التاريخ: أيلول ٢٧, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دعوات دوليّة إلى حلّ سياسي للأزمة الليبية وسلامة يؤكد استخدام مرتزقة
طرابلس - أ ف ب، وكالة واس
عاد الهدوء إلى الضاحية الجنوبية لطرابلس بعد شهر من المعارك الدموية، اثر إعلان حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يعترف بها المجتمع الدولي، اتفاقاً جديداً لوقف النار أمس. تزامن ذلك مع تأكيد المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة أن مجموعات مسلحة مؤيدة لحكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي تقوم بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني ويتم استخدام المرتزقة الأجانب، خصوصاً في جنوب البلاد، داعياً إلى فرض عقوبات على منتهكي وقف النار.

وأوضح سلامة في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس، أن أحداث العنف التي شهدتها الضـــواحي الجــنوبيــة للعاصمة طرابلس أوقعت 120 قتيلاً و400 جريح و5000 نازح وعمليات خطف ونهب، مشيراً إلى أن البعثة دفعت باتجاه خطوات ملموسة ومتوازنة لبناء المؤسسات الأمنية الوطنية. وحض السلطات الليبية على مراجعة الترتيبات الأمنية في طرابلس لتغيير الوضع الراهن غير المحتمل وغير القابل للاستمرار، مؤكداً أن الأمن لا يمكن أن يظل في قبضة المجموعات المسلحة.

وشدد على ضرورة التصدي لمسألة إفلات المجموعات المسلحة من العقاب، ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة وفرض العقوبات وتقديم الجناة إلى المحاكم الوطنية أو المحكمة الجنائية الدولية، معتبراً أن فرض عقوبات على 6 من المتاجرين بالبشر يمثل باكورة الخطوات المستحسنة لضعضعة ثقة مرتكبي الجرائم على ما تقترفه أيديهم.

في غضون ذلك، أعربت حكومة الوفاق في بيان عن رضاها بعد «عودة الهدوء» الى المناطق التي شملتها المعارك. وأفادت وزارة الداخلية في بيان بأن هذا الاتفاق الذي سبقه وقف المعارك الثلثاء، وُقع بين ممثلي مدينتي طرابلس وترهونة (غرب) اللتين تتحدر منهما المجموعات المسلحة الرئيسة المتناحرة.

وأتاح توقف المعارك أمس إعادة فتح المطار الوحيد العامل في طرابلس بعد إغلاقه مراراً بسبب المواجهات.

وتمكنت عائلات عدة هربت من المعارك، من العودة إلى منازلها الثلثاء وصباح أمس. لكن عائلات أخرى اضطرت إلى إرجاء عودتها بسبب أمطار غزيرة هطلت بعد ظهر أمس على طرابلس ومحيطها، وتسببت بارتفاع منسوب المياه وإغلاق طرق عدة.

دعوات دوليّة إلى حلّ سياسي للأزمة الليبية

طرابلس، أ ف ب، رويترز - «الحياة»
احتلّت الأزمة الليبية حيّزاً مهما في خطابات العديد من زعماء العالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي شددت على ضرورة الالتزام بوقف النار وعلى أن لا حلّ إلا عبر السياسة، إذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المجتمع الدولي إلى إنهاء انقساماته حول ليبيا إذا ما أراد إخراج هذا البلد من أزمته، في رسالة موجّهة في شكل خاص إلى إيطاليا، فيما جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تأكيده أن حل الأزمة في ليبيا سياسي.

وشهدت طرابلس هدوءاً حذراً أمس، تزامن مع إعلان حكومة الوفاق الوطني توقيع اتفاق جديد لوقف النار بين الفصائل المتقاتلة. وأفادت وزارة داخلية حكومة الوفاق في بيان بأن هذا الاتفاق الذي سبقه وقف المعارك الثلثاء، وُقّع بين ممثلين عن مدينتي طرابلس وترهونة (غرب) اللتين تتحدر منهما المجموعات المسلحة الرئيسة.

وقام وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق عبدالسلام عاشور أمس، بالتصديق على الاتفاق. وشدد على أن الحاضرين أكدوا «ضرورة الالتزام بعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة والتزام التهدئة، على أن يتم تشكيل قوة مشتركة تتولى تأمين جنوب طرابلس».

وسيّرت قوة حماية العاصمة دوريات مشتركة مع الإدارة العامة للأمن المركزي، ونظّمت جولة تفقدية «بهدف بث الطمأنينة في نفوس المواطنين»، وفقاً لما أفاد المكتب الإعلاني لداخلية الوفاق.

وأعلن رئيس وحدة الإشراف والمتابعة في مطار معيتيقة، خالد أبو غريس، إعادة فتح المطار أمس، لافتاً إلى أن اليوم الخميس سيكون موعداً لعودة الرحلات في شكل رسمي، بعدما أدت الاشتباكات إلى إغلاقه قبل أسبوعين وتحويل رحلات الطيران إلى مطار مصراتة على بعد نحو 190 كيلومتراً (شرق).

وكشفت إدارة شؤون الجرحى التابعة لوزارة الصحة في حكومة الوفاق عن سقوط 117 قتيلاً و581 جريحاً منذ بداية الاشتباكات التي اندلعت بين 26 (آب) أغسطس وحتى 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، وفق ما أفاد مدير مكتبها الإعلامي مالك مرسيط، في تصريح إلى موقع «بوابة أفريقيا الإخبارية»، الذي أشار إلى إغاثة 264 عائلة، فيما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن القتال المتجدد بين الفصائل المتناحرة أسفر عن نزوح 1700 عائلة خلال اليومين الماضيين.

وقال ماكرون في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «لن نمنح الليبيين سبل الخروج من الأزمة إذا ما استمرينا في انقسامنا، إذا ما أصبحت ليبيا، كما هي في كثير من الأحيان، ميداناً تتواجه فيه التأثيرات الأجنبية». وجدّد تأكيده «ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا» بموجب الاتفاق الذي أبرمه أطراف النزاع في باريس.

وزاد الرئيس الفرنسي أنّه «في باريس، تعهّد الليبيون أن ينظّموا سريعاً انتخابات تعيد توحيد مؤسسات الدولة»، من دون أن يذكر تاريخ 10 كانون الأول (ديسمبر) الذي تريده فرنسا موعداً لإجراء هذه الانتخابات.

وأضاف: «يجب أن تتمّ هذه الالتزامات تحت رعاية الأمم المتحدة وبتعاون وثيق مع الاتحاد الأفريقي». وحذّر من أن «الوضع الراهن يسمح للميليشيات وللمهرّبين بتعزيز أوضاعهم وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها».

وكانت فرنسا دعت الاثنين، المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى ما يمكن من ضغوط، مع فرض عقوبات، ضد أولئك الذين يمارسون العنف في ليبيا.

وأكد السيسي في كلمته في نيويورك «موقف مصر الثابت والداعم للجهود الأممية لحل الصراع في ليبيا وسوريا واليمن»، مطالباً بـ «توحيد المؤسسة العسكرية الليبية لمواجهة مخاطر الإرهاب». ورفض «استغلال دول إقليمية لأزمات الدول العربية».