| | التاريخ: تشرين الأول ٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | فصائل معارضة في إدلب تسحب سلاحها وتواصل استنفارها | العيس (سورية) - أ ف ب
على أحد خطوط الجبهة الأمامية مع قوات النظام السوري، الواقعة ضمن المنطقة العازلة المرتقبة في إدلب ومحيطها، يواصل مسلحون معارضون استنفارهم داخل أنفاق وتحصينات، على رغم تخلّيهم عن السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق الروسي - التركي.
بلباس عسكري ترابي اللون وجعبة مدججة، يجول قيادي في «الجبهة الوطنية للتحرير»، ائتلاف فصائل معارضة تنشط في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، على المقاتلين الذين توزعوا داخل خنادق ومواقع عدة على تل العيس الاستراتيجي في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وعلى رغم أن بضعة كيلومترات فقط تفصل بين نقاط الفصائل وقوات النظام السوري، الا أن حالة من الهدوء تسود على هذه الجبهة التي تشكل جزءاً من المنطقة المنزوعة السلاح، بموجب اتفاق توصّلت إليه روسيا وتركيا الشهر الماضي، جنّب إدلب ومحيطها هجوماً واسعاً لوّحت به دمشق طيلة أسابيع.
وبموجب الاتفاق، على الفصائل كافة أن تسحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة التي يتراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً في مهلة أقصاها 10 الشهر الجاري، وتشمل أطراف محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.
كما يجدر بالفصائل «الراديكالية» وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، والتي تسيطر على ثلثي المنطقة العازلة المرتقبة، الانسحاب منها في شكل كامل بحلول الـ15 من الشهر الحالي. ولم تحدد الهيئة موقفها بعد من الاتفاق.
وأكدت فصائل «الجبهة» قبل يومين، بدئها سحب السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق.
من موقعهم على تل العيس الذي يتوسطه عامود إرسال ضخم وغرف بعضها مدمّر، يؤكد المسلحون المعارضون أن عملية سحب السلاح الثقيل مستمرة، لكن ذلك لا يعني تخلّيهم عن الاستنفار والجاهزية للتصدّي لأي هجوم محتمل.
وقال القائد العسكري في «الجبهة» أبو وليد لوكالة فرانس برس: «وفق الخطة الزمنية المتفق عليها، بدأنا في سحب السلاح الثقيل والعملية مستمرة حتى العاشر من الشهر الحالي».
وأوضح أن «سحب السلاح الثقيل لن يؤثر على نقاط الرباط، والإخوة مستمرون في عمليات التحصين والتدشيم والتعليمات لنا أننا سنبقى في هذه المناطق ولن نتراجع حتى آخر نقطة دماء».
على بعد أمتار منه، يدخل مسلح يرتدي جعبته ويحمل سلاح كلاشنيكوف الى داخل خندق تحيط به أكياس رمل من الجهتين. يستقر في مكانه ثم يتفقّد سلاحه. وفي نقاط قريبة، يختبئ مسلحون في حالة من الجاهزية خلف تحصينات تطل على بلدة الحاضر وسهولها المنكشفة أمامهم.
وتسيطر قوات النظام على بلدة الحاضر الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من بلدة العيس، التي تسيطر «تحرير الشام» عليها، فيما تنتشر فصائل أخرى تابعة «لجبهة التحرير» على مواقع عدة على خطوط الجبهة.
ويفصل بين البلدتين معبر تجاري، تمكنت «فرانس برس» من رصد حركة نشطة عليه لسيارات وشاحنات بالاتجاهين.
وتراهن الفصائل المعارضة التي تخشى أن يكون تنفيذ الاتفاق مقدمة لعودة قوات النظام الى مناطق سيطرتها، على الضامن التركي لحمايتها، خصوصاً بعد إعلان دمشق أن الاتفاق خطوة لـ»تحرير إدلب».
وقال رئيس النظام السوري بشار الأسد الأحد، إن اتفاق إدلب «إجراء موقت»، مجدِّداً عزم قواته على استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية.
وأكد أبو وليد أن «دخول القوات التركية الى النقاط المعروفة لدى الجميع تتعزز يوماً بعد يوماً»، لافتاً الى وصول «جنود ودبابات وسلاح ثقيل الى الإخوة الأتراك».
وترسل تركيا، الراعية لاتفاق إدلب منذ أسابيع، قوات عسكرية وآليات الى نقاط المراقبة التابعة لها في إدلب ومحيطها، والموجودة أساساً في المنطقة بموجب اتفاق خفض التصعيد. | |
|