| | التاريخ: تشرين الأول ٨, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | سياسيان طمحا إلى حكم مصر: شفيق اختار الانزواء وجمال مبارك يأباه | القاهرة – رحاب عليوة
في الوقت الذي أعلن حزب «الحركة الوطنية» الذي دشنه رئيس وزراء مصر السابق الفريق أحمد شفيق مساء أول من أمس اختيار رئيس جديد للحزب متخلصاً بذلك من أي ارتباط رسمي بالفريق الذي انزوى عن المشهد السيسي تماماً، كان نجل الرئيس المصري السابق جمال مبارك يزور النصب التذكاري للجندي المجهول لإحياء ذكرى نصر تشرين الأول (أكتوبر)، في تقليد ارتبط بالزعماء والرؤساء، ما أثار جدلاً واسعاً، وسط مؤشرات على رفض نجل مبارك الانزواء.
وعلى عكس شفيق الذي خاض بالفعل الانتخابات الرئاسية عقب ثورة كانون الثاني (يناير) من العام 2011، وخاض جولة الإعادة (2012) ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، ليتفوق الأخير بنسبة ضئيلة، لم يخض مبارك الابن أي انتخابات، كما أن فرصه في ذلك معدومة لبضع سنوات قادمة، وذلك في ظل إدانته في قضية «القصور الرئاسية» وبموجب الإدانة يُحرم من حقوقه السياسية سواء في الانتخاب أو الترشح لخمس سنوات.
وكان مبارك ونجلاه تقدما بطلب إلى محكمة النقض (أعلى محكمة جنائية في مصر) بالتصالح في القضية، وبموجبها يسقط الحكم السابق وتوابعه ويعد كأنه لم يكن، لكن المحكمة رفضت الطلب. وأوقف نجلا مبارك ونجل الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل مجدداً في قضية «التلاعب في البورصة» لأيام منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، قبل أن تطلقهم محكمة جنايات القاهرة، لاستنفادهم مدة الحبس الاحتياطي على ذمة القضية، وحددت جلسة 20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لاستكمال نظر القضية.
وفي ساحة الجندي المجهول في مدنية نصر (شرق القاهرة)، التف عدد من المواطنين حول جمال مبارك لالتقاط الصور التذكارية. وفي ساحة «الحركة الوطنية» انتهى الأعضاء من اختيار نائب رئيس الحزب والقائم بأعماله اللواء رؤوف السيد رئيساً خلفاً لشفيق، وقال السيد في بيان إن منهجه دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك قبل المؤتمر العام للحزب الذي لن يظهر خلاله الفريق أحمد شفيق. وكان الحزب أصدر بياناً في آب (أغسطس) الماضي ينفي فيه عودة شفيق إلى الحياة السياسية، ووصف الأنباء المتداولة حول ذلك بـ «الإشاعات».
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور مصطفى كامل السيد، أن الزخم الكبير المحيط بنجل مبارك في تحركاته إنما يعود بصورة أساسية إلى المواطنين، ممن ينتاب بعضهم الحنين إلى عصر مبارك في ظل الأوضاع الاقتصادية، ومن ثم يظهر ذلك في الحفاوة بنجله. وسبق وارتبط اسم جمال مبارك في أواخر عصر والده بـ «سيناريو التوريث» الذي كان متداولًا على نطاق واسع بين مثقفين وسياسيين وحتى المواطنين، ما آثار سخطاً وكان ضمن دوافع ثورة كانون الثاني وفق مراقبين.
وأضاف كامل السيد: من السذاجة أن يعتقد جمال مبارك أنه يمكن أن يكون له دور سياسي في المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن زيارته النصب التذكاري يمكن تفسيرها كمحاولة للتذكير بدور أبيه في الحرب. | |
|