| | التاريخ: أيلول ٩, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | الشرعية تتهم غريفيث بـ «استرضاء» الحوثيين | عدن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز
كما كان متوقعاً، انتهت جولة «مشاورات» جنيف قبل أن تبدأ، بسبب غياب الحوثيين. وأعلن الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس، اختتام الجولة، معرباً عن «إحباطه» من عدم مجيء وفد جماعة الحوثيين إلى جنيف، وعدم تلقي ردود منهم، كاشفاً عن تحضيره لزيارة صنعاء وسلطنة عمان «لمواصلة المشاورات والترتيبات لجولة جديدة». لكنه اعتبر أن غياب الحوثيين «لا يشكل عائقاً أساسياً» أمام العملية، رافضاً توجيه أي انتقاد إليهم في شأن عدم الحضور.
وردّ وزير الخارجية اليمني خالد اليماني على الموفد الدولي، متهماً إياه بـ «السعي إلى استرضاء الحوثيين، بعدم توجيهه لوماً مباشراً إليهم في ما يتعلق بإفشال مشاورات جنيف». وقال في مؤتمر صحافي قبل مغادرته المدينة السويسرية: «تصريحات الموفد الدولي كانت ترضية للانقلابيين وبررت تصرفاتهم، لكنها كانت مع الشرعية في شكل مختلف». وأكد اليماني أنه ينتظر من الأمم المتحدة «أن تكون أكثر حزماً مع الطرف الآخر ليشارك في المفاوضات». ورأى أن الموفد الدولي «لم يكن حازماً مع الحوثيين بما يكفي».
وقال اليماني: «لا نثق بما تقوله الميليشيات للأمم المتحدة خلف الأبواب المغلقة». وأكد أن «عمليات الجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية مستمرة لاستعادة الدولة».
وشكر غريفيث خلال مؤتمر صحافي عقده في جنيف، الحكومة اليمنية لانخراطها في المشاورات «الإيجابية والمثمرة» في المدينة السويسرية، والتي شاركت فيها مجموعة الدول الـ19 الراعية المبادرة الخليجية وممثلون عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأعلن غريفيث الاتفاق على أول عملية إجلاء طبي من صنعاء، على أن تبدأ في غضون أسبوع برحلة جوية إلى القاهرة، واصفاً ذلك بأنه «إنجاز مبكر».
وذكر إنه بحث مع الحكومة في «إجراءات لبناء الثقة، بينها إطلاق سجناء والسماح بدخول كميات أكبر من المساعدات الإنسانية لاسيما في مدينة تعز وإعادة فتح مطار صنعاء».
وأقر الموفد الدولي بأنه «لم يكن ممكناً إقناع وفد الحوثيين بالمجيء إلى جنيف»، وزاد: «لم ننجح في ذلك بكل بساطة، ولا يزال من المبكر جداً القول متى ستجرى المحادثات المقبلة». وشدد على أنه سيستمر في مهمته لإيجاد حل للأزمة اليمنية. وادعى زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أن التحالف عرقل سفر وفد الجماعة إلى جنيف.
إلى ذلك، أعلن مسؤول حكومي يمني أمس، أن وفد الحكومة غادر جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين. وأفادت «قناة العربية» بأن الحوثيين «حاولوا فرض شروط للحضور، بينها ضمانات من الأمم المتحدة بحريّة الطيران من صنعاء وإليها من دون تفتيش».
ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي كلمة متلفزة إلى الشعب اليمني في الخارج والداخل من مقر إقامته في الولايات المتحدة، طمأنهم فيها إلى صحته، مؤكداً أنه سيكون قريباً في اليمن.
وقال: «أعرف أنكم تعانون تحت حكم الميليشيات، لكن الفرج قريب»، مشدداً على أن «التجربة الإيرانية لن تفرض في اليمن».
ميدانياً، واصل الجيش تقدمه في محافظة حجة أمس، وسيطرت قواته على مناطق في الجنوب الشرقي لمديرية حيران التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب). وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش استعاد مواقع بعد معارك مع مسلحي الحوثيين، أسفرت عن مقتل عشرات. كما قتل 7 مسلحين حوثيين بقصف لقوات الشرعية في محافظة الضالع.
وقتل القيادي الحوثي العميد محمد عبدالملك عاطف قائد اللواء 190 بغارة للتحالف في الحديدة.
ودعت قوات التحالف العربي أبناء الحديدة إلى عدم استخدام طريق الحديدة - صنعاء، خصوصاً خط الكيلو ١٦ حفاظاً على أرواحهم.
مسؤول يمني لـ«الحياة»: غياب المتمردين عن مفاوضات جنيف «سلوك انقلابي»
جدة – منى المنجومي
اعتبر مسؤول في الحكومة الشرعية اليمنية عدم حضور الوفد الحوثي مفاوضات جنيف «سلوكاً انقلابياً»، رأى أنه يثبت «عدم جدية الحوثيين في إحلال السلام في اليمن»، فيما انتقد وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الشرعية إلى مفاوضات جنيف خالد اليماني المبعوث الأممي مايكل غريفث، ورأى أنه «يبرر تصرفات المتمردين». وقال وكيل وزير وزارة الإعلام اليمنية عبدالباسط القايدي لـ «الحياة»: «إن الحوثيين ينظرون إلى السلام محطة تسلبهم السلطة التي اغتصبوها بقوة السلاح»، مضيفاً: «بالعودة إلى تاريخ الحوثي؛ نجد أن هذه الجماعة ولدت من رحم البندقية في 2004، متمردة على الدولة والمجتمع، وخلال عقد ونصف العقد من الزمن هو عمر هذه الميليشيات سال الدم اليمني غزيراً، ونقضوا أكثر من 100 اتفاق وعهد التزموه أمام وسطاء داخليين وخارجيين»، معتبراً سلوك وفد الحوثي الأخير «ليس شاذاً، ويأتي في سياق السلوك المتجذر والأصيل لجماعة انقلابية نشأت في مستنقع الموت والدمار والخراب».
وأشار القايدي إلى أن المبعوث الأممي مايكل غريفث يحاول إمساك العصا من الوسط، للاستمرار في ممارسة دور الوسيط، ويبدو أنه يحتاج للوقت ذاته الذي احتاجه سلفه إسماعيل ولد الشيخ أحمد ليفقد صبره، ويعلن أن الحوثي هو سبب إفشال عملية السلام.
إلا أن وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الشرعية إلى مفاوضات جنيف خالد اليماني قال أمس (السبت): «إن المبعوث الأممي كان يبرر تصرفات الانقلابيين، وتصريحاته كانت دفاعاً عنهم».
وأكد اليماني في مؤتمر صحافي عقده أمس في جنيف، أن حضور وفد الشرعية في الموعد المحدد لمشاورات جنيف «حرصا على مصلحة شعبنا»، موضحاً أن «الانقلابيين يستثمرون الحرص الحكومي والأممي لمصالحهم». وأشار إلى ان الحوثيين «عاثوا في اليمن فساداً، ولم يحترموا أي التزام، ولم يحترموا الشعب اليمني ومعاناته».
وزاد: «أن جهود الوفد الحكومي يقابلها الانقلابيون بالاستهتار، فهم متعودون على إفشال أي مشاورات». وتابع «ما سمعناه من غريفيث هو الأسف والإحباط من الحوثيين، عكس كلامه الآن، ونتوقع أن يكون المجتمع الدولي أكثر جدية مع الانقلابيين والضغط عليهم». وأضاف: «على الانقلابيين أن يعوا أن 6.7 بليون دولار ينبغي أن تذهب إلى البنك المركزي، وننتظر من الأمم المتحدة أن تكون أكثر حزماً مع الحوثيين».
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن إفشال المشاورات «ليس سلوكاً جديداً على هذه الجماعة المتمردة، بل هو سلوك عام يحصل في كل فرصة للتشاور، ففي حزيران (يونيو) 2015 تأخروا 24 ساعة، بذريعة عدم السماح لهم بالطيران في الأجواء المصرية والسودانية، وهو ما نفته حينها هيئات الطيران المدني، وتأخرت المشاورات من 14 الى 16 من شهر تموز (يوليو)».
واستطرد بالقول: «في مشاورات بييل تغيب الوفد الانقلابي عن الجلسات الأولى من دون إبداء الأسباب، وتذكرون تأخرهم الطويل لأيام في مشاورات الكويت، ورفضهم التوقيع على التفاهمات التي وقع عليها الوفد الحكومي».
وأضاف: «أن هذه العينة من التصرفات مع بداية كل المشاورات تعكس عدم جدية الانقلابيين في رفع المعاناة التي تسببوا بها للشعب اليمني، وعدم احترامهم الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي والدول الراعية، وقبلهم جميعاً عدم احترامهم شعبنا اليمني وتجاهلهم الفج معاناته وآلامه التي بلغت مستويات غير مسبوقة».
وزاد: «على رغم ادراكنا العقليات التخريبية التي تحكم سلوك هذه الجماعة وتصرفاتها؛ فإن حضورنا في الموعد المحدد وانتظارنا كل هذه المدة هو انعكاس للجدية والمصداقية والحرص على رفع المعاناة عن شعبنا الذي يعاني الويلات بسبب هذه المجموعة المتمردة، ونحن هنا نضع العالم كله ممثلاً في هيئاته في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام مسؤوليته المباشرة في تنفيذ القرارت الدولية، وإجبار هذه الجماعة المتمردة على الخضوع لإرادة الشعب اليمني ورغبات المجتمع الدولي، للتوصل إلى سلام مستدام مبني على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2216». | |
|