| | التاريخ: تشرين الأول ١, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | حزب طالباني لن يعترف بنتائج الانتخابات الكردية | بعد يوم طويل أدلى به الناخبون الأكراد بأصواتهم في خامس انتخابات اشتراعية يشهدها إقليم كردستان العراق منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، ووسط تراجعٍ كبير في نسبة المقترعين، وتبادلِ الحزبين الحاكميْن الاتهامات بارتكاب خروق وادعاءات بتحقيق مكاسب «تقلب الموازين»، أعلن حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في بيان أنه لن يعترف بنتائج الانتخابات.
وتضاربت مواقف قياديي «الاتحاد» من نتائج الانتخابات، إذ استبق الناطق باسم الحزب سعدي أحمد بيرة النتائج مؤكداً أن الحزب لن يعترف بها، وقال: «نعلن رفضنا النتائج» بسبب وجود تلاعب وتزوير كبيريْن في أربيل ودهوك وسوارن.
في المقابل، نشر الحزب تعليق القيادي قوباد طالباني الذي أكد أن «من المبكر اتخاذ أي قرار حول سير عملية التصويت»، مضيفاً أن «منتسبي المفوضية ومراقبي الكيانات السياسية يعملون الآن على عد الأصوات وفرزها في مراكز الاقتراع، وأتمنى أن يتمكنوا من أداء مهامهم بشكل شفافية ونزاهة، ومنع أي عملية تزوير». ودعا مفوضية الانتخابات إلى أن تكون مستقلة وبمستوى المسؤولية، موضحاً أن «الاتحاد الوطني الكردستاني سيعلن موقفه بعد إعلان النتائج».
ويُتوقع أن يحتفظ الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني بموقعه في صدارة النتائج، على أن يستعيد حليفه في الحكومة، حزب «الاتحاد الوطني» الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، موقعه في المرتبة الثانية، بعدما كان خسره في الانتخابات السابقة لمصلحة حركة «التغيير» المنشقة عنه، و «القوى الإسلامية» المعارضة التي تخشى أن تخسر من رصيدها لمصلحة حزب «الحراك الجديد» بزعامة رجل الأعمال شاسوار عبد الواحد، في أول مشاركة له تبنى خلالها خطاباً ناقداً لقطبيْ المعادلة في الإقليم.
إلى ذلك، أكد الموفد الدولي إلى العراق يان كوبيتش أن «العملية تسير بنجاح من دون خروق، وطواقمنا راقبت المراكز، ونأمل بأن يعترف المتنافسون بالنتائج لأن نجاح هذه الانتخابات سينعكس إيجاباً على العراق بأكمله».
ودفعت ضآلة نسبة المقترعين التي بلغت حتى منتصف النهار نحو 25 في المئة ممن يحق لهم الاقتراع، بقادة الأحزاب إلى توجيه دعوات متكررة لحض الناخبين على التصويت خلال الساعات الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
واعترض حزب طالباني بشدة على قرار صدر عن مفوضية الانتخابات قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع يلزم الناخب تقديم وثيقتين ثبوتيتين على الأقل ليُسمح له بالتصويت، مشيراً إلى أن «القرار صدر بتوقيت يصعب الطعن به من الكيانات، ما سيُحلق الضرر بسير العملية الانتخابية»، فيما لاقت الخطوة ترحيباً من زعماء قوى المعارضة «للحد من التزوير والتلاعب».
جاء ذلك على خلفية تسريبات أفادت بتزوير شهادات للجنسية العراقية، وتحذيرات من منحها للاجئين أكراد من دول الجوار ليشاركوا في التصويت، إلى جانب الشكوك التي تحوم حول عدم محو مئات آلاف أسماء المتوفين من سجل الناخبين.
وقال نائب رئيس «الديموقراطي»، رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني إن «ما حدث من توتر في الحملة الانتخابية بيننا والأخوة في الاتحاد الوطني أمر اعتيادي يحدث في كل الانتخابات، ونطمئنكم بأن العلاقة طبيعية».
في غضون ذلك، أكد زعيم «الديموقراطي» مسعود بارزاني عقب الإدلاء بصوته أمس، أن «هذه الانتخابات تُثبت نجاح وتقدم شعبنا»، داعياً القوى السياسية إلى «التعاون ومساعدة بعضها كالأخوة خدمة لشعبنا، الذي سيقرر ثقل كل حزب».
في سياق متصل، أقر محافظ دهوك فرهاد الأتروشي عن «الديموقراطي»، بأن «مشاكل رافقت عملية التصويت»، داعياً مفوضية الانتخابات إلى «عدم الانتقام من أي شخص مهما كان انتماؤه السياسي».
ونفى شالاو كوسرت نجل نائب رئيس «الاتحاد» كوسرت رسول، أن «نكون وجهنا أنصارنا لإثارة الاضطرابات في أربيل»، مؤكداً أن «ما تم تداوله لوثيقة تحمل توقيعي مزيفة، لأن هذا التصرف مستحيل، فأربيل مسؤوليتنا جميعاً». | |
|