التاريخ: تشرين الأول ٤, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
تأييد دولي لمؤتمر صقلية حول ليبيا
طرابلس، روما - «الحياة»، رويترز
في ظل تخوفات من اجتياح قوات أوروبية للعاصمة الليبية طرابلس تستضيف إيطاليا مؤتمراً حول ليبيا في صقلية خلال الشهر المقبل يحظى بتأييد دولي. وبينما كشف مسؤول ليبي عن تشكيل لواء عسكري جديد أعلنت قوة حماية طرابلس موعد البدء في تنفيذ الترتيبات الأمنية فيما طالب عمداء البلديات باللامركزية في خطوة نحو استقرار البلاد وفق مصادر متقاطعة ووسائل إعلام.

وفيما حذر الخبير في الشان الليبي يوسف شاكير مما وصفه بأنه «القرار المجنون في قيام دولة أوروبية باجتياح طرابلس لحسم الصراع فيها لمصلحة طرف معين، بحيث لا يتبقى شيء من المدينة، وتصبح الأوضاع أسوأ من بنغازي والموصل» وفق موقع (أخبار ليبيا)، نقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي قوله إن بلاده سوف تستضيف مؤتمراً دولياً في شأن ليبيا في صقلية في مسعى لجمع القوى المتناحرة معاً وإقامة حوار في البلاد.

وأضاف أمام البرلمان أن «الاجتماع سيعقد في باليرمو عاصمة الجزيرة في 12 و13 تشرين الثاني (نوفمبر) وأن من المتوقع مشاركة أطراف رئيسية من داخل وخارج ليبيا.

وقال موافيرو: «نريد إيجاد حل مشترك، حتى برغم اختلاف الآراء حول الطاولة»، مضيفاً أن الهدف هو المساعدة في استعادة السلام في ليبيا وتسهيل عملية سياسية شاملة قبيل انتخابات محتملة.

وأعلن الزعماء الليبيون في مؤتمر في باريس في أيار (مايو) أنهم سيجرون انتخابات في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) في إطار محاولة فرنسية لإرساء الاستقرار في البلاد.

وقال موافيرو إنه لا يتوقع أن يركز اجتماع باليرمو على تواريخ محددة.

وأيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤتمر الإيطالي، وقال موافيرو إنه سيزور موسكو الاثنين المقبل لبحث الوضع في ليبيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وتتوقع روما مشاركة وفود رفيعة المستوى من جيران ليبيا ودول الخليج وتركيا والاتحاد الأوروبي. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان القائد العسكري خليفة حفتر وهو شخصية مهيمنة في شرق ليبيا سيشارك في المؤتمر.

كان موافيرو قد التقى مع حفتر الشهر الماضي، وقال الثلثاء إن القائد العسكري أكد «اهتمامه بالمؤتمر».

ومن المتوقع أن تسيطر الأزمة الليبية أيضاً على أجندة زيارة لرئيس الوزراء الإيطالي إلى موسكو خلال الشهر الجاري للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بدوره قال وزير الخارجية الألماني، نيلز آنين: «لا يمكن لليبيا أن تظل من دون انتخابات، لكن إجراءها في توقيت غير مناسب سيشكل حاجزاً أمام الحل السياسي، خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة». وشدد على أهمية تبني موقف أوروبي موحد حيال الأزمة الليبية لتقريب المسافة في وجهات النظر بين باريس وروما وفق صحيفة (لاستامبا) الإيطالية.

على صعيد آخر، قال مسؤول المكتب الإعلامي في الكتيبة 276 مشاة، التابعة للقوات المسلحة العربية الليبية المنذر الخرطوش لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «العميد على صالح القطعاني آمر اللواء 73 قام باستلام مقر لواء خالد بن الوليد بعد قرار القائد العام بحل اللواء وضمه إليه لتؤول كافة أسلحته ومعداته وأفراده إلى اللواء 73 مشاة».

وأوضح الخرطوش أن «آمر اللواء 73 سوف يقوم بدوره بتنظيم اللواء في الساعات المقبلة واستلام المهام المنصوص عليها من قبل القيادة العامة المتمثلة في القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر».

يذكر أن اللواء 73 يضم 6 كتائب أمنية ويكون تمركزه في مدينة بنغازي.

إلى ذلك، أعلنت ما يعرف بـ «قوة حماية طرابلس» أن الترتيبات الأمنية في العاصمة ستبدأ في الأسبوع المقبل وسيتم تسليم كل المقرات بناء على ما تم الاتفاق عليه ضمن خطة أتفاق الزاوية.

قوة حماية طرابلس التابعة لداخلية الوفاق كانت قد أعلنت أمس عبر صفحتها على «فايسبوك» بقبولها تسليم المقرات للجهات الرسمية.

في غضون ذلك، طالب مؤتمر عمداء بلديات ليبيا في طرابلس باللامركزية وفق «قناة 218 الليبية».

وتناول المؤتمر ملف نقل الصلاحيات من الوزارات إلى البلديات، وهو ما تطمح إليه وزارة الحكم المحلي في ليبيا لإنهاء المركزية في البلاد.

الخبير في الشأن الليبي يوسف شاكير قال أن «الموفد الأممي غسان سلامة قام بجهود جبارة لمقابلة جميع أطراف الصراع في ليبيا، لكنه وصل إلى نتيجة مفادها أن هؤلاء غير مؤهلين لقيادة ليبيا وتكوين دولة هناك» وفق (أخبار ليبيا).

ولفت إلى أنه مخطط لليبيا أن تبقى في دائرة الفوضى والصراعات، وهو ما يجعلها ضحية الصراعات الإقليمية والدولية، والدول التي شاركت في المؤامرة عليها».

كان سلامة قد انتقد بشدة سوء الخدمات في ليبيا، موجهاً كلامه للشعب الليبي: «لديكم موارد كويتية وحياة صومالية، هذا أمر غير طبيعي».

يأتي ذلك فيما أبدى المجلس الأعلى للدولة، استغرابه من تصريحات الموفد الدولي، في شأن ما وصفه بـ «طموح أعضاء مجلسي الأعلى للدولة والنواب للبقاء في مناصبهم إلى الأبد».

من جهة ثانية، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في الحكومة الليبية الموقتة معتز الطرابلسي في بيان، نفي الوزارة ما أشيع عن تسجيل إصابات بمرض الإيبولا في السودان، «والمخاوف من انتشاره بالجنوب الشرقي والغربي لليبيا»، مشيراً إلى أن «نطمئن المواطنين بأن الوزارة ستتخذ الإجراءات اللازمة حال ظهور أية إصابة بالمرض في ليبيا أو أي من دول الجوار».