التاريخ: أيلول ٢٧, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
انتخابات برلمان كردستان العراق تنطلق غداً
أربيل – باسم فرنسيس
تُختتم الحملة الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان العراق منتصف ليل اليوم، لتنطلق في تمام الساعة الثامنة من صباح يوم غد الجمعة عملية التصويت في الاقتراع الخاص الذي يشارك فيه منتسبو الأجهزة الأمنية وقوات البيشمركة ونزلاء السجون والمرضى، الذين يتجاوز عددهم 174 ألف ناخب، من مجموع نحو ثلاثة ملايين يحق لهم التصويت في الإقليم البالغ عدد سكانه قرابة خمسة ملايين ونصف المليون نسمة، لاختيار 111 نائباً في البرلمان، من بين 773 مرشحاً.

واحتلّ التصعيد الخطابي حيزاً واسعاً من الحملة، ليطغى على البرامج الانتخابية، في ظل انقسام يعانيه «البيت الكردي» منذ أربع سنوات ولا يزال، نتيجة تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعمقت عقب خوض الأكراد الاستفتاء على الانفصال في أيلول (سبتمبر) 2017.

وأفرد الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، حيزاً من حملته للترويج للاستفتاء كمكسب صبّ في مصلحة القضية الكردية، مذكراً بـ»الخيانة التي ارتكبها بعض القادة في حزب الاتحاد الوطني» الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، والذي حمّل وبعض قوى المعارضة بارزاني مسؤولية تبعات الخطوة، واتهموه بتنظيم الاستفتاء «من دون تأمين ضوء أخضر دولي»، ما أدى إلى فقدان الإقليم مكتسباته، ومنها سيطرة بغداد على المناطق المتنازع عليها، وتعميق الأزمة الاقتصادية نتيجة العقوبات التي فرضتها الحكومة الاتحادية بالتعاون مع تركيا وإيران.

وتزامنت الحملة الدعائية مع تفاقم الخلاف بين الحزبين على تقاسم المناصب في الحكومة الاتحادية، لا سيما منصب رئيس الجمهورية، ليطرح كل منهما مرشحه، ما أدى إلى انفراط وفدهما المشترك إلى مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، ليخوضا مشاورات «أحادية» في بغداد بهدف استمالة دعم القوى العراقية، ما عرضهما لانتقادات حادة من المعارضة.

وخاطب رئيس لائحة «الاتحاد» قباد طالباني، الذي كرس دعايته لإطلاق وعود بـ»تحسين الاقتصاد الخدمات وفرص العمل»، الناخبين بالقول: «سنعمر كردستان، ومن خلال أصواتكم سنتمكن من استعادة توازن القوى»، في إشارة إلى التنافس مع حزب بارزاني، الذي اختتم نائبه، رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني، الأيام الأخيرة من حملته، بافتتاح مشاريع خدمية. وقال خلال مراسم تشييد مشروع طريق رئيس حول أربيل أمس، إنه «بعد خمس سنوات من مقارعة الإرهاب والضغوط الاقتصادية والسياسية، أصبحنا على مشارف تجاوز الأيام الصعبة والعودة إلى مسارنا الحقيقي».

ويسود قلق في أوساط المعارضة نابع من شكوك تحوم حول «قاعدة بيانات الناخبين» نتيجة عدم محو آلاف من الوفيات والأسماء المكررة، فضلاً عن الخشية من إشراك لاجئين إيرانيين وسوريين وأتراك في التصويت، في ظل ادعاءات بامتلاكهم أوراقاً ثبوتية عراقية.