| | التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | غرفة المحكمة استمعت إلى مرافعتَي الدفاع عن مرعي تشكيك في تغيب الحسن وتهكم على الامتحانات اللبنانية | كلوديت سركيس
في اليوم الثاني من مرافعات الدفاع امام غرفة الدرجة الاولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي دايفد راي، قدم محاميا الدفاع عن المتهم حسن مرعي ملاحظاتهما.
واستهل راي مرحبا بالمتضررين الموجودين في القاعة. وخص السيدة فاطمة ابرهيم، وتوجه اليها: "ان وجودك سيساعدك في تخطي هذه المأساة".
في المستهل عاد راي الى مرافعة المحامي شاد مير عن المتهم سليم عياش، وسأله عن "سبب عدم استطاعة غرفة المحكمة التوصل الى استناجات بناء على الادلة، إن كنا مقتنعين بالفعل بأن الشبكات الهاتفية الملونة كانت متورطة في الاغتيال، فما الاستنتاجات التي نستطيع التوصل اليها وتبرئة المتهمين؟"
استمهل مير للاجابة لاحقا. ثم رافع المحامي محمد عويني عن المتهم حسن مرعي، فاعتبر ان وجوده امام الغرفة مرافعا هو "لننشد العدالة. ونحن على يقين ان عدالتكم ارقى واسمى من اي شيء آخر"، مشيرا الى "عدم وجود تواصل مع المتهمين الذين يحاكمون غيابيا". وقال: "نؤكد للضحايا اننا لا نشكك في معاناتهم"، متوجها الى القضاة: "ان هذه المحكمة جيء بها لضمان العدالة والاستقلال، ولن تستجيب الا لنداء الحق والعدل والضمير. نثق بأنكم ستطبقون القانون، وبما هو مقبول لقرينة البراءة والبناء على أدلة الملف فحسب".
وأعطى الكلام لزميله في فريق الدفاع عن مرعي المحامي جاد خليل الذي تناول تغيب وسام الحسن عن موكب الرئيس الحريري. وهو كان ذكر في بيان انه كان يقدم امتحانا يومذاك. واعتبر الدفاع ان غيابه "مدعاة ريبة"، مشيرا الى انه يستشف من بينة سرية ان الحسن كان على علم بالوضعية في وقت الانفجار. وتدخل راي موضحا ان البينة التي ذكرها الدفاع علنية وغير سرية، وتابعة للجنة التحقيق الدولية، وكان الدفاع تسلم نسخة منها وهي منشورة، ليسأله المستشار في الغرفة القاضي وليد عاكوم عن قصده بقوله ان الحسن كان على علم بالوضعية، فأجابه: "كان من المفروض ان يكون موجودا، وهو مسؤول عن جهاز امن الرئيس الحريري. وحتى الناس تساءلوا عن تغيبه. وكان هناك شكوك في غيابه. هذا ما اردنا قوله".
وسأله راي عما ورد في مذكرته الختامية الخطية، وقال: "أثار اهتمامي انه من الامور الشائعة في لبنان ألا يقدم المسؤولون الكبار الامتحانات، وان الحسن لم يتمكن من متابعة هذه الصفوف. ومن الغريب ان يقدم الامتحان، مع أنه قادر على النجاح". فأجابه المحامي خليل: "كان الحسن في قمة السلطة الامنية اذا صح التعبير، في جميع تحركاته، وقد كان مع مرافقين أو أشخاص آخرين يوم الاغتيال"، متحدثا عن "عدم وجود دليل قدمه المدعي العام. وانا شخصيا لا أعرف ما نوع هذا الامتحان". ورد راي: "السبب الذي يقدمه مسؤول لجنة التحقيق التابع للامم المتحدة أن الحسن ليس في حاجة الى حضور الامتحان، وخصوصا انه سينجح فيه. المسؤولون الكبار ليسوا في حاجة الى تقديم امتحان، وبمجرد تقديمه الامتحان هناك شبهات. هل يمكنك القاء الضوء على هذه المسألة؟". فأجابه الدفاع: "ربما كان عالما او يأخذ حذره".
عاكوم: "هل من العادة ان ينجحوا بشهادات رسمية من دون الذهاب الى امتحان؟" اجابه: "ممكن، ما دام الفساد منذ عام 1975 موجودا في الادارات". وعقّب راي على كلامه: "كنت آمل ان تدافع عن شرف المسؤولين اللبنانيين وان تقول ان الامور تغيرت".
ثم تحدث المحامي خليل مناقضا ما خلص اليه الادعاء لجهة ان انتحاريا مجهولا فجر الشاحنة بموكب الحريري. واعتبر ان "احمد ابو عدس الانتحاري والمتطرفين السنّة هم المسؤولون. ولا نستبعد ان ابو عدس كان موجودا في مسرح الجريمة حيث سادت فوضى". واستطرد ان "الادلة منتفية بحق مرعي وغير كافية". وقال: "فشل الادعاء في الاثبات ان ابو عدس غير متورط في الانفجار. هناك احتمال معقول انه كان موجودا في مسرح الجريمة في غياب الدليل البيولوجي الذي دمّر أو أتلف أو اختفى مع الوقت بسبب الفوضى في موقع الحادث"، معتبرا أن "أدلة الادعاء ناقصة لجهة دور هذا المتهم في المؤامرة والاعلان عن المسؤولية زورا بعد التنسيق لخطف ابو عدس والتواصل على الشبكة الهاتفية الخضراء تضليلا للتحقيق".
وتدخل الممثل القانوني للمتضررين بيتر هاينز على تقليل الدفاع استنتاجات الادعاء عن الشبكة الخضراء، مركزا على اهمية هذه الشبكة وارتباطها بالقضايا المتلازمة. وطالب الغرفة "بتقليص وقت الاجراءات من خلال الاستناد الى الوقائع وبالتالي نحن نعتبر انه يمكن للغرفة استخدام الاستنتاجات الواقعية ويجب ان تقوموا بذلك من اجل الابرياء".وتطرق الى فوضى سادت مسرح الجريمة بالاستناد الى تقرير للوزير السابق للعدل أشرف ريفي بصفته ضابط ارتباط بين الدولة واللجنة الدولية التي حققت في موقع الجريمة عام 2005.
وتحدث المحامي عويني فاشار الى ان "الهاتف الاخضر المسند اليه لم يتمكن الادعاء من لحظه في اي مكان للجريمة او في اي مكان مهم ومعتبر. ولا علاقة له بشراء الشاحنة المفخخة او بعملية مراقبة موكب الحريري". وقال: "ان اول اتصال له على الهاتف الاخضر كان في تشرين الاول ليقفله 40 يوما فيعود الى استعماله قبل 7 ايام من الجريمة. ولم يجر الا 18 اتصالا عبره، ولا علاقة له بالشبكات الهاتفية الملونة الاخرى". وطلب اعلان براءة مرعي من جميع التهم الموجهة اليه. ليتابع المحامي خليل الكلام ويخلص الى ان "النظرية غير مكيفة مع الواقع في ما خص تحليل المواقع الخليوية". ورفعت الجلسة الى اليوم لمتابعة مرافعات الدفاع. | |
|