| | التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | «القوات»: ليحرّر عون عهده من سطوة صهره ... «لبنان القوي»: للرئيس أسلحة دستورية قد يشهرها | «حزب الله» يسمي شارعاً باسم بدر الدين والحريري يعتبر الأمر «فتنة» | الملف الحكومي الذي يعيش حالاً من المراوحة، في ظل تعثر عملية تأليف الحكومة، بات يتأرجح بين إرجاء وآخر، ودخل مرة جديدة في دائرة التأزيم، خصوصاً مع ما نقل عن رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، لناحية قوله إن «من يراقب سلوك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يلاحظ أنّه يدعم العهد في الظاهر ويحاربه في الواقع»، ما دفع إلى رد غير مباشر عبر تغريدة من عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط قال فيها: «نحن حرّاس الهيكل... نحن صنّاع الجمهورية القويّة بأسسها القويّة، جمهورية الناس الأوادم، جمهورية الدولة العادلة، جمهورية حصريّة السلاح، جمهورية حكم العدل والقانون، جمهورية الغد المشرق وكرامة الإنسان، جمهورية الشباب اللبناني في لبنان. نحن صنّاع الجمهورية القوية بناسها وشعبها». كما غرد عضو التكتل ذاته النائب شوقي الدكاش بقوله: «خيراً تفعل شراً تلقى ومع ذلك سنظل نفعل الخير».
واعتبر عضو التكتل نفسه النائب وهبة قاطيشا أن «هناك فريقا يريد أن يهيمن ويتسلّط ويستأثر بكل شيء لذلك يسعى إلى تعقيد تشكيل الحكومة، على رغم كل التسهيلات التي قدمها الأفرقاء ومنهم تيار المستقبل بشخص الرئيس المكلف سعد الحريري والقوات اللبنانية التي تراجعت من نائب رئيس الحكومة ومن وزارة سيادية إلى وزارة خدماتية، وعلى رغم ذلك لا يزال الفريق الآخر يصرّ على إلغائنا سياسياً نحن وكل المكونات السيادية في لبنان ويتحكم بمسارها السياسي ومصيرها وهذا مستحيل في لبنان الذي لا يقوم إلا على التوازن لذلك من المؤسف القول إن العقد لا تزال على حالها».
ورأى ان «الوزير جبران باسيل يريد أن يكون العهد قوياَ ويتحدث شيئا ويفعل آخر»، متسائلا: «كيف سيصبح قوياَ بالسرقة والنهب؟»ودعا إلى «وضع حد لتحكمه بتشكيل الحكومة»، مضيفا: «كلما واجه رئيس الجمهورية ميشال عون مشكلة يتم تحويلها إلى باسيل، وهذا أمر غير مجد وغير فعال»، وقال: «كنا نعتبر دائماً الرئيس عون صمام الأمان، خصوصاً إذا كان متحرراً من الهيمنة السورية ومن هيمنة المحور الآخر»، داعياً عون إلى «تحرير عهده من سطوة صهره عليه».
أما عضو «تكتل لبنان القوي» النائب إدكار طرابلسي فأشار الى «أن رئيس الجمهورية الحريص على نجاح العهد المستهدف من البعض، في جعبته العديد من الاسلحة الدستورية التي قد يشهرها في أي وقت، لتسير الأمور الى الأمام». ونبه إلى أن «أن الضغط السياسي يؤثر على الاقتصاد، ويعرقل كل المشاريع الاقتصادية»، داعيا «الأفرقاء السياسيين الى وقف العرقلة والتنازل لحلحلة الأوضاع».
وقال مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» لـ «الحياة»: «إنه لا يرى في الأفق أي تقدم في تشكيل الحكومة»، ورأى ان «أي خرق في جدار الـتأليف يحتاج الى عجيبة». وأوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية «ان بعض ما ورد نقلا عن زوار رئيس الجمهورية، لم يكن دقيقا».
حرب: التعطيل سيدمر البلد
وغرد النائب السابق بطرس حرب بالقول: «شو عم بيصير بالبلد؟ حكومة ما عم تتشكل والأحزاب عم تتقاتل عالحقائب والأزمة الاقتصادية والاجتماعية عم بتزيد، وما حدا سئلان عن الدولة والناس... وعيشوا يا لبنانيي بحلم دولة الحق والقانون والازدهار. بس انتبهوا التعطيل رح يدمر لبنان وما رح يبقى لكم بالنتيجة شي تتقاتلوا عليه».
دريان: لتعاون الجميع مع الحريري
دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، «جميع الأفرقاء الى أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف سعد الحريري لإنجاز التشكيلة الحكومية»، وقال: «المطلوب من الجميع أمام الواقع المقلق في لبنان، أن يبادروا الى التواضع والتنازل، لأن من يتنازل لمصلحة الوطن يكون رابحاً في النهاية».
وأضاف دريان بعد زيارته الرئيس سليم الحص: «إنه يمثل ضمير اللبنانيين، وضمير الوطن. وهو قيمة وطنية كبرى، علينا أن نستفيد من الخبرة والتجربة التي أداها أثناء توليه سدة رئاسة مجلس الوزراء».
«حزب الله» يسمي شارعاً باسم بدر الدين والحريري يعتبر الأمر «فتنة»
رد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري على التحدي الذي رفعه «حزب الله» في وجهه وفي وجه جمهور واسع من اللبنانيين بتسمية بلدية الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية شارعاً باسم المتهم من القضاء الدولي بالتورط باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مصطفى بدر الدين، فقال: «هناك أشخاص يريدون أخذ البلد إلى مكان آخر وعليهم ان يتحملوا مسؤولية ذلك. هناك من يتصرف بعقلانية وهناك من يتصرف في شكل فتنوي. نحن نتحدث عن إطفاء الفتنة أما هذا الأمر فهو الفتنة بحد ذاتها». لكنه استبعد أن يؤدي ذلك إلى فتنة» لأن هناك عقلاء كالرئيس نبيه بري. ونحن سياستنا واضحة، ويجب لجم هؤلاء الناس من جانب الأفرقاء المعنيين».
وأسف الحريري لقرار بلدية الغبيري التي يسيطر عليها «حزب الله» وضع لافتة على شارع مقابل «مستشفى رفيق الحريري الحكومي» في تحدٍ لفريق واسع من اللبنانيين ينتظر حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي أنهى الادعاء فيها مرافعاته الأسبوع الماضي، متهماً بدر الدين بالإشراف على التحضير لاغتيال الحريري الأب في 14 شباط (فبراير) 2005 وعلى تنفيذ العملية مع 4 متهمين آخرين من «حزب الله»، على أن يصدر الحكم في القضية عام 2019. وقتل بدر الدين عام 2016 في سورية، فيما صدر قرار الاتهام في حقه عام 2011.
وتفاعلت القضية في اليومين الماضيين بعد كشفها، ورفض وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي يوكل إليه القانون الموافقة أو الرفض لقرار المجلس البلدي الذي اتخذ عام 2017، فيما اعتبرت البلدية أن عدم توقيع الوزير القرار هو بمثابة موافقة لكن المشنوق نفى ذلك مؤكداً رفضه القرار «خصوصاً حين يتعلق الأمر بخلاف سياسي يتداخل فيه الطابع المذهبي بالأمني، وينشأ بموجبه خطر على النظام العام». لكن البلدية ردت معتبرة القرار شرعياً وقانونياً، فأرسل المشنوق إليها كتاباً بعدم موافقة الوزارة على هذه التسمية. ودان نواب وسياسيون خطوة البلدية.
وكان الحريري قال كلاماً هادئاً من لاهاي بعد استماعه إلى بداية مرافعة الادعاء، فاعتبر أن من ارتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري سينال عقابه. لكنه أوضح رداً على سؤال عما إذا كان سيمد اليد الى»حزب الله» أنه «عندما يكون الإنسان في موقع المسؤولية يجب أن يضع مشاعره جانبا».
وتحدث الحريري أمس قبيل ترؤسه اجتماعا لكتلة «المستقبل» النيابية عن عراقيل تأليف الحكومة، مؤكداً أن «لا جديد حكومياً وأكبر خطأ للبلد والعهد هو تأخير تشكيل الحكومة». أضاف: «كي ينجح العهد، يجب أن تتحقق إنجازات والأمر ليس متعلقاً بوزير بالناقص أو آخر بالزائد».
وتعليقاً على دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، إلى حكومة حيادية، قال: «أنا ورئيس الجمهورية نتفق على تشكيل الحكومة وفق الدستور».
ودعا إلى «أن تتواضع كل جهة قليلاً لتتشكل الحكومة، وإذا أراد كل فريق أن يُلغي الآخر فهي لن تتشكل». وكشف أن «المشكلة ليست فقط عند حزب «القوات اللبنانية» و «الحزب التقدمي الاشتراكي» بل أيضاً عند تيار «المردة»، والحل سهل إذا كنا نريده».
وعن إمكان عقد جلسة تشريعية أوضح أنه سيتواصل مع رئيس البرلمان نبيه بري، مشيراً إلى أن معظم البنود يتعلق بتطبيق قرارات مؤتمر «سيدر». | |
|