| | التاريخ: أيلول ١٠, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | قتلى بغارات روسية - سورية على إدلب ومحيطها واشتباكات في عفرين | مصير مخطوفي السويداء مازال مجهولاً | بيروت، عمان، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
تجددت أمس الغارات الروسية والسورية على محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، وجيوب محاذية لها تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بعد توقفها لساعات، في وقت استمر نزوح المئات من جنوب المحافظة إلى الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري ألقى نحو ستين برميلاً متفجراً على بلدة الهبيط ومحيطها في ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب بمقتل طفلة وإصابة ستة أشخاص».
وشنت طائرات روسية وفق (المرصد) «أكثر من عشر غارات على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي الغربي» المجاور لإدلب، استهدفت في شكل خاص مقرات تابعة لفصائل المعارضة السورية. وأدت الغارات كذلك إلى خروج مستشفى في اللطامنة من الخدمة، غداة تضرر مستشفى آخر السبت في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي.
ويأتي تجدد القصف بعد توقفه منذ عصر السبت، بعد غارات روسية هي الأعنف منذ بدء دمشق مع حليفتها موسكو التلويح بشن هجوم وشيك على إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة لها، وفق «المرصد».
ومع استمرار الغارات على إدلب، يشهد ريف إدلب الجنوبي الشرقي حركة نزوح مستمرة، وفق «المرصد» الذي أحصى نزوح مئات العائلات منذ السبت. وحذر مسؤول عن القطاع الصحي في إدلب من «الكارثة» الأكبر في سورية في حال شن هجوم على إدلب.
وقال مدير صحة إدلب منذر الخليل لـ «فرانس برس» من جنيف: «عندما يقررون السيطرة على منطقة، أول ما يقومون به هو ضرب المستشفيات. أخشى من أن ذلك قد بدأ بالفعل». وأشار إلى «مخاوف كبيرة من تقدم النظام حيث لم يعد هناك غير إدلب» مبدياً الخشية من أن يجد المدنيون أنفسهم عالقين بين قوات النظام والحدود التركية المغلقة.
وقال «المرصد السوري» إنه رصد خلال الـ48 ساعة الماضية تصعيداً للخروقات من عمليات قصف جوي وصاروخي راح ضحيتها 22 قتيلاً مدنياً، بينهم طفلان، مشيراً إلى نزوح أكثر من 5000 شخص، ضمن محافظة إدلب، قاصدين مناطق في ريف إدلب الشمالي وفي ريف حلب الشمالي الغربي، بعيداً عن خطوط التماس، مع قوات النظام.
وقال سكان ومسعفون إن الطائرات الروسية والسورية استأنفت ضرباتها الجوية المكثفة على إدلب وحماة الأحد في إطار تصعيد دمشق هجومها على آخر معقل للمعارضين. وقالوا إن طائرات هليكوبتر تابعة لقوات النظام السوري أسقطت براميل متفجرة على قريتي الهبيط وعابدين في جنوب إدلب وعدد من القرى الصغيرة بالمنطقة.
وتنفي قوات النظام استخدام البراميل المتفجرة. لكن محققي الأمم المتحدة وثقوا على نطاق واسع استخدامها. وحتى الآن لم تصب الضربات الجوية أي مدينة كبيرة في المحافظة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين مدني كثيرون منهم نزحوا من مناطق أخرى أثناء الصراع.
وأعلنت جمعية خيرية طبية مقرها الولايات المتحدة وتعمل في المحافظتين، أن ثلاثة مستشفيات ومركزين للدفاع المدني تعرضوا للقصف في اليومين الماضيين «مما جعل ألوفا بلا رعاية طبية».
وقال غانم طيارة مدير اتحاد منظمات الرعاية الطبية والإغاثة في بيان «من المؤسف أن نشهد تزايداً في الهجمات على المنشآت الطبية... هناك ما يزيد على ثلاثة ملايين مدني في هذه المنطقة المزدحمة من سورية وهم في وضع يعرض حياتهم للخطر».
قتيلان في اشتباكات بين أكراد وفصيل موال لأنقرة في عفرين
أعلنت وحدات «حماية الشعب الكردية»، أمس قتل إثنين من عناصر فصيل «الجبهة الشامية» المدعوم من تركيا في عفرين (شمال غربي سورية).
وسيطرت تركيا وحلفاؤها من الفصائل السورية ومنها «الجبهة الشامية»، على عفرين في آذار (مارس) بعد شهرين من المعارك مع الوحدات الكوردية.
وتقول الوحدات الكردية التي تتلقى الدعم من واشنطن إن معركة عفرين لم تنتهِ حيث يشن المسلحون الأكراد هجمات بين حين وآخر ضد مسلحي فصائل المعارضة.
وأضافت في بيان إن مسلحيها نفذوا قبل يومين «في إطار المرحلة الثانية من مقاومة العصر في منطقة عفرين، عملية نوعية استهدفت معقلاً لمرتزقة الجبهة الشامية على الطريق الواصل إلى ناحية ماباتا بالقرب من مثلث قرية أومرا».
وأوضح البيان أن اشتباكات اندلعت بين الجانبين بعد الهجوم مما أسفر عن مقتل عنصرين من «الجبهة الشامية» وإصابة ثالث بجروح خطرة.
وفي الأسبوع الماضي، نفذت «وحدات حماية الشعب» هجمات متعددة على حلفاء تركيا مما أسفر عن مقتل العديد منهم وفق بيانات منفصلة للوحدات.
وتــعتـبر تــركيــا «الوحدات» امتـداداً لحزب العمال الكوردستــاني المحظــور والذي يـخــوض صراعاً دموياً مع القوات التركية منذ عقود.
وتقول أنقرة إن سيطرتها على عفرين تأتي لمنع الجماعات الكردية من إنشاء كيان مستقل في حدودها الجنوبية. وتنفي «الوحدات» تلك المزاعم.
مصير مخطوفي السويداء مازال مجهولاً
واصلت قوات النظام السوري أمس، تقدمها في جيب يسيطر عليه تنظيم «داعش» في بادية السويداء الشرقية، وسط استمرار الغموض حول مخطوفي المدينة لدى التنظيم.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام، أن «وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تقدمت على بعض محاور تلول الصفا في المناطق ذات التكوين الجيولوجي المعقد، وسيطرت على نقاط حاكمة وعلى العديد من المغاور والكهوف التي كان يتخذها إرهابيو داعش كمقرات ونقاط تحصين». وأشارت إلى أن «التقدم الجديد جاء بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين أسفرت عن سقوط العشرات منهم بين قتيل وجريح وفرار من تبقى باتجاه العمق، تتم ملاحقتهم وتضييق الخناق عليهم».
وأضافت: «سلاحي الجو والمدفعية نفذا رمايات نارية دقيقة على محاور تحرك إرهابيي داعش ونقاط تحصينهم وأوكارهم في عمق الجروف الصخرية والجحور كبدتهم خسائر فادحة. وعززت وحدات من الجيش السوري نقاط انتشارها وثبتت مواقع جديدة لها في تلول الصفا».
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة على محاور تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق عند الحدود الإدارية مع السويداء، بين داعش وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، ضمن العمليات العسكرية لقوات النظام وحلفائها في المنطقة، والتي تهدف لإجبار التنظيم على الاستسلام»، مشيراً إلى «تزامن القتال المتواصل، مع استمرار تصاعد المخاوف على حياة المخطوفين والمخطوفات من ريف السويداء، الذين لم تفلح المفاوضات في الإفراج عنهم، فلا يزال الغموض يلف مصيرهم لليوم الـ47 على التوالي، ما دفع الأهالي الى مزيد من الاعتصامات والدعوات، للإفراج عن ذويهم.
ولفت «المرصد» الى ارتفاع عدد قتلى «داعش» إلى 226، والى 95 على الأقل عدد عناصر قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم عناصر من «حزب الله» اللبناني. | |
|