التاريخ: تشرين الأول ١٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
الحريري يتّصل بعون مشيداً بكلمته عن رسالة لبنان وبو عاصي يسأل: هل ينزع باسيل صلاحيات الرئيس؟
اتصل الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، هاتفياً أمس، برئيس الجمهورية ميشال عون، مهنّئاً إيّاه بسلامة العودة من يريفان في أرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية. وأوضح بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، «أن الحريري أشاد بالكلمة التي ألقاها أمام القمة، والتي تعبّر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات».

وكان «مصدر مقرّب من الحريري نفى لمحطة «أل بي سي»، صحة «تسريبات وزارية في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي»، مؤكداً «أن الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن لمرحلة طرح الأسماء وجوجلتها».

وكانت هذه الوسائل تناقلت أسماء لشخصيات سيجري تسميتها لحقائب في الحكومة العتيدة. وكان حزب «القوات اللبنانية» من أبرز الأحزاب التي نفت علمها بالأمر أو تبلّغها بأي اسم.

وشدد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، على «أن عملية تأليف الحكومة ليست بالأرقام إنما بالنيّات والجدية لإيجاد المخارج الملائمة للوضع القائم»، مشيراً الى «أن جزءاً كبيراً من العرقلة سببه الكباش السياسي الحاصل»، ومؤكداً «حق القوات اللبنانية في تولي حقيبة سيادية، فلا يحق لأحد وضع خطوط حمر ضدنا».

وقال لإذاعة «صوت لبنان» إن «موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري «حكيم جداً»، معتبراً أن مسألة التشكيل «ليست من مهام الوزير جبران باسيل ورأيه كرأي أي مواطن آخر، أما إذا أراد نزع صلاحيات الرئيس فليقولها في العلن».

ولفت الى «عدم الرضوخ لمحاولات القمع ونحن احترمنا العهد ورئيس الجمهورية انطلاقاً من موقعه الدستوري ودورنا الأساسي في إيصاله الى سدة الرئاسة»، لكنه حذر «بعضهم من التمترس وراء رئيس الجمهورية وأخذه كدرع بشري لأنه بذلك يضع العهد بخطر».

وإذ أعلن بو عاصي «عدم التنصل من اتفاق معراب»، طالب «بتطبيق كامل بنوده وعدم النظر إليه بالقطعة».

وسأل: «إذا كان الوزير باسيل يعتبر نفسه داعماً للعهد، لماذا ينسف مصالحة «القوات» و»المردة» وينبش القبور بكلام لا مسؤول؟». وأكد أن القوات لا يريد أن يكون جزءاً من مجموعة تتقاسم السلطة».

واعتبر عضو «اللقاء الديموقراطي النيابي» النائب بلال عبدالله، «أن الردود التي جاءت على دعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للتسوية، كانت دون المستوى»، لافتاً إلى أنه «لم تتم ملاقاتها من قبل القوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة».

وعن الثوابت التي تحدث عنها جنبلاط، أوضح عبدالله «أن المقصود منها احترام نتائج الانتخابات النيابية بالحد الأدنى، والالتزام باتفاق الطائف».

ورأى «أن العقدة الأساسية في تشكيل الحكومة، هي جنوح أحد الأطراف لحيازة الثلث المعطل»، معتبراً أنه «في لبنان، إما تقوم القوى السياسية بتسوية تراعي خصوصيات الجميع، أو يدخل البلد في المجهول»، لكنه حض على «التفاؤل بشكل دائم».

ودعا عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية محمد نصرالله، في حديث الى «لبنان الحر»، الى «التفاؤل في ما خص تشكيل الحكومة، لأنه في نهاية المطاف ستتشكل، لكن يعز علينا كثيراً هذا المشهد القاسي الذي يمر فيه لبنان اقتصادياً واجتماعياً، وهذا الأمر يجب أن يدفعنا كلبنانيين لتحمل مسؤولياتنا التاريخية، ونشكل حكومة في أسرع وقت وبمعايير تجعل الحكومة العتيدة، حكومة قادرة على معالجة الأزمات».

وأردف أن «كل فريق يضع معاييره الخاصة»، وزاد: «مقتنعون بأن معاييرنا متوازنة بدليل أن لا أحد انتقد حركة الثنائي الشيعي المتواضع في معاييره»، لافتاً الى أن «المسألة ليست بعدد الوزراء بل باللإنتاج الجماعي للحكومة مجتمعة لمصلحة اللبنانيين».

ورأى أن «المطلوب من كل فريق أن يعود خطوة الى الوراء لتكتمل الدائرة وتتسع للجميع، ونعتقد أن الأزمة داخلية أكثر منها خارجية»، مؤكداً أن «الغرب متحمس لاستقرار لبنان».
وختم بأن الرئيس بري «يمضي بتشريع الضرورة لأن له فيه مصلحة للبنان».

سعيد: لبنان يتعرض لعملية قمع لإسكات المعترضين على وصاية إيران

نبه النائب اللبناني السابق فارس سعيد إلى أن لبنان "يتعرض إلى عملية قمع هدفها إسكات كل صوت يعترض على وصاية ايران على لبنان"، معتبراً أن "هناك سلطة سياسية رضخت بكاملها لسلطة "خفية" يديرها "حزب الله"، تتولى مباشرة أو بشكل غير مباشر إلغاء كل من يحاول الاعتراض على الوصاية الايرانية على لبنان".

ويأتي موقف سعيد أحد اركان "لقاء سيدة الجبل" على خلفية إعتذار فندقين في لبنان عن عدم استضافة خلوة سنوية للقاء موضوعها "رفع الوصاية الايرانية عن القرار الوطني دفاعاً عن الدستور وحماية للعيش المشترك". وأعلن عن وضع "الوقائع بمثابة إخبار في عهدة النيابة العامة".

ورأى سعيد في مؤتمر صحافي عقده اركان اللقاء أمس، في دار نقابة الصحافة الى جانب النائبين نديم الجميل والياس حنكش والنقيب عوني الكعكي، "أن تدخل "حزب الله" مرفوض لكن مفهوم، نحن نحمل عنواناً ضده وهو يعمل ضدنا. ان سكوت أهل السلطة، كل السلطة، مفهوم أيضاً ذلك أن هذه السلطة سلمت شأنها لسلطة الوصاية الفعلية ما يجعلها شريكة في جريمة كم الأفواه وقمع كل الحريات في لبنان"، مؤكداً "التصميم والاصرار على خوض معركة رفع وصاية ايران عن لبنان، والتصميم على نقاش مفتوح وسلمي وهادئ حول هذا العنوان، وإعادة البوصلة إلى حيث يجب أن تكون".

واعتبر سعيد ان الازمة "أعمق وأخطر من أزمة نفايات أو كهرباء أو سوء إدارة أو دستور أو طائف، هي أن لا قيام لدولة قادرة على حل مشاكل اللبنانيين إذا استمر "حزب الله" بمصادرة القرار الوطني من خلال سلاحه غير الشرعي، وإذا استمرت الإمرة الايرانية على لبنان من خلال "حزب الله" وسلاحه".

وبعد أن شرح سعيد ما حصل مع "اللقاء" ومع الفندقين في بيروت، توقف عند ما قاله مسؤول لجنة الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا عن مسؤوليته عن منع الخلوة في الفندق الاول، عبر تلفزيون "الجديد"، قال: "هذه الجرأة في إعلان المسؤولية بمثابة رسالة أمنية". وتحدث عن عروض لاستضافة الخلوة من قبل "حزبي الكتائب والأحرار ومجمع "أم تي في" ومن الوزير السابق أشرف ريفي و"القوات اللبنانية" ونحن في صدد درس الوضع وسنعلن في أقرب وقت ممكن عن موعد ومكان الخلوة".