التاريخ: أيلول ٢٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
عون: بعض الرأي العام الأجنبي مصّمم على جعل «حزب الله» عدواً
أكد عون في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أنه وضع في أولى أولوياته، منذ انتخابه رئيساً استعادة هيبة الدولة»، مذكراً بأنه عمل على إعادة تنظيم الجيش.
ورداً على سؤال عن امتلاك «حزب الله» «حق الفيتو على كل القرارات الإستراتيجية»، قال عون: «لا. ففي لبنان النظام توافقي، وإبداء الرأي لا يعني استخدام حق فيتو»، لافتاً إلى أن «الحكومة الموجودة حالياً تقوم بتصريف الأعمال».

وعما إذا كان «لبنان هو رهينة حزب الله»، أجاب: «الضغوط الدولية ضد حزب الله ليست جديدة، وهي ترتفع. وبعض الأطراف يفتش عن تصفية حساباته السياسية معه بعدما فشل في تصفية حساباته العسكرية مع الحزب، لأنه هزم إسرائيل عام 1993، ومن ثم عام 1996، وبصورة خاصة عام 2006». وأكد أن «القاعدة الشعبية لحزب الله تشكّل أكثر من ثلث الشعب اللبناني، وللأسف فإن بعض الرأي العام الأجنبي مصّمم على جعله عدواً».

وسئل «عما إذا كان الجنوب يمكن أن يُستخدَم في المواجهة بين إيران وإسرائيل»، فقال: «لا». وسئل: «هل أنتم متأكدون من أن حزب الله سيوافقكم هذا الرأي ويسير فيه كونكم القائد الأعلى للقوى المسلحة؟»، فرد بالقول: «بالطبع. إذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء إسرائيلي، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الأراضي اللبنانية. ولكن إذا ما حصل أي اعتداء ضد لبنان، فله الحق في الدفاع عن النفس».

وعن «إمكان دمج مقاتلي «حزب الله» بالجيش اللبناني»، ردّ قائلاً: «قد يشكّل الأمر مخرجاً، لكن في الوقت الراهن فإن البعض يدين تدخله في الحرب ضد داعش والنصرة في سورية. غير إن الوقائع هنا هي أن الإرهابيين كانوا يهاجمون أراضينا، وحزب الله كان يدافع عنها. والحزب لا يلعب أي دور عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع إسرائيل. وبات وضعه مرتبطاً بمسألة الشرق الأوسط وبحلّ النزاع في سورية».

وعن «طبيعة العلاقات بين لبنان وسورية حالياً»، لفت إلى أن «لبنان يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، ونحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات التي تهز المنطقة وتحديداً النزاع في سورية. وسفارتنا في سورية كما السفارة السورية في لبنان لا تزالان مفتوحتين». وعمّا «إذا كان الرئيس السوري سيستعيد إدلب»، أشار عون إلى أن «إدلب هي جزء من سورية».

مسيحيّو لبنان

و «عمن يدعم مسيحيي لبنان»، أجاب عون: «وحدها مصلحة لبنان تحدد عملي. وأعارض أي انحياز يتناقض وهذا التوجه. المسيحيون في لبنان يدعمون أنفسهم بأنفسهم. تغلبنا على انقساماتنا. وبعض الاختلافات باقية حول سورية وبعض الملفات السياسية لكنها لم تؤدِ إلى أي انزلاقات. أنا مستقل تماماً ومتمسك باستقلال لبنان». وأضاف: «في الوقت الراهن إسرائيل هي التي تهددنا وتنتهك سيادتنا وتواصل القضاء على حقوق الفلسطينيين، وفي هذا الوقت قرر الرئيس الأميركي وقف تمويل أونروا». وقال: «نتخوف من أن يؤدي ذلك إلى التوطين النهائي للفلسطينيين في لبنان. واليوم واحد من أصل ثلاثة من المقيمين في لبنان هو إمّا نازح وإمّا لاجىء، ومن شأن توطينهم أن يبدّل طبيعتنا الديموغرافية في شكل لا رجوع عنه».

واعتبر أن «إسرائيل تسعى في الشرق الأوسط إلى تفتيت المنطقة إلى أجزاء طائفية ومذهبية ترتدي طابع شبه الدولة، لتجمع «بازل» طائفي». وأوضح «أنه ينتظر من أوروبا وفرنسا دعم لبنان في العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم، ومضاعفة مساهمتهم في موازنة أونروا، والمساهمة في مشاريع الاستثمار المقدمة في مؤتمر سيدر».

وكان عون وصل إلى نيويورك فجر أمس لتمثيل لبنان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

باسيل من بوسطن: نحن شهداء العرقلة

اعتبر وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أن «البعض ينقلنا من كذبة إلى كذبة بدل أن ننقل لبنان من حقيقة إلى حقيقة وكأن الكهرباء إذا قطعت مثلاً تنقطع عن فريق معين». وقال: «وضعنا الاقتصادي ليس مرتبطاً فقط بتشكيل الحكومة وهم يركبون إشاعات عن الليرة وغيرها ليأتوا بحكومة كما يريدون، أما نحن فنعتبر تشكيل الحكومة ضرورة لكن الأمر ليس كافياً لينهض الاقتصاد بل يجب تأليف حكومة تعمل فنحن جرحى وشهداء العرقلة».

والتقى باسيل أمس الجالية اللبنانية في بوسطن عشية مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وأشار إلى أن «بوسطن هي المدينة الأميركية التي شهدت أعلى نسبة تصويت لبنانية في الانتخابات السابقة،‏ وكلما شاركتم أكثر صارت صحة لبنان أفضل، وعلينا أن نختار كلبنانيين بين مسؤولين يريدون أن يعملوا أو مسؤولين يريدون ان يكذبوا لنعيش بسباق بين من يكذب وبين من ينفي الكذبة».

واعتبر أن «صراعنا في لبنان هو بين ماض علينا أن نختار منه الجميل وإسقاط السيئ وبين لبنان المستقبل»، مشدداً على «أننا نعرف مشاكل لبنان كلها لكن لا نقبل بها ونصارعها ويجب أن نكون موحدين لكن كل بلد فيه صراع بين توجهات، وكل يوم يخترعون قصة ليبقى الناس في الخوف واليأس». وقال: «كلما سمعتم بالكذب تأكدوا أن هناك من يواجههم وستتحقق أمور كثيرة كنتم تشكون بها تماما كما حصل في السابق والعهد الذي لا يريدون له أن ينجح نجح وسينجح». واضاف: ‏»يشبهوننا بأنفسهم لكننا لسنا كذلك ولبنان يعيش بالإشاعات للأسف وهذا ما يحبط الناس».

وتابع: «كل همهم أن يفشل العهد وكأن فشل العهد ليس فشلاً للبنان». وتوجه إلى «من يعمل لتفشيل العهد بالقول إن ما تم إنجازه في السنتين السابقتين كاف ليعتبر العهد ناجحاً مثل تحرير لبنان من الإرهاب وقانون الانتخابات، لكن الضروري الذي تحقق هو غير كاف». وتوجه إلى أبناء الجالية بالقول: «‏ساعدوا لبنان عبر استعادة الجنسية ولا توفروا وسيلة لذلك وساعدوه بأن تستهلكوا كل شيء لبناني».