| | التاريخ: تشرين الأول ٤, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الحريري يلتقي عون: الأمور إيجابية وبري يرى بصيص أمل ويكشف عن توازن في التنازلات | عشية الإطلالة الإعلامية المرتقبة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري مساء اليوم، زار الخامسة عصر أمس رئيس الجمهورية ميشال عون حاملاً معه وفقاً لما تردد مسودة حكومية. كما بحثا في التهديدات الاسرائيلية والمتابعة الديبلوماسية لها.
وقال الحريري في تصريح مقتضب بعد اللقاء «إننا اتفقنا على تسريع تشكيل الحكومة إثر الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد»، مؤكداً أن «الأمور إيجابية وسيكون هناك لقاء ثان قريباً». وزاد: «أنا متفائل واسمعوني غداً (اليوم)».
وكان عون أكد «أهمية وحدة اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة بالذات، وضرورة تغليب قياداتهم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح». وقال إن المواقف التي أطلقها خلال وجوده في نيويورك، سواء عبر كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أو في اللقاءات الإعلامية التي أجراها «هي وليدة قناعة ثابتة تتناغم مع أحداث التاريخ من جهة، والوقائع الراهنة من جهة أخرى». ولفت إلى أنها «تهدف إلى الدفاع عن حق لبنان وسيادته وكرامته واستقلاله وحمايته من أي إعتداء يستهدفه عسكرياً كان أم سياسياً أو معنوياً».
وقال عون أمس، أمام وفد من «كتلة الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد، إنه «أراد في كلمته أمام الجمعية العمومية وضع دول العالم أمام مسؤولياتها حيال المشكلات التي تواجه لبنان، لا سيما الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة، أو تداعيات موجة النزوح السورية، أو القضية الفلسطينية، وذلك لتأكيد واجب الأمم المتحدة في تحقيق العدالة بين الدول والشعوب التي تعاني من الظلم والعدوان». وشدد على أن «على المجتمع الدولي أن يعي هذه الحقائق ويتصرَّف على أساسها».
ونقل رعد إلى رئيس الجمهورية «تحيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والكتلة وقيادة الحزب، والتقدير للمواقف الوطنية التي أعلنها الرئيس عون خلال وجوده في نيويورك، والتي عبرتم فيها عن الحس الوطني السيادي الذي يستشعره اللبناني الأصيل الراغب في أن يكون بلده قوياً وحراً وسيداً، وألا يصبح مكسر عصا لأي طامع أو معتد أو غازٍ».
وأشار إلى أن «الموقف الذي اتخذتموه عبَّر عن الأصالة التي ننشدها في العلاقة معكم. ونؤكد أننا معكم في كل ما يحفظ قوة لبنان وسيادته». واعتبر أن «ردود الفعل التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين، هي رد على مواقف الرئيس، فاستدعى أن يروج العدو للكذبة التي أطلقها، لكن الموقف الوطني فضحها، وتحرك وزير الخارجية أجهضها ووضع الحقيقة أمام الرأي العام».
وحمل رئيس الجمهورية النائب رعد «تحياته إلى السيد حسن نصرالله»، وفقاً للمكتب الإعلامي للرئاسة. وتداول مع أعضاء الكتلة التطورات السياسية والإقليمية.
كما التقى عون وفداً من حزب «الطاشناق»، ضم أمينه العام النائب أغوب بقرادونيان ووزير السياحة أواديس كيدينيان، وعرض معهما «مسار تشكيل الحكومة الجديدة والإتصالات الجارية على هذا الصعيد». ونقل بقرادونيان عن عون تأكيده «العمل من أجل الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة الأوضاع الإقتصادية والظروف السائدة في المنطقة».
عون يبرق إلى خادم الحرمين
على صعيد آخر، أبرق الرئيس عون إلى «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معزياً بوفاة المأسوف عليها نورة بنت تركي بن عبدالله آل سعود»، وفقاً للمكتب الإعلامي للرئاسة. كما أبرق إلى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، معزياً بـ «ضحايا الزلزال الذي ضرب إندونيسيا».
والتقى عون وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أكد أن «الزيارة هي لتأييد الرئيس عون في مواقفه المواجهة للعدو الإسرائيلي»، مشيراً إلى أن «رد الفعل الذي حصل من قبل الدولة اللبنانية بشأن التهديدات الإسرائيلية ممتاز».
بري يرى بصيص أمل حكومياً ويكشف عن توازن في التنازلات
بيروت - غالب أشمر
في تطور جديد طرأ على المشهد الحكومي، شكل كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن تقدم في عملية تأليف الحكومة، مفاجأة لدى نواب لقاء الأربعاء أمس، حين كشف أمامهم عن أجواء إيجابية تمثلت بحصول نوع من التوازن في التنازلات، وعن بصيص أمل حكومي بلقاء يجمع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري (أمس). ولدى استفسار النواب أكثر عن فحوى اللقاء، قال في تصريح إلى «الحياة» وفقاً لمصادر نيابية: «استعينوا على حوائجكم بالكتمان. ونزولاً عند رغبة النواب بالإيضاح أكثر، قال: «هناك معلومات أن الرئيس الحريري سيزور بعبدا اليوم، ويبدو أن هناك إيجابية في موضوع التأليف». ولما سئل هل أن التنازلات محصورة بـ «القوات اللبنانية»، و «الحزب التقدمي الاشتراكي» فقط؟ أشار إلى أن معادلة التنازلات أوسع وتشمل كل الأطراف المعنية، وأعتقد أن هناك تصوراً جديداً في خصوص التشكيلة سيطرح خلال اللقاء».
وخلال اللقاء حضر ملف التهديدات الإسرائيلية بقوة، فأكد الرئيس بري أن «تهديدات رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو الأخيرة ليست تهديدات إعلامية أو عبثية بل هي تهديدات عملية تندرج في إطار السياسة الإسرائيلية العدوانية».
وإذ نوه بري بموقف رئيس الجمهورية في الأمم المتحدة وبخطوة الوزير جبران باسيل حيال هذه التهديدات، في المؤتمر الصحافي أمام السفراء المعتمدين في لبنان وبالجولة الميدانية التي قام بها والديبلوماسيون في محيط المناطق التي زعم نتانياهو أنها تحتوي على صواريخ»، اعتبر أن الرد وفقاً للنائب علي بزي هو «أن ألف باء هذا الموضوع يتلخص بتأليف الحكومة في أسرع وقت، وبالتالي إظهار وحدة اللبنانيين، إذ أن هناك بصيص أمل، على أمل أن يترجم في لقاء بعبدا في تشكيل الحكومة وإن شاء الله يكون فيه «قمحة».
وتحدث بري عن «موقف خارجي حصل وأتى من حيث لا يتوقعون ولا يحتسبون أو ينتظرون، رداً على التهديدات والمزاعم وحفلة الجنون والتزوير الإسرائيلية، خصوصاً أنهم في إسرائيل لا يزالون يعتمدون على نظرية (هنري) كيسنجر، بأن لبنان فائض وخطأ جغرافي». وقال: «صحيح إن اللبنانيين يحبون الحياة والفرح، لكنهم يعرفون كيف يحفظون كرامتهم وسيادتهم ولديهم الوقت الكافي للمقاومة ومواجهة التحديات والتهديدات، وللدفاع عن أرضهم، واثبتوا هذا الأمر خلال حياتهم وتاريخهم ونضالهم».
وتطرق بري أمام النواب إلى مجموعة من القضايا الحياتية والحيوية والاجتماعية، مركزاً على الوضع الاقتصادي وآثاره الضاغطة، مشيراً إلى أجواء اللقاءات التي أجراها مع موفدين من البنك الدولي وخبراء اقتصاديين دوليين، وكلهم تقاطعت نصائحهم وأجمعوا على «ضرورة وجود حكومة للتصدي لهذه الأوضاع». وأشار إلى أن لقاءاته مع المعنيين الدوليين على مختلف مستوياتهم ومن خلال اطلاعه على مواقفهم من قضايانا، تظهر أن من في الخارج على دراية واسعة بقضايانا ويدركون خطورة ما قد ينتظرنا، أكثر منا جميعاً كمسؤولين في واقعنا الداخلي»، مبدياً «تخوفه من الوضع الاقتصادي المتفاقم في ظل عدم اهتمامنا داخلياً بمعالجة هذه المشكلات، وفي مقدمها ضرورة تشكيل الحكومة، لما لها من انعكاس إيجابي على كل المستويات».
وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» بلال عبدالله بعد مشاركته في لقاء الأربعاء: «هناك جهود يبذلها دولة الرئيس ونأمل من كل الفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة، ونقصد عادة الرئيس المكلف الذي هو يشكل الحكومة وفق الطائف، ومن رئيس الجمهورية أن يسهل له هذه المهمة على قاعدة احترام النتائج الانتخابية لكل الفرقاء واعتماد المعايير نفسها لتمثيلهم». وزاد: «عندما نرى أن التسوية المطلوبة تحفظ حقوق الجميع لن نكون بمعزل عنهاـ ولكن إذا رأينا أن هناك من لا يزال يحلم بليّ ذراع أحد على حساب أحد فلن نقبل».
وفور انتهاء اللقاء النيابي رأس بري اجتماع كتلة «التنمية والتحرير» التي أعربت عن قلقها من تصريحات نتانياهو التي «حاول من خلالها الترويج لأكاذيب حول نشر صواريخ دقيقة في أطراف مطار بيروت الدولي، في بيروت والضاحية الجنوبية، وتصريحاته ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المضحكة». وأشارت إلى أن «إسرائيل تحاول الاستفادة من الوضع العربي المفكك للانقضاض على بلدنا والانتقام من انتصاراته ضدهم»، وأكدت أن «التصريحات والتهديدات الإسرائيلية تستدعي الوحدة الوطنية التي تشكل السلاح اللبناني، وندعو اللبنانيين إلى التعامل بجدية معها». ورأت أن «الوضع القائم يستدعي تشكيل حكومة لإخراج البلاد من الأزمات»، معتبرة أن «توقيت المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل الآن تشكل تشجيعاً للسياسات العدوانية الإسرائيلية».
جعجع يناشد عون التدخل لإنهاء أزمة التشكيل
شدد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على أن «الخروج من أزمة تشكيل الحكومة يتطلب تدخل رئيس الجمهورية ميشال عون شخصياً وإعطاء كل ذي حق حقه». وقال: «أتمنى شخصياً على الرئيس الإقدام على هذه الخطوة لإحقاق الحق استناداً إلى نتائج الانتخابات».
وأقرّ جعجع عبر «المركزية» «بنوع من الإخفاق في ما آلت إليه الأمور، فاللبنانيون غير راضين عن وضع البلاد على المستويات كافة وفي شكل خاص اقتصادياً، إذ بلغ التدهور حدّه الإقصى منذراً بكارثة وشيكة إذا لم يتم تدارك أسباب الإندفاعة السريعة نحو الهاوية».
وقال جعجع: «هذا العهد هو أكثر من حظي بمساعدة منذ اتفاق الطائف. صحيح أن الرئيس عون انتخب بـ83 صوتاً، بيد أن القوى السياسية الرئيسية من الثنائي الشيعي، على رغم بعض التباينات مع الرئيس نبيه بري، إلى تيار المستقبل والقوات، أيدت العهد، بدليل تمثيلها في الحكومة الأولى، حيث كان وزراؤها يبذلون أقصى الممكن، أن لم يكن لنجاح العهد فلنجاحهم لأنهم من ضمن هذا العهد. ما لا يمكن استيعابه هو اتهامنا بتفشيل العهد. في سياسات العهد الوطنية كان التفاهم في ذروته من التوازن في تشكيل الحكومات إلى قانون الانتخاب إلى مقاربة ملف النازحين السوريين. أما بواخر الكهرباء، فهي تفصيل في وزارة الطاقة لا يشرّف العهد، فهل يعتبر عدم موافقتنا على هذه الفضيحة الكبرى للبنان محاربة للعهد؟ أبداً».
وأكد جعجع أن «العقبة الوحيدة الأساسية في تشكيل الحكومة داخلية، تتمثل بمحاولة تحجيم التمثيل النيابي الذي أفرزته الانتخابات النيابية للقوات ، وخلاف ذلك لا صحة له. الأرقام أكدت أن ثلث الصوت المسيحي صب لمصلحة الحزب ما يفترض منطقياً حصوله على ثلث الصوت المسيحي في الحكومة. وها نحن نُحرم من هذا الحق. لا نريد الحصول على مقاعد من حصص أي فريق آخر ولا نتطلع إلى تنازلات لمصلحتنا من أي كان. فليمنحونا حقنا الطبيعي ونقطة عالسطر».
وأضاف: «أما حكومة الضرورة، فبعد مشاورات واتصالات قام بها وزراء ونواب والإختصاصيون في الحزب على مدى شهر، تبين أن ثمة خطوات بالغة الضرورة يفترض إتخاذها اليوم قبل أن ينزلق البلد إلى الهاوية السحيقة، ويبقى الحد الأدنى من الثقة الدولية بلبنان. فليشكلوا الحكومة اليوم قبل الغد ولا لزوم لأي حكومة ضرورة. أما وفق المعطيات المتوافرة فلا إشارات إلى تشكيل وشيك، وضروري اجتماع الحكومة على غرار التئام المجلس النيابي للضرورة الاقتصادية القصوى واتخاذ بعض الخطوات لوقف التدهور وليس لإعادة إحياء الحكومة».
وكشف جعجع عن اجتماع كتلة «الجمهورية القوية» بعد استكمال المشاورات، مطلع الأسبوع المقبل على الأرجح لاتخاذ القرار النهائي في هذا الصدد نسبة للضرورة، ومنع انزلاق البلد نحو مزيد من التدهور. وعليه ستنطلق الكتلة في اتجاه جميع الكتل النيابية وصولاً إلى الرئيسين الحريري وعون».
وعندما قيل له هل ستحملك الضرورة إلى قصر بعبدا قريباً؟ اجاب: «في كل لحظة». وماذا عن «حزب الله» ولماذا لا يتدخل؟ قال: «لا أملك جواباً محدداً لكن على الأرجح أن الحزب منهمك بالوضع الإقليمي، وانتباهه منصب على ما يدور على المستوى الاستراتيجي في ظل التطورات الدولية».
وأوضح جعجع أن «صفحة الماضي مع تيار المردة ستطوى، وأخرى جديدة ستفتح قريباً جداً. أما العلاقة مع الكتائب فعادية».
وعن مزاعم إسرئيل في شأن مصانع الصواريخ في بيروت والرد اللبناني عليها؟ يجيب جعجع: «الخطوات الإعلامية الاستعراضية غير مفيدة، المطلوب من رئيسي الجمهورية والحكومة التعاطي بحذر شديد مع ما يجري وتنبيه جميع الأطراف من الإقدام على أي خطوة تدفع لبنان قيد أنملة نحو الخطر. وعلى كل فريق تحمل مسؤولياته».
| |
|