التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٨
المصدر: جريدة النهار اللبنانية
روسيا تعتبر "إس - 300" عامل استقرار وإسرائيل ستواصل غاراتها على سوريا
أكدت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن حجج الذين طلبوا سابقاً عدم تزويد سوريا أنظمة "إس - 300" لم تعد مقنعة، مشيرة الى أن من حق أي دولة تقديم دعم عسكري تقني لشركائها.

وأوضح مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في الوزارة فلاديمير يرماكوف، أن تزويد دمشق نظام "إس - 300" لن يؤدي إلى التصعيد في سوريا، بل إلى الاستقرار، مشدداً على أن هذا النظام دفاعي، وأن الولايات المتحدة "تكذب عمداً" عندما تقول إن تصدير روسيا إيّاه يهدد أمنها.

وأضاف أن أنظمة "إس - 300"، التي ستتسلمها سوريا، ستتمكن من تغطية الأجواء السورية، وهو ما يقتضيه الوضع.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون حذر الاثنين من تداعيات قرار موسكو إمداد دمشق بأنظمة "إس - 300" للدفاع الجوي، واصفاً هذه الخطوة بأنها "خطأ فادح" وأنها تهدد بـ"تصعيد خطير" في المنطقة.

وكان وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو كشف الاثنين، أن موسكو ستسلم انظمة "إس-300" للدفاع الجوي إلى سوريا في غضون أسبوعين، على خلفية إسقاط طائرة استطلاع روسية من طراز "إيل-20" الأسبوع الماضي.

وقالت موسكو إن البطاريات السورية المضادة للطائرات أسقطت طائرة الاستطلاع من طريق الخطأ بعيد إغارة طائرات إسرائيلية على هدف قريب. واتهمت موسكو إسرائيل بالتسبب بوضع خطير أسفر عن الحادث.

نتنياهو

ورداً على القرار الروسي، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا.

وقال قبل أن يركب طائرته إلى نيويورك حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة: "سنواصل العمل على منع ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا وسنواصل التنسيق العسكري بين جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي".

وأضاف: "طوال السنوات الثلاث الأخيرة حققت إسرائيل نجاحاً كبيراً في منع ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا والمحاولات الإيرانية لنقل أسلحة قتالية إلى حزب الله في لبنان". لكنه لاحظ أن ثمّة أوقاتاً لا تسير فيها الأمور بسلاسة، واصفاً إسقاط سوريا الطائرة الروسية بأنه "مؤسف".

تعزيزات تركية إلى إدلب

من جهة أخرى، دخل رتل عسكري تركي ليل الاثنين - الثلثاء محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد أسبوع من اعلان موسكو وأنقرة التوصل الى اتفاق على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" فيها، الأمر الذي أبعد هجوماً عسكرياً لوحت به دمشق.

وشاهد مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" 35 آلية وناقلة جند على الأقل قرب مدينة سراقب شرق حلب، قال إنها سلكت أوتوستراد دمشق - حلب الدولي الى جنوب محافظة ادلب، آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية. وسار الرتل بمواكبة من مقاتلي "الجبهة الوطنية للتحرير" المؤلفة من فصائل عدة قريبة من أنقرة، بينها حركة "أحرار الشام" الاسلامية.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن الرتل توزع على نقاط عدة تابعة لتركيا التي تنشر قواتها في 12 نقطة مراقبة في إدلب، لضمان التزام باتفاق خفض التصعيد الناجم عن محادثات أستانا برعاية موسكو وطهران حليفتي دمشق وأنقرة الداعمة للفصائل.