التاريخ: تشرين الأول ١٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
السعودية تؤكد حرصها "على الحقيقة كاملة": ما يحكى عن أوامر صدرت بقتل خاشقجي "أكاذيب"
المصدر: (أ ف ب)
أكّد وزير الداخلية السعودي فجر اليوم، أنّ المعلومات التي تتداولها وسائل إعلام عن أوامر صدرت بقتل الصحافي السعودي جمال #خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول مطلع الجاري هي "أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة".

وقال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إنّ "ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية".

وأعرب عن "شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي".

ونقلت "واس" عن الوزير "حرص المملكة التّام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي".
 
ونوّه الوزير، بحسب "واس"، بـ"التعاون مع الأشقاء في تركيا من خلال لجنة التحقيق المشتركة وغيرها من القنوات الرسمية"، مشدّداً على "دور وسائل الإعلام في نقل الحقائق وعدم التأثير على مسارات التحقيق والإجراءات العدلية".

ووصل وفد سعودي إلى تركيا الجمعة لاجراء محادثات حول القضية، وذلك غداة إعلان أنقرة أنه سيتم إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتحقيق في اختفاء الصحافي السعودي.

ماكرون ينتظر "كشف الحقائق" حول اختفاء خاشقجي: "ما تبلغناه خطير للغاية"

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم ان اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا "خطير للغاية"، مطالبا بإجراء تحقيق لكشف "كل ملابسات" القضية.
وقال ماكرون لقناة "فرانس 24" وإذاعة "فرنسا الدولية"، في أول تعليق على قضية خاشقجي: "ما تبلغناه خطير، خطير للغاية. إنني أنتظر كشف الحقائق والوضوح التام" في هذه القضية.

وقال ماكرون الذي استقبل ولي العهد السعودي في باريس في نيسان الماضي، إنه لم يتحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان أو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشأن خاشقجي الذي فُقد أثره منذ دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول.

وأضاف: "فرنسا تود بذل كل ما بالإمكان لجلاء الحقيقة كاملة حول هذه القضية التي تعتبر عناصرها الأولية مقلقة للغاية".

وانتقد معلّقون فرنسيون عدم صدور أي رد فعل عن حكومتهم التي تنظر كغيرها من الحكومات الغربية إلى ولي العهد السعودي على أنه إصلاحي في المملكة المحافظة.

وأوضح ماكرون أنه سيبحث في الملف مع عدد من قادة العالم "خلال الأيام المقبلة". وقال: "استنادا إلى العناصر التي سيتم التوصل إليها، سأتّخذ موقفا".

تركيا والسعودية تختلفان على طريقة تفتيش القنصليّة في إسطنبول

دخلت تركيا والسعودية في خلاف على تفتيش تعتزم السلطات التركية القيام به داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث اختفى الصحافي السعودي جمال خاشقجي الاسبوع الماضي، على ما ذكرت تقارير إعلامية أمس.
وفُقد أثر خاشقجي (59 عاما)، كاتب الرأي في صحيفة "واشنطن بوست"، والذي كان ينتقد سلطات الرياض، منذ 2 تشرين الأول بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول لإتمام إجراءات إداريّة، استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

والثلثاء، وافقت الرياض على السماح للسلطات التركية بالبحث في ممثليتها في اسطنبول، كجزء من التحقيق في اختفاء خاشقجي. لكن البحث لم يتم بعد.

وذكرت صحيفة "الصباح" التركية الموالية للحكومة أن الأمر يرجع إلى أنّ المسؤولين السعوديين لن يسمحوا إلا بإجراء تحقيق "بصري" سطحي.

ولم يقبل الجانب التركي العرض السعودي. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأتراك أرادوا تفتيش المبنى باستخدام الـ"لومينول"، وهي مادة كيميائية تسمح باكتشاف آثار الدم. وتستعمل في مجال الطب الشرعي وعلم الجنايات، لكشف آثار الدماء الخفيفة غير الظاهرة للعلن. وأشارت الصحيفة إلى قيام الجانبين باتصالات ديبلوماسية مكثفة خلال الايام الأخيرة.

وتأتي هذه التقارير غداة تأكيد المتحدّث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أنّه سيتمّ تشكيل لجنة عمل مشتركة بين البلدين.

وفي 6 تشرين الأول، قال مصدر حكومي إن الشرطة التركية تعتقد أن خاشقجي قتل داخل القنصلية. وصرح المصدر لوكالة "فرانس برس": "استنادا إلى تحقيقاتها الأولية، تعتقد الشرطة أن الصحافي قتله فريق تم إرساله خصيصا إلى اسطنبول، وغادر في اليوم نفسه". لكن الرياض أكّدت أن هذه المزاعم "لا أساس لها".

من جهته، طالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس السعودية بأن تعرض صورا من كاميرات المراقبة تثبت قولها إن خاشقجي خرج من القنصلية سالما، مشيراً إلى أنه لا يجد التفسيرات السعودية الحالية كافية.

وأطلع ضباط أتراك على تسجيلات صوتية مرسلة من ساعة ذكية كان يرتديها خاشقجي عندما كان داخل القنصلية، إلى هاتف نقال أعطاه لخطيبته التركية التي كانت تنتظر في الخارج.

وبينما ذكرت صحيفة "ميليت" اليومية أنه يمكن سماع "الجدال والصراخ" في التسجيلات، قالت صحيفة "سوزكو" إنّه يمكن فقط الاستماع إلى "بعض الأحاديث".

وذكرت صحيفة "يني شفق" اليومية الموالية للحكومة أن الشرطة تحقق أيضا في احتمال نقل جثة خاشقجي عبر نظام الصرف الصحي.

وكان خاشقجي سابقا مستشارًا للحكومة وفرّ من السعودية في أيلول 2017، وانتقل للعيش في الولايات المتحدة خشية اعتقاله في حال عودته. وانتقد في مقالاته بعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودور الرياض في الحرب في اليمن.