|
|
التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٨ |
المصدر: جريدة النهار اللبنانية |
|
لبنان: التشريع "يغصُّ" بالأدوية والمفقودين ! |
جنبلاط: عندما أقول العهد فاشل لا أقصد عون فقط |
مع ان الجلسة التشريعية لمجلس النواب ملأت نسبياً يومين فراغ المشهد السياسي الداخلي الذي افتقد أخيراً الحركة مع انقطاع قنوات المشاورات واللقاءات المتعلقة بأزمة تأليف الحكومة، فإن هذه "الوصفة" العابرة والموقتة لم تترك مفاعيلها على مجريات الأزمة الحكومية التي تبدو محكومة بموجات التكهنات والاماني الكلامية أكثر منها بأي معطيات جدية. ولم تكن المواقف والتطورات المتصلة بالواقع الاقتصادي والمالي وما يثار حولهما من مخاوف جدية وواقعية أو من موجات تضخيم وتخويف سوى الانعكاس المباشر لتنامي مناخ الشكوك والقلق الذي يجتاح البلاد في ظل انعدام أفق الحل المتاح للخروج من المأزق الحكومي.
وفي حين سترتسم هذه الأزمة بطبيعة الحال اليوم في خلفية كلمة لبنان التي سيلقيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك برزت في بيروت أمس ملامح الصرخة الكبيرة الموحدة لقوى الانتاج بشقيها الاقتصادي والعمالي كأنها انذار أخير للقوى السياسية من اجل المسارعة الى تحصين البلاد ومنع انزلاقها الى الأسوأ وتدارك تحركات احتجاجية واسعة يجري تداول طبيعتها وتوقيتها في حال استمرار التمادي في الاختناق السياسي. كما ان الكلام الذي أدلى به الرئيس المكلف سعد الحريري في اليوم الثاني من الجلسة التشريعية اكتسب دلالات بارزة لجهة ردوده على موجات الشائعات والمواقف المعادية للاتجاهات التي تعتمد في مواجهة الازمة السياسية والتعقيدات الاقتصادية.
وقد أقرت الهيئة العامة لمجلس النواب في يومها الثاني، سلسلة مشاريع قروض من أجل مؤتمر "سيدر"، علماً ان انتهاء الجلسة مساء بفعل فقدان النصاب اثبت ان ثمة سيناريو جرى التوافق عليه يتناول تمرير مشاريع "سيدر" أساساً لاتاحة الفرصة أمام انعقاد الجلسة التشريعية. وقدّرت كلفة المشاريع التي أقرت بنصف مليار دولار، كما مرر مساء قبل فقدان النصاب مشروع ضمان الفوائد المصرفية للقروض الاسكانية. وفي الأساس كان الرئيس الحريري رد على المتحفظين عن اقرار مشاريع قروض بقوله: "أنا وافقت على الجلسة العامة من أجل "سيدر"، فاذا كنا لن نصادق هذه المشاريع فلن أبقى في الجلسة". وفيما تطرق عدد من النواب الى اشكالية النازحين السوريين في لبنان، وما اذا كنا تحت ضغط هؤلاء سنستدين مزيداً من الأموال، رد الحريري بنبرة عالية: "فلنوقف كل مشروع يعطينا كهرباء ومياهاً لانه يستفيد منه السوري! أيعقل هذا المنطق... لا تجوز هذه الأجواء. نحن وافقنا على الجلسة من أجل "سيدر" ومن أجل المصلحة الوطنية، واذا كنا لا نريد تلك المشاريع، فلن أبقى في القاعة. تارة تتحدّثون عن تهديد الليرة، وطوراً عن صحة حاكم مصرف لبنان. ماذا تريدون؟".
وقد ساند الرئيس بري الحريري في موقفه، كما استرعى الانتباه "الدعم" الذي لاقاه من نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، وتحديداً من رئيس الكتلة النائب محمد رعد حين قال: "نحن هنا من أجل هذه القروض، والا فلنذهب".
وحرص الحريري أيضاً على التحدث عن الوضع المالي، فقال: "البلد غير مفلس. اللهم ان نتوقف عن جلد أنفسنا. هناك حملة على الليرة والاقتصاد لاحباط اللبنانيين. لا أحد يزايد علينا في شأن اللاجئين السوريين. كلنا مع المبادرة الروسية ونريد انجاحها، وما يبقي اللاجئين على أرضنا هو الخلاف الداخلي. نحن وصلنا الى سياسة موحدة في هذا المجال. هذا الموضوع غير سياسي متى أردنا ان نطوّر بلدنا وخدماتنا الصحية".
أما الجانب السلبي الذي سجل مع اطاحة نصاب الجلسة، فطاول مشروع تخصيص النفقات الملحة لادوية السرطان الذي طرحه نواب "القوات اللبنانية" ولم يدرج في جدول الأعمال الامر الذي دفع هؤلاء النواب الى الانسحاب احتجاجا. كما لم يطرح مشروع القانون المتعلق بملف المخطوفين والمفقودين.
وعلى صعيد التحرك الاقتصادي وتحت عنوان "معاً لانقاذ الوطن"، أطلقت قوى الإنتاج، المتمثلة بالهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة ونقابات قطاع التعليم والادارة العامة، وثيقتها الاقتصادية في لقاء جامع في مقرّ الاتحاد العمالي، "رفضاً للتأخير في تشكيل الحكومة، وحفاظاً على مقدراتنا وحمايةً لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية وصوناً لبلدنا ومستقبل أجيالنا". وطالبت هذه القوى الأفرقاء السياسيين بـ"الذهاب فوراً إلى تشكيل حكومة جامعة ونوعية وذات صدقية، والبدء بالإصلاحات المالية والادارية والقطاعية، والشروع في مكافحة واستئصال الفساد واعتباره أولوية وقضية وطنية، اتخاذ قرار حازم بوقف الهدر وشدّ أحزمة مختلف مؤسسات الدولة، والعمل على عودة سريعة وكريمة للنازحين السوريين".
كلمة عون
واليوم يلقي الرئيس عون كلمته أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة، علماً انه تغيب للسنة الثانية عن حفل الاستقبال التقليدي الذي اقامه الرئيس الاميركي دونالد ترامب لرؤساء الدول والوفود المشاركين في افتتاح الدورة العادية للمنظمة الدولية. ووصفت الأوساط القريبة من عون كلمته بانها ستكون عالية السقف لجهة ردها الضمني على تجاهل الرئيس الاميركي أمس في خطابه أمام الأمم المتحدة لبنان في عداد الدول التي تستضيف نازحين سوريين.
جنبلاط والتسوية
وعلى الصعيد السياسي الداخلي، أوضح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس انه "لم تعرض علينا بعد تسوية (في الملف الحكومي) وما زلنا نصر على تمثيلنا في الحكومة بثلاثة وزراء وعندما نصل الى الأمور جدياً نناقشها". وقال: "ما نريده هو الحصول على وزارة وازنة زائد ثانية ثانوية وأخرى وزارة دولة. نتكلم مع حالنا. لم يعرض علينا شيء بعد. وما زلنا في دائرة الغموض، ويقوم وائل ابو فاعور بالاتصالات المطلوبة". وأضاف: "كل حياتي من دعاة التسوية والحوار. عندما استخدمت كلمة تحجيم ذاتي قامت القيامة عليّ من جماعتي. وطلبت أن تمثل القوات اللبنانية وأعطيت ملاحظاتي. وربما مطلبها في بعض الوزارات لن يلبّى واذا رضيت بنيابة رئاسة الحكومة المنصب الوهمي لا مانع لدي".
ولم يؤيد جنبلاط كلام الوزير جبران باسيل عن ان جهات خارجية تعرقل التأليف و"كلامه غير مظبوط وليسمح لنا السعودية لها تاريخ في لبنان وهي موجودة ونستشيرها ضمن الممكن لنصل الى حكومة يتوفر فيها الحد الأدنى من التوازن. ولا أعرف اذا كانت هناك قطبة مخفية". ولفت الى ان المشكلة عنده ان "أرقام الدين ترتفع والاقتصاد مهدد. وقانون الفساد وحده لا ينفع". وسئل ما هو السبيل الافضل؟، فأجاب: "لا أعرف" محذراً من "وصول حالة الهريان هذه الى قطاع النفط والغاز واستخراجهما وعندها ترتكب جريمة في حق الاجيال المقبلة".
تجارة الأسلحة أخرجت عمّار وأحرجت "الوطني الحر" أهالي المفقودين ظُلِموا مجدّداً واعتماد إضافي للإسكان
منال شعيا
لم ينصف النواب اهالي المفقودين. لم يتوقفوا عند معاناة هؤلاء المستمرة منذ عقود وعقود. تلك المعاناة التي لا تزال مستمرة ومستدامة ومميتة. رفعت الجلسة قبل الوصول الى اقتراح قانون المفقودين قسراً. دمعت عينا رئيسة "لجنة اهالي المفقودين" وداد حلواني. ربما الدموع جفّت. غضب الناشط اسعد الشفتري. هما حضرا الجلسة العامة. راقبا اداء النواب، ولامسا كيف بقي الاقتراح حبراً على أوراق جدول الاعمال.
كأن الاتفاق كان مرسوماً مسبقاً: نشّرع المشاريع والاقتراحات المطلوبة من مؤتمر "سيدر" ونتوقف عند بند الاسكان. هذا هو تشريع الضرورة. نطيّر الجلسة العامة. بلا مشاكل وحساسيات. كان هذا الاداء مرسوماً. "اعطيك التشريع ولا تأخذ مني كل الجدول". وهذا ما صار. اقرت الهيئة العامة في يومها الثاني، سلسلة مشاريع قروض من اجل مؤتمر "سيدر"، وسط تحفظ نواب الكتائب والنائب جميل السيد عن القروض، وقدّرت كلفة التشريع بنصف مليار دولار ، في وقت كان لا بد فيه من خفض الانفاق، لا زيادته.
في الاساس، قالها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري: "انا وافقت على الجلسة العامة من اجل "سيدر"، فاذا كنا لن نصدّق هذه المشاريع فلن أبقى في الجلسة".
حسمها الحريري، في وقت اعتبر السيّد ان "هذا المنطق هو ابتزاز". كان التوتر قد تسلّل الى القاعة العامة، على خلفية مشروع قرض لتطوير النظام الصحي. اذ سجلت مداخلات معارضة للمشروع، وتطرق عدد منهم الى اشكالية اللاجئين السوريين في لبنان، وما اذا كان تحت ضغط هؤلاء سنستدين مزيدا من المبالغ. هنا، وبنبرة عالية حسمها الحريري: "فلنوقف كل مشروع يعطينا كهرباء ومياه لانه يستفيد منه السوري. أيعقل هذا المنطق". قاطعه السيّد: "هذا ابتزاز". أجابه الحريري بنبرة عالية: "لا. هذا هو الواقع. "من اول الطريق، نازل فينا تلطيش". لا تجوز هذه الاجواء. نحن وافقنا على الجلسة من اجل "سيدر" ومن اجل المصلحة الوطنية، واذا كنا لا نريد تلك المشاريع، فلن ابقى في تلك القاعة. تارة تتحدّثون عن تهديد الليرة، وطوراً عن صحة حاكم مصرف لبنان. ماذا تريدون؟".
توترت الاجواء. علت النبرة. هدوء الحريري في اليوم الاول تفجرّ في يومه الثاني، حماوة واصرارا. سانده في ذلك، الرئيس نبيه بري. انما ما كان لافتا، "الدعم" الذي لاقاه من نواب كتلة "الوفاء للمقاومة"، وتحديداً من رئيس الكتلة النائب محمد رعد حين قال: "نحن هنا من اجل هذه القروض، والا فلنذهب".
كان هذا "التواطؤ" بين الحريري و"حزب الله" تقابله حدّة بين الحريري والسيّد. وكأن الانقسام قد تظهر اكثر وضوحا.
واذا كان الحريري اراد تصويب الامور، فانه حرص ايضا على التحدث عن الوضع المالي، قائلا: "البلد غير مفلس. اللهم ان نتوقف عن جلد انفسنا. هناك حملة على الليرة والاقتصاد لاحباط اللبنانيين. لا احد يزايد علينا في شأن اللاجئين السوريين. كلنا مع المبادرة الروسية ونريد انجاحها، وما يبقي اللاجئين على ارضنا هو الخلاف الداخلي. نحن وصلنا الى سياسة موحدة في هذا المجال. هذا الموضوع غير سياسي متى اردنا ان نطوّر بلدنا وخدماتنا الصحية".
كل هذا الجدل كان حول قرض بقيمة 120 مليون دولار لتطوير النظام الصحي، وبعد نقاشات واسعة، اقرّ القرض تحت مطرقة بري، وسجل النائب ابرهيم كنعان في محضر الجلسة "الموافقة استثنائياً على ادراج بنود ملحّة من دون مرورها في لجنة المال والموازنة على ألا يشكّل ذلك قاعدة لاحقاً".
"معاهدة مشؤومة"
المعاهدة "النجم" التي سخنّت الجلسة اكثر كانت "معاهدة تجارة الاسلحة". هنا، فرز مجلس النواب. كأن المسألة باتت بين فئتين: من مع سلاح "حزب الله" ومن ضده، على الرغم من ان موضوعه ليس في هذا الاتجاه، الا ان الاصطفاف واقرار المعاهدة دفعا بالنائب علي عمار الى الانسحاب من الجلسة، قائلاً: "انتصاراً لدم الشهداء، اعلن انسحابي من الجلسة تعليقا على اقرار هذه المعاهدة المشؤومة".
كالعادة، ادّت كتلة "التنمية والتحرير" دور الوسط، كأنها امسكت العصا من نصفها، ممتنعة، لا ضد ولا مع، وجاء التصويت على المعاهدة كالاتي:
كتلة" التنمية والتحرير": ممتنعة. كتلة "الوفاء للمقاومة": ضد المعاهدة. كتلة "القوات اللبنانية": مع. كتل"نواب المستقبل" والكتائب والحزب الاشتراكي وبولا يعقوبيان: مع. النائب اسامة سعد ونواب "المردة" والقومي: ضد، فيما غالبية نواب "التيار الوطني الحر" صوّتت مع المعاهدة، وامتنع النائبان حكمت ديب وجورج عطاالله. كأن احراجاً ما اصابها!
هذا التصويت كانت سبقته مداخلات عكست تفاوت الاضداد. يعقوبيان كشفت ان " 32 شخصاً على مئة يملكون سلاحاً خفيفاً او متوسطاً. ان الانضمام الى هذه المعاهدة يحد من الاستخدام العشوائي للسلاح، ولا علاقة له بمحاربة اسرائيل".
سريعا، جاء الرد من رعد: "ان هذه المعاهدة تدخل في منظومة القانون الدولي، والعدو يعتبر ان هذه المعاهدة هي اهم انجازاته، ومن ضمن مكافحة الارهاب. الا اننا نفصل بين الارهاب والمقاومة ونريد ان ننبّه الحكومة الى ضرورة ان تتابع هذه المسألة، لئلا تمسك اسرائيل لاحقاً بهذه العصا الدولية".
واذ فنّد السيّد ملاحظاته على المعاهدة، رافضاً اياها، طالب ديب بردها الى اللجان المشتركة لمزيد من الدرس.
كلام الحريري جاء قاطعا: "ان هذه المعاهدة لا تؤثر على لبنان كمقاومة، لاننا نؤدي الدور كدولة تدخل ضمن هذه المعاهدة، ونعرف في الوقت نفسه كيف نسوّي خلافاتنا حفاظاً على المصلحة الكبرى".
في النهاية، اقرت المعاهدة واقر ايضاً تعديل انشاء المجلس الدستوري لسد بعض الشغور فيه، ونجح مجلس النواب في تقطيع ازمة الاسكان التي وصفها بري "بالجريمة الاجتماعية"، فكان ان اقر فتح اعتماد اضافي للاسكان في موازنة الـ2018 بمبلغ 100 مليار ليرة على سنة واحدة، لتمويل الفائدة للمشاريع الجديدة الممولة من مصرف لبنان والمؤسسة العامة للاسكان.
وطالب كنعان الحكومة بأن تضع سياسة اسكانية لاحقة.
ومساء لم يحضر الحريري الجلسة. وبعد اقرار بند الاسكان، طالب نواب من "المستقبل" بري باقرار بعض البنود من خارج جدول الاعمال، فأصر رئيس المجلس على التزام الجدول. عندها اقترح النائب زياد الحواط درس بند متعلق بأدوية السرطان، فكان رد بري مجدداً بالتزام الجدول. فعلق بعض من نواب المستقبل "نحنا مش رح نكفي". فانسحبوا ومعهم نواب "القوات اللبنانية". وهكذا طارت الجلسة، ومعها سلة من البنود.
اعتصامات في رياض الصلح على وقْع ساحة النجمة
واكبت التحركات والاعتصامات التي شهدتها ساحة رياض الصلح لليوم الثاني، الجلسة التشريعية في ساحة النجمة، وتوافدت اليها أمهات المخطوفين بدعوة من "لجنة اهالي المخطوفين والمفقودين"، للمطالبة بإقرار اقتراح قانون المفقودين والمخفيين قسراً، فيما حضرت رئيسة اللجنة وداد حلواني والسيد بول اشقر الجلسة.
واكدت حلواني "أن الحل العادل الأدنى لقضية المفقودين، هو بجمع العينات البيولوجية من الاهالي وحفظها، وإنشاء هيئة وطنية مستقلة مهمتها الكشف عن مصير المفقودين". كذلك اعتصم عدد من الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية، مطالبين بإقرار مشروع قانون تعديل احتساب المعاش التقاعدي للأساتذة، واقتراح القانون المعجل المكرر الموقع من عدد من الكتل النيابية والقاضي بإعطاء أساتذة الجامعة ثلاث درجات استثنائية.
وألقى رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين محمد صميلي كلمة.
واعتصمت "اللجنة المركزية لمتابعة شؤون فائض الاساتذة الناجحين في التعليم الثانوي" لإقرار قانون الفائض 2016/2000. وتلا عضو اللجنة جهاد اسماعيل رسالة الى رئيس المجلس نبيه بري والنواب ناشدهم فيها "مناقشة القانون المدرج في جدول الاعمال والتصويت عليه، من دون أن يطاوله أي نوع من التأجيل والعرقلة، لأنه بات يشكل قضية وطنية محقة، وحاجة ضرورية وملحة للقطاع التربوي".
ماذا سجّل كنعان في محضر الجلسة؟
سجّل أمين سرّ تكتّل لبنان القوي النائب ابرهيم كنعان في محضر الجلسة التشريعيّة الموافقة استثنائياً على ادراج بنود ملحّة من دون مرورها بلجنة المال على ألا يشكّل ذلك قاعدة لاحقاً. وأخذ المجلس النيابي بإقتراح كنعان تعديل قانون مشروع الطرق ليشترط تحديد مجلس الوزراء لائحة توزيع قيمة القروض على اقسام الطرق المعنيّة على ان يشمل مختلف المناطق اللبنانيّة.
وأعلن كنعان أنّ "هناك اعفاءات وضرائب ورسوماً في تعديل قانون التجارة البرية وهو لم يمر وفق الاصول في لجنة المال ويجب ان يدرس ويناقش بغض النظر عن عمر القانون".
عندما أقول العهد فاشل لا أقصد عون فقط
رضوان عقيل
يبدو ان التعب لا يفارق شخصية وليد جنبلاط انه كالقدر. هو متشائم اقتصاديا ويخاف على ما تبقى من مؤسسات. لم يقفل الابواب حيال مطلبه في تأليف الحكومة. وعند ساعة الجد والعرض الحقيقي يقول كلمته ويحسمها. يبدى ارتياحه لسياسة نجله تيمور ومقاربته للملفات التي يشرف عليها. "ماشي الحال وارتحت نسبيا". ازاء الملفات الكبرى في البلد يقول: "اشارك بالمسؤولية بقدر حجمي في القرار". ولا ينسى الا ويتذكر صديقه "ياريت في اثنين مثل نبيه بري". وفي حال عرضت عليه التسوية سيناقشها، "لم تعرض علينا بعد وما زلنا نصر على تمثيلنا في الحكومة بثلاثة وزراء وعندما نصل الى الامور جديا نناقشها. ما نريده هو الحصول على وزارة وازنة زائد ثانية ثانوية واخرى وزارة دولة. نتكلم مع حالنا. لم يعرض علينا شيء بعد. وما زلنا في دائرة الغموض، ويقوم وائل ابو فاعور بالاتصالات المطلوبة". ويضيف: "كل حياتي من دعاة التسوية والحوار. عندما استخدمت كلمة تحجيم ذاتي قامت القيامة عليّ من جماعتي. وطلبت بأن تمثل القوات اللبنانية واعطيت ملاحظاتي. وربما مطلبها في بعض الوزارات لن يلبّى واذا رضت بنيابة رئاسة الحكومة المنصب الوهمي لا مانع لدي".
لا يؤيد جنبلاط كلام الوزير جبران باسيل ان جهات خارجية تعرقل التأليف و"كلامه غير مظبوط وليسمح لنا السعودية لها تاريخ في لبنان وهي موجودة ونستشيرها ضمن الممكن لنصل الى حكومة يتوافر فيها الحد الادنى من التوازن. ولا اعرف اذا كانت هناك قطبة مخفية. علينا ان نأخذ في الاعتبار الظروف الاقليمية. وتبقى المشكلة عنده ان "ارقام الدين ترتفع والاقتصاد مهدد. وقانون الفساد وحده لا ينفع. وما هو السبيل الافضل؟ يرد: "لا أعرف" . ويحذر من حالة الهريان هذه ان تصل الى قطاع النفط والغاز واستخراجهما وعندها ترتكب جريمة في حق الاجيال المقبلة". في جعبته جملة من الملاحظات على مؤتمر "سيدر" وهو كناية عن قروض تم نفخها ووصلنا الى افق مسدود. وبنتيجة الاستهتار بالمؤسسات في التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية، نحن ما زلنا نعيش على ما تبقى من مؤسسات التي انشأها رجل كبير اسمه فؤاد شهاب.
وعن رئيس الجمهورية يقول: "انا انتخبته ولست ضده ولا يوجد شيء في الشخصي ضده، بل وصفت الحالة. هو اول من نادى بالاصلاح. وعندما اقول ان العهد فاشل لا اقصد عون وحده. عندنا عقدة، وحكينا مرات ان الاصلاح يبدأ بالكهرباء".
ويرد ضاحكاً: "ما فعله الوزير رفيقي مروان حماده والشيخ سعد فوتنا بالزجاج. وهناك نوعان من الزجاج". ألفنا لجنة مع العونيين واوصى بها اللواء عباس ابرهيم. ستبقى مهمتي مع الجميع تثبيت المصالحة وترسيخها". ويرى ان "ثمة استهتارا كاملا الى جانب الانهيار الذي يلحق بمؤسسات اخرى ولا اريد ان أسمّي. يبقى مجلس النواب انه ما زال موجوداً ويجب ان يكون التشريع يوازي الطموح. التأخير في تشكيل الحكومة يسبب مضاعفات اقتصادية ونقدية خلافا لما يقوله العماد ميشال عون او الشيخ سعد الحريري حول موضوع الاستقرار والليرة. انا اخالفهما وقد اكون مخطئاً. لنأخذ مثلاً ما حصل في الارجنتين وتركيا".
في المقابل يعوّل على "الحكومة شرط وجود محاربة جدية للفساد واحترام المؤسسات والخلاف السياسي بين الاطراف كان دائما موجوداً ومن ايام الوجود السوري او الوصاية ولن نختلف على التسمية، وانذاك كانت توجد خلافات وتشكل الحكومات بوجود هذه القوى في الحكومات باستتثناء طرفين القوات اللبنانية والتيار العوني. صدرت نظرية انذاك عن وجود معارضة وموالاة داخل الحكومة وما زلنا فيها. كان هناك السوري واليوم لم يعد موجوداً". هل اصبحت العقدة هي في التطبيع مع سوريا؟ يجيب: "لا أعرف اولا يجب ان نوضح معه حق الشيخ سعد اذا طلب من وزرائه ان يذهبوا الى سوريا، معه كل الحرية ان يرفض. ويجب ان نستخدم كلمة تطبيع وهي كبيرة ولنستبدلها بتنسيق. وعندما خضنا معارك في عرسال وقبلها وطرابلس وصيدا ونحارب الارهاب ننسّق مع سوريا، وفي اماكن معينة لا مهرب من التنسيق معها. والامور الثانية نرى والشيخ سعد انه اذا كان هناك بند معيّن فلننسّق، واذا وجد بند آخر لا يحتاج الى التنسيق لن ننسق". ورداً على سؤال قال: "نضيّع الوقت اذا قلنا ان معركة رئاسة الجمهورية بدأت من اليوم، ونكون هنا نهرب من محاربة الفساد واصلاح الادارة".
وعن علاقته بالرئيس بشار الاسد قال انها "محسومة بالرفض طالما ان عرقا ينبض في جسمي. ونتيجة التدخل الايراني ثم الروسي، الاسد والنظام باقيان وحتى تسوية ادلب، الدول التي حضنت المعارضة السورية الوطنية والشخصيات العلمانية التي وعدت بمؤتمرات، خذلت بالمساعدات. وسلّحت اميركا قسماً من المعارضة التي لم يكن واجب تسليحها وذهبت المعارضة واستغل النظام هذا الامر. علينا ان نعرف كيف انشئت داعش الذي احتلت ثلثي سوريا والعراق. نسي الغرب او تناسى الشعب السوري وركز على داعش. ثمة مطالب محقة للشعب السوري للعيش بحرية وكرامة تم نسيانها".
ختاماً، لا يريد البيك الدخول في سياسات الدول الكبرى مستندا الى المثل الشعبي: "عند اختلاف الامم احفظ رأسك". |
|