التاريخ: أيلول ٢٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
مسعود بارزاني: وحدة الصف الكردي تتطلب رغبة متبادلة
أربيل – باسم فرنسيس
أكد زعيم الحزب «الديموقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني «استحالة القبول» بأي اعتداءات جديدة قد تتعرض لها مقار الحزب في نطاق نفوذ منافسه «الاتحاد الوطني»، مؤكداً أن «وحدة الصف الكردي تتطلب رغبة متبادلة بين الجميع».
وسط اشتداد الحملات الدعائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة نهاية الشهر الجاري.

واتسعت الخلافات بين حزب بارزاني ونظيره «الاتحاد الوطني» الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني على تقاسم المناصب في الحكومة الاتحادية المقبلة، وأهمها منصب رئيس الجمهورية، في حين طغت على حملتيهما الدعائية اتهامات متبادلة حول «احتكار السلطة» في مناطق نفوذ كل طرف.

واعتبر بارزاني في خطاب أمام أنصار حزبه في مدينة السليمانية، والتي تعرف بـ «النطاق الأخضر» الخاضع لنفوذ حزب طالباني، بـأنها «مصيرية لحزبنا»، وتعهد بــ «تغييرات جذرية، وإصلاحات واسعة في حال تفوقنا بالغالبية النيابية»، لافتاً إلى أن هذه الانتخابات «ستشكّل فرصة لتحسين العلاقة مع الحكومة الاتحادية، وليكون لنا حضور قوي في بغداد، لكن من دون أن نتخلى عن أهداف قضية شعبنا العادلة (في إشارة إلى مطالبته بالاستقلال)». وزاد: «إننا نعلم بمعاناة شعب السليمانية، وأطمئنكم إلى إنهاء معاناتكم بعد الانتخابات، ونؤكد أهمية إنهاء احتكار السلطة في كل المناطق». وقال: «انتم تعلمون أين يجري هذا الاحتكار».

وأكد بارزاني أن «وحدة الصف الكردي تتطلب رغبة متبادلة بين الجميع». وأضاف: «لدينا استراتيجيا خاصة، وسنتفق ونتضامن مع من يبادلنا الرؤى، لكن لا يمكننا التقارب مع طرف يحارب نهجنا». وأشار إلى أنه «منذ انقلاب حزب البعث على الحكم في العراق (1963) فإن الترهيب والمضايقات كانت من نصيب مناصري حزبنا في السليمانية، لذا يتوجب اليوم أن ينتهي هذا الظلم، لأن كردستان هي ملك لجميع مواطني الإقليم». وحذّر «من أي اعتداءات جديدة قد تطاول مكاتب الأحزاب خصوصاً مقار حزبنا في المستقبل، لأننا لن نسكت على ذلك مرة أخرى». ودعا مراقبي الحزب إلى «اليقظة من أي محاولة لسرقة أصواته»، مؤكداً أننا «سنضرب اليد التي ستحاول مضايقتكم».

جاء ذلك في وقت حذّر مرشحون في عدد من اللوائح الانتخابية من «تراجع الاستقرار الأمني في السليمانية»، لافتين إلى أنه «يتجه نحو الأسوأ»، ويأتي ذلك تزامناً مع قيام مجهولين باقتحام مقر حركة «الحرية» المقربة من حزب «العمال الكردستاني» في المحافظة.

وفي ما يتعلق بأزمة التنافس على منصب رئاسة الجمهورية، أعلن بارزاني في بيان أمس «دعمه الكامل لمرشحه للمنصب فؤاد حسين»، معرباً عن أسفه لـ «عدم حصول إجماع على مرشح واحد بين القوى الكردستانية».

ويأتي موقف بارزاني إثر فشل توصله إلى اتفاق مع حزب طالباني حول المنصب، ما دفعه إلى إرسال وفد من طرف واحد إلى بغداد لاستمالة مواقف القوى العراقية.

على صعيد آخر، أعلنت مفوضية الانتخابات في الإقليم أن «نسبة الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات تتجاوز 3 ملايين شخص، ويتنافس فيها 773 مرشحاً على 111 مقعداً نيابياً، 30 في المئة منها مخصصة للنساء بموجب نظام الكوتا»، مشيرة إلى أن «الإقليم، وفقاً للنظام الانتخابي، يعتبر دائرة انتخابية واحدة». وأشارت إلى أن «عملية الاقتراع الخاص ستنطلق يوم الجمعة المقبل، وتبدأ من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية السادسة مساء».

وقال محافظ السليمانية هفال أبو بكر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدير مكتب مفوضية الانتخابات في المحافظة ريبين أبو بكر إن «الطرق بين محافظات الإقليم والمحافظات العراقية ستقطع بدءاً من منتصف ليلة 29 أيلول (سبتمبر) الجاري ولغاية منتصف ليلة الثلاثين منه».