| | التاريخ: أيلول ٢٦, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تعزيزات تركية إلى إدلب ودمشق تتعهد إستعادتها | بيروت، سراقب (سورية) - رويترز، أ ف ب
تُعزز تركيا مواقعها العسكرية في محافظة إدلب (شمال غربي) مع بدء العد العكسي لتطبيق مضمون الاتفاق التركي- الروسي لإنشاء منطقة عازلة، في وقت تعهد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بأن تستعيد دمشق إدلب «حرباً أو سلماً».
ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من النظام عن المقداد قوله إن «الحكومة عازمة على هزيمة المعارضين هناك على الرغم من اتفاق روسي- تركي أوقف هجوماً للجيش كان متوقعاً». ووصف المقداد اتفاق إدلب بأنه في إطار مسار ديبلوماسي أشمل أوجد مناطق «خفض التصعيد» في مناطق عدة، قال إنها عادت بعد ذلك لسيطرة الدولة. وأضاف المقداد: «كما انتصرنا في كل بقعة من بقاع سورية سننتصر في إدلب، والرسالة واضحة جداً لكل من يعنيه الأمر: نحن قادمون إلى إدلب حرباً أو سلماً».
إلى ذلك، وفي إجراء غير متوقع ولم تعرف كل ظروفه بعد، عمدت قوات النظام السوري الإثنين إلى نقل 400 عنصر من تنظيم «داعش» من شرق البلاد إلى محافظة إدلب، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ونقل «المرصد» عن مصادر متقاطعة أن اتفاقاً شهده غرب نهر الفرات، في ريف دير الزور الشرقي، أحد طرفاه قوات النظام والقوات الإيرانية، فيما الطرف الثاني «داعش»، مشيراً إلى أن الطرف الأول عمد إلى نقل أكثر من 400 من عناصر «داعش» مساء الأحد من منطقة البوكمال، إلى الريف الشرقي لإدلب، حيث نقلوا إلى مناطق قريبة من سيطرة فصائل «أصولية» عاملة في إدلب.
وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن: «بعد مفاوضات استمرت أياما عدة وأمام تهديد من الإيرانيين وقوات النظام بشن هجوم ضدهم، جرى التوصل إلى اتفاق مع مقاتلي التنظيم في جنوب البوكمال».
وأضاف «كل ما كان يريده الإيرانيون التخلص من التنظيم وتخفيف الضغط عنهم وعن قوات النظام شرق سورية».
وطلب التنظيم الإرهابي، وفق عبدالرحمن، نقل مسلحيه إلى إدلب خصوصاً أن بينهم عناصر سوريين يتحدرون من تلك المحافظة، فضلاً عن أجانب لم يتمكن «المرصد السوري» من تحديد جنسياتهم.
وينشط «داعش» في إدلب على شكل خلايا نائمة. وتبنى خلال الأشهر الماضية عمليات اغتيال عدة طاولت مسلحين وقياديين في الفصائل و «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
ومن شأن ارتفاع عدد مسلحي التنظيم في إدلب أن يساهم «في تعقيد المشهد فيها، إن عبر تعزيز الفوضى الأمنية أو ربما عبر دعم التنظيمات الأصولية الرافضة للاتفاق الروسي- التركي»، وفق عبدالرحمن.
ورأى الخبير في شؤون الأصوليين في معهد الجامعة الأوروبية تور هامينغ، أن النظام السوري قد يكون يسعى إلى تجميع معارضيه في منطقة واحدة أو لـ «إشعال الاقتتال الداخلي» في إدلب.
وقال لوكالة «فرانس برس»: «من الأسهل على النظام أن يقنع اللاعبين الدوليين بهجوم على إدلب في حجة أنه يوجد فيها عدد مهم من مسلحي داعش».
في غضون ذلك، أفادت «فرانس برس» بأن رتلاً عسكرياً تركياً مؤلفاً من 35 آلية وناقلة جند على الأقل شوهد ليل الإثنين- الثلثاء قرب مدينة سراقب شرق حلب، قالت إنها سلكت أوتستراد دمشق حلب الدولي إلى جنوب محافظة إدلب.
وسار الرتل بمواكبة من مقاتلي «الجبهة الوطنية للتحرير» المؤلفة من فصائل عدة مدعومة من أنقرة، بينها حركة أحرار الشام. وتوزع الرتل، وفق «المرصد السوري»، على نقاط عدة تابعة لتركيا التي تنشر قواتها في 12 نقطة مراقبة في إدلب، لضمان الالتزام باتفاق خفض التصعيد الناجم عن محادثات آستانة برعاية موسكو وطهران، حليفتي دمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل.
وتحدث محللون عن «مهمة صعبة» أمام تركيا لفرض الاتفاق على التنظيمات الأصولية. وقال الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش: «لا أرى كيف ستتمكن تركيا من فرض إرادتها على الأصوليين»، مرجحاً أن ينتهي الأمر بـ «بهجوم للجيش السوري خلال الأشهر المقبلة».
موسكو: سلاح كيماوي يُنقل من أوروبا إلى إدلب
تمسكت موسكو أمس برواية وجود سلاح كيماوي بحوزة الفصائل السورية المسلحة في محافظة إدلب (شمال غربي سورية) بعد نحو أسبوع من الإعلان عن الاتفاق الروسي- التركي في شان التعاطي مع ملف المحافظة التي تمثل آخر معاقل المعارضة في البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن لدى موسكو معلومات حول نقل مكونات للسلاح الكيماوي إلى إدلب من دول أوروبية. وأشار مدير قسم حظر انتشار الأسلحة والسيطرة عليها في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف، إلى أن «عملية تحرير إدلب من شأنها أن تكشف عن أشياء كثيرة، خصوصاً وأنه تم نقل مكونات للأسلحة الكيماوية، بما في ذلك من دول أوروبية». ويضمن الاتفاق الروسي- التركي الذي أعلن في سوتشي، إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 25 كيلومترًا، وسحب السلاح الثقيل من الفصائل، في مقابل تعهد روسي بمنع أي هجمات من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها.
وليست المرة الأولى التي تروج فيها روسيا لوجود أسلحة كيماوية في إدلب، وأكدت «الدفاع» الروسية في وقت سابق أنه يتم التحضير لاستفزاز من خلال استخدام أسلحة كيماوية في إدلب، بهدف إيجاد ذريعة لتدخل عسكري ضد دمشق. | |
|