن التزام الجانب التركي تنفيذ الاتفاق، فيما علمت «الحياة» أن عملية تفكيك «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، وفصل التنظيمات الإرهابية عن فصائل المعارضة المعتدلة لن تكون تقليدية.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «في المجمل، ووفقاً للمعلومات، التي نتلقاها من قواتنا العسكرية، تُنفذ مذكرة التفاهم، والجانب العسكري الروسي راض عن عمل الجانب التركي مع هذه المسألة». وقال: «لا يمكن توقع أن تسير الأمور في شكل سلس من دون أي عقبات، لكن العمل مستمر».
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد مساء الإثنين، إن اتفاق إدلب «يسير وفق الخطة المرسوم له». وقال أن «الجيش التركي وحكومته ملتزمة بتعهداتها حيال الاتفاق».
وقال مصدر قيادي في «الجيش السوري الحر» إن «موافقة هيئة تحرير الشام الضمنية على تنفذ الاتفاق، والاشادة به لأنه جنب إدلب الكارثة، والإشارة إلى التزامهم الخط الثوري يمثل تغييراً واضحاً في اللجهة وتجنب الخوض في الخطاب الديني والإمارة مبشر». وقلل المصدر من تقارير تحدثت عن عدم سحب السلاح من المنطقة المنزوعة السلاح، مؤكداً أن «سحب السلاح الثقيل انتهى من المنطقة، ولا يمكن المراوغة في هذا الموضوع، لوجود مراقبين من الاستخبارات وتقنيات تسمح برصد أي خروقات». ولفت إلى أن «التنظيمات المتشددة انسحبت من دون ضجة إعلامية لكنها تمت بالتنسيق مع الجانب التركي والقوى الثورية الموجودة على الأرض لأنه لا يمكن افراغ نقاط تمركز والانطلاق إلى نقاط أخرى من دون آليات محددة تستوجب التنسيق لمنع حدوث احتكاكات واشتباكات بسبب الخلاف على مناطق النفوذ المقسمة في ادلب».
وفيما يخص موضوع المقاتلين الأجانب، أكد مصدر مطلع على ملفات أمنية في المعارضة السورية المقربة من تركيا أن «التعاون الاستخباراتي بين تركيا وعدد من الدول مستمر لاغلاق هذا الملف»، مشيرا إلى أن» كثيرا من الأجانب باتوا أقرب إلى انتهاء مهمتهم في سورية، لأنهم عندما حضروا كانوا يعتقدون أنهم حضروا بهدف الجهاد وبعد اتفاق إدلب لم يعد هذا الأمر ممكناً، ولذلك تلقائياً بدأ هؤلاء البحث عن سبل للخروج من سورية إلى أماكن صراع اخرى عبر طرق تهريب». وفي ظل غياب تقديرات دقيقة رحج المصدر «تناقص عدد الأجانب في إدلب في الشهر الأخيرة بنحو مئات عدة ووصل إلى 3000 مقاتل».
وقال المصدر المواكب لموضوع تفكيك (النصرة) لـ «الحياة»: «تفكيك الجبهة لن يتم بالطريقة التقليدية عبر الاعلان في شكل رسمي عن ذلك، او حتى الاعلان عن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة». وقال إن النصرة «تخضع لضغوطات هائلة من جانب القيادات الشرعية من جهة ومن جهة الأتراك والحاضنة الشعبية من جهة أخرى». ورأى المصدر أن «الأمور تسير نحو تغيير النصرة ثوبها تدريجيا»، موضحا أن السيناريوات المستقبلية لحل عقدة النصرة كثيرة منها انخراط عناصرها السوريين مستقبلا في الجيش الوطني». | |
|