| | التاريخ: أيلول ٥, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة النهار اللبنانية | | إدلب على نار التحذيرات الأميركية والغارات الإسرائيليّة | توالت أمس التحذيرات الاميركية لسوريا وروسيا وايران من شن هجوم محتمل على محافظة إدلب، وحض المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دو ميستورا موسكو وأنقرة على اجراء محادثات عاجلة لتجنب "حمام دم" في المعقل الاخير للمعارضة السورية و"هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً). ولم تكن اسرائيل بعيدة من التطورات في سوريا، إذ أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" ان سلاحها الجوي أغار على مواقع في حماه وطرطوس تحتوي على صواريخ ايرانية.
وكتب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تغريدة على موقع "تويتر" إن "على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة". وأضاف: "يمكن مئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تدعوا هذا الامر يحصل".
الى ذلك صرح رئيس الاركان الاميركي الجنرال جوزف دانفورد خلال زيارة لأثينا، بأنه لا شك في المخاطر المحدقة بالمدنيين بسبب طبيعة التضاريس في إدلب وصعوبة بيئة العمليات هناك. وقال: "نحن لا نرى أن العمليات العسكرية الكبيرة ستكون مفيدة للشعب السوري على أي حال". وحذر من أنه "إذا تم تنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، فنتوقع كارثة إنسانية وأعتقد أننا جميعاً نود تفادي ذلك".
وقدر أن هناك 20 ألفاً إلى 30 ألف مسلح داخل إدلب، ولكن لم يتضح بعد حجم العملية التي تخطط لها القوات السورية التي تدعمها من روسيا لإخراجهم من المنطقة. وأوصى بعمليات محددة ضد المسلحين، قائلاً: "أقترح تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب بطريقة تخفف مخاطر فقدان الأبرياء أرواحهم".
وغردت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة نيكي هيلي على "تويتر" في وقت متقدم الاثنين: "كل العيون تركز على أفعال الأسد وروسيا وإيران في إدلب. لا للأسلحة الكيميائية".
وصرحت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز : "لنكن واضحين، يبقى موقفنا حازماً أنه إذا اختار الرئيس بشار الأسد مجدداً استخدام السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بسرعة وبالطريقة المناسبة".
لودريان
الى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان - ايف لودريان الى إبقاء الباب مفتوحاً أمام التوصل الى حل سياسي في إدلب، من أجل تفادي "وضع مأسوي".
وقال خلال زيارة لأبوظبي: "النظام (السوري) وداعموه يشعرون بانهم انتصروا في الحرب"، لكن "الحرب لا يمكن الفوز بها إذا لم يتم التوصل الى سلام".
دو ميستورا
كذلك ناشد دو ميستورا في مؤتمر صحافي بجنيف "الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين والرئيس (التركي رجب طيب) اردوغان... إجراء محادثة هاتفية" حتى قبل لقائهما المرتقب والرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران الجمعة.
وقال: "لنحاول أن تتجنب المعركة الكبيرة الاخيرة المحتملة في النزاع السوري... أن تنتهي بحمام دم"، مشدداً على أن روسيا وتركيا تمسكان "بمفتاح الحل" غير العسكري لإدلب.
وتحدث عن الوضع الملح، مشيراً إلى تقارير إعلامية مفادها ان سوريا حددت العاشر من أيلول مهلة للتوصل إلى حل قبل شن هجوم شامل على المحافظة.
موسكو
ويرى محللون أنه لا يمكن التحرك عسكرياً في إدلب من دون التوافق بين روسيا وتركيا وايران.
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن "الوضع في إدلب لا يزال موضع اهتمام خاص من موسكو ودمشق وأنقرة وطهران... نعلم أن القوات المسلحة السورية تستعد لحل هذه المشكلة". وقال إن "بؤرة ارهاب جديدة تشكلت هناك... وهذا الأمر يقوّض الجهود الهادفة إلى التوصل لتسوية سياسية - ديبلوماسية" في سوريا و"الأمر الأساسي هو أنها تشكل تهديداً كبيراً لقواعدنا" العسكرية في سوريا.
طهران
وفي طهران، نقلت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: "نبذل جهدنا للتوصل الى (حل) الوضع في ادلب عبر خروج الارهابيين من هذه المنطقة بأقل نسبة من التكلفة البشرية". وأكد مناقشة الهجوم الوشيك مع تركيا وسوريا.
غارات روسية
ميدانياً، أعلن المرصد السوري شن المقاتلات الروسية غارات على إدلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القصف تجدّد "بعد توقف استمر 22 يوماً وطاول مناطق عدة في جنوب المحافظة وجنوب غربها".
وأشار المرصد الى أن القصف أسفر عن مقتل 13 مدنياً بينهم ستة أطفال وإصابة عشرة آخرين بجروح، وأن الأطفال ينتمون إلى عائلة واحدة، وقد سقطوا في غارة على مدينة جسر الشغور.
غارات اسرائيلية
ومساء الثلثاء، قال عبد الرحمن إن "ضربات صاروخية إسرائيلية طاولت مواقع تحوي منشآت عسكرية إيرانية، مما تسبب بدمار وأضرار مادية"، موضحاً أن القصف استهدف منطقة قرب مدينة بانياس في ريف طرطوس الشمالي وجبال منطقة مصياف في ريف حماه الغربي.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري أن "منظومات دفاعنا الجوي تتصدى لعدوان إسرائيلي" بالطائرات في محافظتي حماه وطرطوس. وقالت إن الهجوم اسفر عن مقتل شخص.
وفي تأكيد اسرائيلي نادر لشن غارات على سوريا، كشف مسؤول عسكري اسرائيلي شن 202 غارة جوية في سوريا في الأشهر الـ 18 الأخيرة، كلها على "أهداف عسكرية معظمها يعود الى الحرس الثوري (الايراني)". وأضاف أن 800 صاروخ وقنبلة استخدمت في هذه الغارات.
وصدر التأكيد الاستثنائي للغارات الاسرائيلية في سوريا بعد تحذير وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الإثنين من أن بلاده قد تضرب أهدافاً ايرانية في العراق اذا كانت تشكل تهديداً لاسرائيل.
ولم يعلق المسؤول الاسرائيلي مباشرة على هذه التقارير، لكنه قال إن الجيش على دراية بنقل صواريخ من ايران الى العراق ومن ثم الى سوريا. | |
|