| | التاريخ: تشرين الأول ١٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | باسيل يحيّد الحريري لعله يتفق مع عون ويهاجم «القوات» و«المردة» بمعاييره الحكومية | بيروت - وليد شقير |في 13 أكتوبر 2018
توقفت مصادر سياسية متابعة لجهود تأليف الحكومة اللبنانية، أمام حرص رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل في حديث تلفزيوني أول من أمس، على تحييد الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، خلافاً لقوله في مؤتمر صحافي قبل أسبوع: «نحن عاملنا رئيس الحكومة أفضل مما عاملَنا» وانتقاداته المبطنة إلى الحريري. ولاحظت المصادر إياها أنه خلافاً للهجوم الذي شنه على كل من حزب»القوات اللبنانية» وتيار «المردة»، وتكراره المعايير التي وضعها لتمثيل الفرقاء، لا سيما المسيحيين، في الحكومة والتي لقيت صدى سلبياً لدى سائر الفرقاء، ومنهم الحريري، فإن باسيل قال: «ليس لدي مشكلة مع الحريري، والكثير من الناس يتمنون أن تحصل بيني وبينه مشكلة لكن لن يستطيعوا، وهذا الزمان انتهى».
كما لفتت المصادر إلى أن مع استعادته الشروط على تمثيل الفرقاء الآخرين، نفى أن يكون «الصهر المكلف» أو أنه يشكل الحكومة، وكرر أكثر من مرة القول إنه «يقترح معايير وإذا اتفق الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الحكومة سنرى ما سيكون الموقف».
ورأت المصادر أن موقف باسيل جاء بعد أن كان الحريري اعتبر الثلثاء الماضي أن المعايير التي وضعها الأول عبرت عن موقف غير إيجابي وأنه يشكل الحكومة مع رئيس الجمهورية وليس مع رئيس «التيار الحر».
وترى المصادر المتابعة لاتصالات تذليل العقد من أمام الحكومة أن الحريري ينطلق من أن لأي فريق الحق في أن يطرح طموحاته بما يخص التمثيل في الحكومة، لكن واجب الرئيس المكلف أن يقدم صيغة حكومية معقولة وتحظى بالقبول، قد لا تحقق طموحات كل الفرقاء لكنها صالحة. ولذلك أعلن أن المطلوب من الجميع التضحية، ومنهم رئيس الجمهورية في ما يتعلق بمطالبه وطروحاته. وأفادت بأن إصرار باسيل على حصول فريقه على حقيبتي الأشغال (المرجح أن تؤول إلى «المردة») والطاقة، هو مطلب قديم يكرره دائماً.
وأوضحت أن التداول حول الصيغة التي قدمها الحريري لعون في آخر اجتماع بينهما، استدعت منه التفاؤل بإمكان التأليف خلال 10 أيام، مشيراً إلى أنه حين يجتمع به بعد عودته من السفر ستكون هناك حكومة. وبالتالي لم يعد مهماً بالنسبة إليه أن يذكّر باسيل بالمعايير التي يراها. وشددت المصادر رداً على التكهنات حول المخارج التي اقترحها الرئيس المكلف لعقدة تمثيل «القوات» (مثل العودة إلى توليها نيابة رئاسة الحكومة بلا حقيبة)، على أن الصيغة التي اقترحها لا يعرف بها إلا هو ورئيس الجمهورية. وأضافت: «أما ماذا يعدل فيها الرئيسان حين يجتمعان بالنسبة إلى حقيبة ما فهذا يبقى تفصيلاً، إلا أن الصيغة الأخيرة تبقى هي الصالحة بخطوطها العريضة».
ورجحت المصادر إياها أن يكون عون وباسيل باتا على استعداد لتسهيل التأليف أكثر من السابق، لشعورهما بأن أزمة التأليف معطوفة على انعكاساتها على الوضع الاقتصادي، لم تعد تحتمل تأجيل ولادة الحكومة، ولأن مواقف الأطراف كافة بما فيها أصداء المواقف الخارجية، باتت تحمّل فريقهما مسؤولية التأخير في ذلك، بصرف النظر عن الحجج المطروحة حول المطالب في التوزير.
وإذ تتجنب المصادر الحديث عن ضغوط على عون وباسيل خصوصاً من الجانب الفرنسي، كي يسهلا إنجاز الحكومة، فإنها تشير إلى أن باريس، كما عبرت من خلال قنواتها، وآخرها السفير بيار دوكين المكلف من الرئاسة الفرنسية بمتابعة تنفيذ «سيدر»، تلح على أن يتحمل لبنان مسؤولياته في تنفيذ ما تقرر في المؤتمر الذي هو خشبة الخلاص للبلد. كما أن الحريري يعتقد أنه يتعذر الإقلاع بمشاريع «سيدر»، من دون حكومة وفاق وطني، مع الإدراك الكامل لمطالب الفرقاء التوزيرية، التي تصعب تلبيتها.
رئيس «التيار» يستذكر اغتيال عائلة فرنجية والنائب جعجع ترد بعنف: خبث وحقد
أكد رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، «أن لا مشكلة لديه مع الرئيس المكلف سعد الحريري. وقال في مقابلة تلفزيونية على «أم تي في»: «كثيرون يتمنّون أن تكون هناك مشكلات بيننا ولكن لن يستطيعوا. لستُ أنا من يضع المعيار بل أقترح. إن مؤتمري الصحافي الأخير سَهّل ولم يعرقل».
وأضاف باسيل عقداً على العقد الموجودة، قائلاً: «نريد وزارة الأشغال إلى جانب وزارة الطاقة وإلا طمئنونا بأن يستلمها من يرسم الخطط وينفذها لا من يستعملها للزفت الانتخابي». ولفت إلى أن «حق القوات بحقيبة أساسية لا بحقيبتين»، مشيراً إلى أن لديها «أقلّ من 25 في المئة من أصوات المسيحيّين، ويحقّ لها 3 وزراء نسبة لعدد نوّابها».
وعن التقارب بين «القوات» و «المردة»، قال باسيل: «التقارب يجب أن يحصل لأني أفكر عندها أن سليمان فرنجية إذا كان قادراً على مسامحة من قتل عائلته، سيكون قادراً أن يسامح من يعتبر أنه أخذ الرئاسة من دربه».
واستدعى كلام باسيل رداً عنيفاً من عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ستريدا جعجع فقالت: «فيما نحن على وشك تتويج المصالحة بين «القوات اللبنانية» و «تيار المردة»، بلقاء على أعلى المستويات بين قيادتي الحزبين، ينبري الوزير باسيل في هذه اللحظة التاريخية بالذات بالحديث عن الموضوع بأسوأ وأخبث طريقة ممكنة ملؤها الحقد والشر والنيّات السلبية حيال الطرفين وتحوير الوقائع». واعتبرت في بيان «أن الأنكى من كل ذلك أنه عند نكء هذا الجرح ووضع السكين فيه استخدم معطيات مغلوطة تماماً، والذين أصبحوا في دنيا الحق يعرفون تماماً من قرر ومن نفّذ».
وأوضحت: «أما عن أن القوى السياسية على اختلافها تعارض تسلّم «القوات» حقيبة سيادية، فهذا الكلام محض تضليل، لا يوجد أي موقف معارض باستثناء الوزير باسيل». | |
|