| | التاريخ: أيلول ١٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الراعي: 51 في المئة لم ينتخبوا فكيف تناقشون الأحجام؟ | بيروت - «الحياة»
اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة القاها بعد قداس احتفالي ترأسه في كنسية سيدة إيليج في قضاء جبيل، أن «حضارة المحبة والرحمة التي يحتاج إليها عالم اليوم، لا سيما لبنان، آخذة في التراجع، خصوصاً عند الجماعة السياسية، كما هو ظاهر في أدائها السياسي وتخاطبها وفقدان الثقة المتبادلة، وفي تعظيم الأمور الصغيرة وإعطائها طابعاً دينياً ومذهبياً، مثيراً للخلاف، ومسمماً للأجواء».
وشدد على أن «أول ما يحتاج إليه رجال السياسة المحبة والرحمة لكي يحسنوا الحكم بالعدل، أما النتيجة فاعتداء على المواطن في عيشه وكرامته وحقوقه». وأمل أن «يرسل الله لنا «سامريين» صالحين يقيمون المواطن اللبناني والدولة من المعاناة الكبيرة والخطرة، بدءاً من تأليف الحكومة لكي يبدأ الوطن باستعادة قدرته على التحرك»، مشيراً إلى «دين عام يناهز التسعين بليون دولار، بات يشل النمو الاقتصادي وحركة الإنتاج، ويعطل فرص العمل، ويرمي اللبنانيين في مزيد من الفقر، ويقحم قوانا الحية الشبابية المنتجة على هجرة الوطن، ويحرم الدولة من الاستثمار في مشاريع إنمائية، فيما الهدر والانفاق غير المجدي بالمقابل يتزايد؟».
وطالب الراعي بـ «خفض الانفاق، وتخفيف العبء عن الخزينة وضبط الهدر بالتعاون مع القطاع الخاص، وزيادة الواردات، وإبعاد المصالح السياسية عن الإدارة توظيفاً وأداء»، منتقداً كيف أن السياسيين «مأخوذون فقط بمناقشة الأحجام وتقاسم الحصص، وأزمة الصلاحيات وهي من دون أساس، بعد الانتخابات النيابية التي كنا نتوقع فيها بصيص أمل بحياة أفضل، علماً أن 51 في المئة من الشعب اللبناني لم يشارك فيها، لفقدان الثقة، فيتبين اليوم أن شكهم كان في محله».
إكليل على نصب الشهداء
بعد ذلك، وضع الراعي يرافقه بطاركة وأساقفة الكنائس المشرقية إكليلاً من الغار على نصب شهداء الكنيسة الـ43 الذين استشهدوا خلال الحرب اللبنانية، وبارك شجرة القديسين التي تضم اسماء ثلاثين قديساً لبنانياً من كل الطوائف من القرن الأول حتى اليوم، وقدمت الرابطة دروعاً تذكارية تخليداً للمناسبة لرؤساء الكنائس المشاركين. | |
|