| | التاريخ: أيلول ١٢, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | بولتون يهدّد بـ"رد أقوى بكثير" في إدلب ولودريان يعتبر أن الهجوم على ادلب قد يهدد أمن اوروبا | حذر مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون أمس، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية مجدداً سيؤدي إلى "رد أقوى بكثير" من الغارات الجوية السابقة.
وقال رداً على أسئلة عقب خطاب ألقاه: "سعينا الى ايصال الرسالة في الأيام الاخيرة بأنه إذا استخدمت الأسلحة الكيميائية للمرة الثالثة، فسيكون الرد أشد بكثير".
وأضاف: "يمكنني القول إننا أجرينا مشاورات مع البريطانيين والفرنسيين، الذين انضموا إلينا في الضربة الثانية، واتفقوا معنا أيضاً على أن استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى سيؤدي إلى رد أقوى بكثير".
وفي وقت سابق، قالت الحكومة الألمانية إنها تجري محادثات مع حلفائها في شأن إمكان نشر قوات عسكرية في سوريا، الامر الذي أثار انتقاداً حاداً من الحزب الديموقراطي الاشتراكي وفجر صراعا جديدا داخل الحكومة الائتلافية للمستشارة أنغيلا ميركل.
ولا يزال القيام بأي عمل عسكري في الخارج مسألة حساسة لا تحظى بشعبية في ألمانيا بسبب الماضي النازي للبلاد. ومن شأن المشاركة في أي ضربات عسكرية في سوريا أن تضع ألمانيا أيضا في مسار تصادمي مباشر مع روسيا، الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الاسد، للمرة الأولى.
وصرح الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت بأن ألمانيا تبحث مع الحلفاء الأميركيين والأوروبيين في مشاركتها العسكرية المحتملة إذا استخدمت قوات الحكومة السورية أسلحة كيميائية في إدلب، المعقل الرئيسي الأخير للمعارضة والتي تتعرض حاليا لقصف سوري وروسي مكثف. وقال: "لم يطرأ موقف يستلزم اتخاذ قرار"، مذكراً بأن البرلمان يجب أن يصادق أولا على أي قرار.
ونشرت صحيفة "بيلد" الالمانية أن وزارة الدفاع الألمانية التي يقودها المحافظون تدرس خيارات محتملة للانضمام إلى القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية في أي عمل عسكري في سوريا مستقبلاً إذا استخدمت دمشق الأسلحة الكيميائية مجدداً. وقالت "البوندستاغ" سيحاط علماً بالمشاركة في أي عمل عسكري بعد القيام به فعلاً إذا اقتضى الأمر اتخاذ إجراء سريع.
واستبعدت زعيمة الحزب الديموقراطي الاشتراكي أندريا ناليس، وهو شريك صغير في ائتلاف ميركل، دعم أي تدخل ألماني. وقالت في بيان: "الحزب الديموقراطي الاشتراكي لن يوافق، لا في البرلمان ولا في الحكومة، على مشاركة ألمانيا في الحرب في سوريا". وأشارت الى أن الحزب يدعم المساعي الديبلوماسية لتفادي أزمة إنسانية.
ولفت مفوض البرلمان لشؤون الجيش هانس بيتر بارتلز، الى أن المشاركة في ضربات عسكرية قد ينتهك الدستور ما لم يصدر تفويض من حلف شمال الأطلسي أو الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو على الأقل قرار لمجلس الأمن.
وأكدت مصادر مطلعة على الأمر ما أوردته الصحيفة، وقالت إن مسؤولين ألمانا وأميركيين بحثوا الشهر الماضي في إمكان تقديم مقاتلات ألمانية المساعدة في تقويم الأضرار الناجمة عن المعركة أو إسقاط قنابل للمرة الاولى منذ الحرب في يوغوسلافيا السابقة في التسعينات.
وتقدم القوات الجوية الألمانية فعلاً دعماً بإعادة تزويد الطائرات الوقود وتنفذ مهمات استطلاعية مستخدمة أربع مقاتلات من طراز "تورنيدو" انطلاقا من قاعدة في الأردن في إطار الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسوريا.
انقرة
وجددت انقرة الدعوة إلى وقف أعمال القصف التي تنفذها روسيا والقوات السورية في محافظة إدلب، مطالبة بوقف النار في المحافظة المحاذية لها.
وصرح وزير الدفاع خلوصي أكار :"أولويتنا هي وضع حد في أقرب الآجال لكل الهجمات التي تجري من الجو أو البر وضمان وقف النار والاستقرار" في إدلب، التي تتعرض منذ أيام لقصف مدفعي سوري وغارات جوية روسية.
وحذرت الأمم المتحدة من "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحادي والعشرين في حال شن هجوم واسع على إدلب من حيث نزح نحو 30 ألف شخص جراء القصف خلال أيام.
وتخشى تركيا تدفقاً كثيفاً للاجئين في حال شن مثل هذا الهجوم على المعقل الأخير للجهاديين والمعارضة في سوريا التي تشهد حرباً منذ 2011.
وفشل رؤساء روسيا وايران وتركيا الجمعة خلال قمة انعقدت في طهران في تجاوز خلافاتهم على إدلب، مع تمسكهم بمواقفهم. إلا أنهم اتفقوا على مواصلة "التعاون" للتوصل الى حل لتفادي وقوع خسائر في الأرواح.
وطلبت روسيا عقد جلسة لمجلس الأمن لاطلاعه على ما توصلت إليه القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا الجمعة في طهران للبحث في مصير محافظة إدلب، كما أعلن ديبلوماسيون الاثنين.
ومن المتوقع ان يلتئم مجلس الأمن اليوم للاستماع الى الإحاطة الروسية عما توصلت إليه القمة الثلاثية.
لودريان يعتبر أن الهجوم على ادلب قد يهدد أمن اوروبا
المصدر: "ا ف ب"
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الثلثاء، أن هجوم قوات النظام السوري على محافظة إدلب قد تكون له تداعيات مباشرة على الامن في اوروبا، بسبب الخوف من تفرق آلاف الجهاديين المنتشرين في هذه المنطقة، وانتقالهم الى اوروبا.
وقال الوزير الفرنسي في حديث الى شبكة التلفزيون "بي اف ام تي في"، إن "الخطر الامني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين الى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطرا على أمننا في المستقبل".
وقدر لودريان عدد المقاتلين الفرنسيين في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) ب"بضع عشرات".
وأضاف لودريان في كلامه عن الجهاديين في ادلب "قد يتفرقون في حال تم الهجوم السوري الروسي ضمن الظروف القائمة اليوم".
كما تطرق الوزير الفرنسي الى احتمال حصول كارثة إنسانية في ادلب التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص في حال الهجوم، معتبرا أن ما حصل في حلب في كانون الاول/ديسمبر 2016 عندما دخلت قوات النظام هذه المدينة "لا يقارن بالفظائع التي يمكن ان تحصل" في ادلب حاليا.
ويجتمع مجلس الامن الثلثاء لمناقشة الوضع في ادلب بعد أن أكدت الامم المتحدة تخوفها من أن تشهد هذه المنطقة "أسوأ كارثة انسانية" خلال القرن الحالي.
كما أعرب جان ايف لودريان عن تخوفه من استخدام السلاح الكيميائي في ادلب وكرر الكلام عن "الخط الاحمر" الفرنسي بشأن هذا الملف.
وقال لودريان في هذا الاطار "يبدو أن هناك نوعا من الاعداد النفسي، يتمثل بمداخلات ادلى به مسؤولون روس، لاستخدام السلاح الكيميائي، على ان تتهم مجموعات ارهابية بالمسؤولية عنه".
وكانت روسيا اعلنت الثلثاء بأن الفصائل المسلحة في ادلب تعمل على اعداد سيناريو عن هجوم كيميائي مفترض لاتهام النظام بالمسؤولية عنه.
كما حذر لودريان روسيا معتبرا أن لديها الكثير لتخسره مقابل المكاسب التي تعتقد أنها ستحصل عليها من هجومها على ادلب.
وقال "في حال جازفت #روسيا بالتخلي عن التزاماتها بالعمل على استقرار الوضع في منطقة ادلب، فهي تجازف بأن تجد نفسها وحيدة تماما بعد كارثة ستتحمل كامل مسؤوليتها". | |
|