التاريخ: أيلول ٥, ٢٠١٨
المصدر: جريدة الحياة
دمشق تعلن التصدي إلى صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على ريف حماة
انقرة، بيروت - رويترز، أ ف ب
قالت وكالة الأبناء السورية الرسمية «سانا» إن الدفاعات الجوية السورية تصدت إلى صواريخ عدة أطلقتها طائرات إسرائيلية قرب مدينة حماة أمس (الثلثاء).
وأوضحت الوكالة أن «الدفاعات الجوية تتصدى لصواريخ عدة أطلقتها طائرات إسرائيلية على منطقة وادي العيون بريف حماة».

ونسبت «سانا» إلى مصدر عسكري قوله إن طائرات إسرائيلية استهدفت «بعض المواقع العسكرية في محافظتي طرطوس وحماة». وأضافت أنه «تم التعامل مع الصواريخ المعادية وإسقاط بعضها».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارات عدة سمعت في المنطقة الواقعة بين مصياف ووادي العيون قرب مدينة حماة، وهي مناطق توجد بها منشآت عسكرية إيرانية.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الهجوم استهدف المنطقة المحيطة في مدينة بانياس الساحلية للمرة الأولى وسقط صاروخان على بعد نحو كيلومتر من مصفاة نفطية.

ورفضت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي التعقيب على التقرير. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الدفاعات الجوية أسقطت خمسة صواريخ.

وقالت الوكالة السورية إن الطائرات «تسللت على علو منخفض من غرب بيروت».

وأفاد مسؤول عسكري اسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه، اليوم بأن سلاح الجو شن شن 202 غارة جوية في سورية كلها ضد «أهداف عسكرية، غالبيتها يعود إلى الحرس الثوري (الايراني)».

وأضاف أن 800 صاروخ وقنبلة استخدمت في هذه الغارات.

وتحاول اسرائيل منع ايران من التمركز عسكرياً في سورية حيث تدعم طهران الرئيس بشار الأسد في الحرب الدائرة هناك.

ونسبت سلسلة من الغارات في سورية أودت بايرانيين إلى اسرائيل، لكن الجيش الاسرائيلي نادراً ما قام بتأكيدها.

واعترفت اسرائيل سابقاً بشن عشرات الغارات ضد ما تصفه عادة بشحنات أسلحة متطورة يتم تسليمها الى «حزب الله» الذي يدعم الأسد أيضاً.

ويأتي التأكيد الاستثنائي للغارات الاسرائيلية في سورية بعد تحذير وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان أمس بأن بلاده قد تضرب أهدافاً ايرانية في العراق في حال كانت تشكل تهديداً لاسرائيل.

وردا على سؤال حول تقارير عن تزويد ايران في الاشهر الأخيرة ميليشيات شيعية حليفة في العراق بصواريخ بالستية، أجاب ليبرمان: «سنواجه أي تهديد ايراني، أيا كان مصدره»، مؤكداً أن «حريتنا في التصرف كاملة».

ولم يعلق المسؤول الاسرائيلي مباشرة على هذه التقارير اليوم، لكنه قال أن الجيش على دراية بنقل صواريخ من ايران إلى العراق ومن ثم إلى سورية.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان اليوم أن أنقرة بلغت الولايات المتحدة بضرورة مغادرة المسلحون الأكراد الأراضي السورية في شكل كامل، وذلك خلال زيارة المسؤول الأميركي عن الملف السوري جيمس جيفري إلى تركيا لاجراء محادثات تتمحور حول سورية، وسط ما يبدو أنه هجوم وشيك على محافظة ادلب.

والتقى جيفري وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الذي اعرب عن «استيائه» حيال وجود فصائل كردية في سورية تعتبرها تركيا «إرهابية».

وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» في سورية امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه انقرة «ارهابيا».

وإن كانت واشنطن تتفق في تركيا على هذا التصنيف، غير أنها تتعاون في شكل وثيق مع «الوحدات الكردية» في التصدي إلى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، الأمر الذي يثير غضب انقرة.

وشدد آكار على «ضرورة ان يغادر التنظيم الارهابي الانفصالي المنطقة بالكامل»، وفق ما جاء في بيان للوزارة.

وانقرة هي المحطة الأخيرة لجولة جيفري في الشرق الاوسط مع المندوب الاميركي الخاص للملف السوري جول رايبرن والتي تضمنت زيارة اسرائيل والاردن وعلى جدول الاعمال خصوصاً مناقشة مصير محافظة إدلب السورية ومواضيع أخرى.

وإدلب هي آخر محافظة سورية غير خاضعة إلى سيطرة القوات الحكومية، وتهيمن على 60 في المئة منها «هيئة تحرير الشام» التي تضم عناصر «جبهة النصرة سابقاً»، (فرع تنظيم القاعدة) وتتمركز فيها فصائل مقاتلة ومعارضة عدة .

واعلن الكرملين، المؤيد لدمشق، اليوم أن الجيش السوري «يستعد لتسوية مشكلة الارهاب» في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا.

وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الاميركية الجمعة أن جيفري ورايبرن «سيكرران (في تركيا والاردن) الموقف الأميركي القائل بأن الهجوم على إدلب من شأنه أن يؤدي الى تصعيد الأزمة في سورية والمنطقة».

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الاثنين إن تركيا ستناقش بالاضافة إلى مسألة ادلب والحل السياسي للنزاع السوري «الدعم الاميركي لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وتسليحهما».

وتعارض تركيا التي تدعم فصائل سورية معارضة، الهجوم على ادلب، وتحدث تشاوش اوغلو عن خطر حصول «كارثة».

وسيناقش الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني، الجمعة الوضع في سورية خلال لقاء قمة في ايران.

من جهته حض الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا اليوم الرئيسين الروسي والتركي على إجراء محادثات عاجلة لتجنب «حمام دم» في إدلب. وناشد دي ميستورا «بوتين وااردوغان ... إجراء محادثة هاتفية» حتى قبل لقائهما المرتقب مع نظيرهما الإيراني في طهران الجمعة.