التاريخ: أيلول ١٠, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
تقارب الصدر والعامري يحيي «صفقة سليماني»
أكدت مصادر عراقية أن تقارباً تحقق بين زعيم ائتلاف «سائرون» مقتدى الصدر وزعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، لاحتواء اضطرابات في محافظة البصرة وفضّ الاشتباك حول تشكيل «الكتلة الأكبر» المكلفة اختيار رئيس الوزراء الجديد. وقلّص هذا التقارب حظوظ رئيس الحكومة حيدر العبادي في البقاء في منصبه بعد مطالبة كلا الائتلافين باستقالته والعودة إلى «صفقة سليماني».

في غضون ذلك، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني مسؤوليته عن هجوم بـ «سبعة صواريخ» استهدف مقار لحزبين كرديين معارضين للنظام الإيراني في إقليم كردستان العراق. وفيما اعتبرت الخارجية العراقية الهجوم «خرقاً للسيادة» العراقية، أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أن «القصف تصعيد خطر وانتهاك صارخ لأمن» العراق.

وأصدرت السفارة الأميركية في بغداد «إنذاراً أمنياً» لرعاياها بعد الاحتجاجات التي شهدتها محافظة البصرة، مؤكدة أنها ستحد من تحركات بعثتها، في وقت اتهم «الحشد الشعبي» القنصلية الأميركية في البصرة بـ»التخطيط لحوادث المدينة وإدارتها». ولفت إلى «ضرب مقراته وحرقها بتوجيه من جهات معينة»، معتبراً أن «الهدف هو إظهار صراع شيعي- شيعي في البصرة».

وطالبت كتلتا «سائرون» و «الفتح» باستقالة العبادي في موقف مفاجئ أثار قيادات في حزب «الدعوة». واعتبر العبادي أمس، أن الجلسة البرلمانية التي عقدت السبت استُغلت «للتسقيط السياسي»، فيما رأى زعيم الحزب نوري المالكي أن الجلسة «تغطية على ما حصل من عمليات حرق في البصرة».

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن «تقارباً تحقق بين كتلتي سائرون والفتح فرضته الحوادث التي شهدتها البصرة، وحرق المؤسسات ومكاتب الأحزاب والخوف من تفاقمها من جهة، وضغوط المرجع الشيعي علي السيستاني الذي دعا إلى تشكيل الحكومة وفق معايير جديدة لا تستند إلى المحاصصة بل الكفاءة».

وأشارت المصادر إلى أن «اجتماعاً سيعقد بين الكتل الشيعية الخمس الرئيسة، سائرون والفتح والنصر ودولة القانون والحكمة، للبحث في طرح أسماء جديدة مرشحة لرئاسة الحكومة».

وكانت «الحياة» كشفت قبل أسابيع اقتراحاً قدمه زعيم «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني اللواء قاسم سليماني عرِف باسم «صفقة 5+2»، يقضي بتقديم القوى الشيعية الخمس الرئيسة ثلاثة أسماء كمرشحين لرئاسة الحكومة في تصويت يضم أيضاً القوتين السنية والكردية.

ويبدو وفق المصادر أن هذه «الصفقة شهدت عودة اضطرارية إليها»، مشيرة إلى أن «الصدر عقد اجتماعات في مقره في النجف مع ممثلين من كتلته وتحالف الفتح لاحتواء تطورات البصرة وأزمة تشكيل الحكومة الجديدة». وأكدت اتفاقاً على أن يتخلى الصدر عن تأييد العبادي لولاية ثانية بطلب من «الفتح» الذي دخل في صراع مع العبادي، خصوصاً بعد إقالة الأخير رئيس هيئة «الحشد الشعبي» ونائبه في مقابل عدم طرح «الفتح» مرشحاً لرئاسة الحكومة ينتمي إلى الكتلة وتحديداً نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي».

ولفتت المصادر إلى أن «حوادث البصرة، كانت عاملاً حاسماً لمبادرة الفتح المدعومة من إيران باتجاه الصدر».

وقال الأمين العام لـ «حركة عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، إن «توافق تحالفَي الفتح وسائرون يعني استقرار العراق ونجاح الحكومة». وأضاف في تغريدة له على «تويتر» أن «البيان الأخير للصدر جاء في الوقت المناسب لمعالجة الأوضاع، وينسجم مع مبادرة الفتح في الاحتكام إلى شروط المرجعية في اختيار رئيس الوزراء والحكومة».

إلى ذلك، أكد العبادي في بيان أن «جلسة البرلمان الخاصة بمناقشة أوضاع البصرة أول من أمس، استغلت للتسقيط وتأمين ظروف جديدة للتحالفات»، معرباً عن أسفه لـ «استغلال الجلسة الاستثنائية لغير الهدف الذي عقدت من أجله، وهو مناقشة مشكلة البصرة والخدمات والإجراءات الحكومية المتخذة وإيجاد الحلول اللازمة».

وأبدى رئيس ائتلاف «الوطنية» أياد علاوي أسفه من بلوغ التدخلات الخارجية «أعلى مستوياتها» خلال المرحلة الحرجة الحالية. وقال في تغريدة عبر «تويتر»: «نرفض تصفية الحسابات الدولية على أرض العراق، وندين الاعتداء على البعثات الديبلوماسية». وزاد: «ندين الهجمات العسكرية المتكررة على الأراضي العراقية في إقليم كردستان، ونؤكد أن العراق يجب أن يكون بعيداً من اعتداءات وتصفيات دول الجوار».