| | التاريخ: أيلول ٢٧, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | السيسي: استعادة الدولة مخرج للأزمة السورية وكارثة اليمن | أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن الحرص على الارتقاء بالتعاون مع شركة «بوينغ» العالمية، في وقت أكد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه لا مخرج من الأزمة في سورية والكارثة التي يعيشها اليمن، إلا باستعادة الدولة الوطنية.
واستقبل السيسي أمس في مقر إقامته في نيويورك رئيس «بوينغ» مارك ألين. وقال الناطق بإسم الرئاسة السفير بسام راضي إن السيسي أعرب عن التقدير لمستوى التعاون بين مصر و «بوينغ» باعتبارها شركة متخصصة في صناعات الطائرات التجارية والعسكرية وأنظمة الأمن والفضاء، مؤكداً حرص القاهرة على مواصلة الارتقاء بهذا التعاون في ضوء ما تتمتع به الشركة من خبرات متميزة.
وأضاف أن رئيس «بوينغ» أكد خلال اللقاء اهتمام الشركة بالسوق المصرية وتطلعها لزيادة أنشطتها بها، لا سيما في ضوء ما تشهده حالياً من تنمية متسارعة، وإصلاح اقتصادي جاد يهيئ المناخ الاستثماري ويتيح فرصاً جيدة لتعزيز الاستثمارات الأجنبية فيها.
وذكر راضي أن اللقاء تطرق إلى بحث أوجه التعاون القائم بين مصر والشركة الذي يشمل الطائرات التجارية، وتطوير أسطول شركة «مصر للطيران» الذي يضم عدداً كبيراً من طائرات «بوينغ»، فضلاً عن التباحث حول تطوير التعاون القائم في مجال الدفاع.
وكان السيسي ألقى مساء أول من أمس، كلمة مصر في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن ثمة خللاً يعتري أداء المنظومة الدولية، ويلقي الكثير من الظلال على مصداقيتها لدى كثير من الشعوب، خصوصاً في المنطقتين العربية والأفريقية اللتين تعيش مصر في قلبيهما». وسأل: «كيف نلوم عربياً، يتساءل عن صدقية الأمم المتحدة وما تمثله من قيم، في وقت تواجه فيه منطقته مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية تستنزف مقدرات الشعوب العربية؟ أو يتساءل عن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة للعيش بكرامة وسلام، في دولة مستقلة تعبر عن هويته الوطنية وآماله وتطلعاته؟».
وأكد أنه لا مجال لحديث عن تفعيل النظام الدولي إذا كانت وحدته الأساسية، أي الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديموقراطية والمساواة، مهددة بالتفكك، لافتاً إلى أن شعب مصر قام بجهد جبار لاستعادة دولته وإنقاذ هويته، واختار أن تكون الدولة الوطنية القادرة والعادلة بابه للإصلاح وتحقيق تطلعاته في الحرية والتنمية والكرامة. وأوضح أن تفكك الدول تحت وطأة النزاعات الأهلية والارتداد للولاءات الطائفية بديلاً من الهوية الوطنية، هو المسؤول عن أخطر ظواهر العالم المعاصر مثل النزاعات المسلحة وتفشي الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة في السلاح والمخدرات.
ولفت إلى أن المنطقة العربية أكثر بقاع العالم عرضة لمخاطر تفكك الدول الوطنية وما يعقبها من خلق بيئة خصبة للإرهاب وتفاقم الصراعات الطائفية، موضحاً أن الحفاظ على قوام الدولة وإصلاحها أولوية أساسية لسياسة مصر الخارجية في المنطقة العربية. وأكد مخرج الأزمة في سورية والكارثة التي تعيشها اليمن، استعادة الدولة الوطنية، والحفاظ على سيادتها وسلامة مؤسساتها وتحقيق التطلعات المشروعة لمواطنيها، مشدداً على أن مصر في طليعة الداعمين للحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة في البلدين، وترفض أي استغلال لأزمات الأشقاء في سورية واليمن كوسيلة لتحقيق أطماع وتدخلات إقليمية، أو كبيئة حاضنة للإرهاب والتطرف والطائفية.
وعن القضية الفلسطينية قال إنها تقف دليلاً على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. وقال إن مرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية معروفة ولا مجال لإضاعة الوقت في سجال في شأنها، فالمطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقاً لهذه المرجعيات. وأكد أن «يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوي هذه الصفحة المحزنة من تاريخها».
ودعا السيسي إلى معالجة أوجه «القصور الكبير» في تعامل المجتمع الدولي مع قضايا حقوق الإنسان، موضحاً أن حماية حقوق الإنسان لن تتحقق بالتشهير الإعلامي وتسييس آليات حقوق الإنسان، وتجاهل التعامل المنصف مع كل مجالات حقوق الإنسان بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. | |
|