| | التاريخ: أيلول ٣, ٢٠١٨ | المصدر: جريدة الحياة | | تكثيف الضغوط الدولية للجم عملية عسكرية في إدلب | بيروت، لندن، الفاتيكان - «الحياة»، أ ب، رويترز
تصاعدت أمس الضغوط الدولية للجم عملية عسكرية يتأهب لها النظام السوري ضد إدلب، مع تدخل دول غربية ذات وزن على الملف، فبالتزامن مع زيارة الموفد الأميركي الخاص بسورية إلى الدول المجاورة، شددت باريس على أن رئيس (النظام السوري بشار) الأسد «لن يفوز بالسلام» من دون حل سياسي يتوسطه المجتمع الدولي، فيما حض بابا الفاتيكان فرانسيس كل الأطراف التي لها تأثير في سورية على الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين في إدلب (شمال غربي سورية) الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن الأسد فاز في الحرب الأهلية في بلاده لكنه «لن يفوز بالسلام» من دون حل سياسي يتوسطه المجتمع الدولي. وقال في تصريحات لإذاعة فرانس إنتر: «إن الأسد فاز في الحرب، وعلينا أن نعلن ذلك. لكنه لم يفز بالسلام». وأضاف: «حتى لو استعادت قواته إدلب، فإن ذلك لن يحل المشاكل التي أطلقت العنان للحرب قبل سبع سنوات»، مشيراً إلى أن باريس «سوف تضغط في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري من أجل التوصل إلى حل سياسي في سورية، وتعقد محادثات مع (ضامني آستانة) روسيا وتركيا وإيران لدفعهم لاستخدام نفوذهم مع الأسد لضمان إجراء مفاوضات سياسية بعد انتهاء الحرب». من جانبه، ناشد البابا فرنسيس كل الأطراف التي لها تأثير في سورية الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين في إدلب. وقال لآلاف احتشدوا في ساحة القديس بطرس لسماع عظته الأسبوعية: «رياح الحرب تهب ونسمع أنباء مقلقة عن خطر وقوع كارثة إنسانية في سورية... في إدلب». وزاد: «أجدد مناشدتي الحارة للمجتمع الدولي وكل الأطراف الفاعلة للجوء إلى الوسائل الديبلوماسية والحوار والتفاوض لضمان احترام حقوق الإنسان الدولية وحماية أرواح المدنيين».
وعبّر المبعوث البريطاني الخاص بسورية مارتين لانغدون خلال لقائه مساء السبت كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية حسين جابر أنصاري عن قلق بلاده من الوضع في إدلب واحتمال استخدام الأسلحة الكيماوية وقال: «بريطانيا مستعدة لمساعدة الجهود التي تبذل لإنهاء الأزمة السورية وإعادة الاستقرار».
وقال أنصاري: «إيران باعتبارها أكبر ضحايا الأسلحة الكيماوية تعارض استخدام هذه الأسلحة في جميع النزاعات وتعارض بشدة الذرائع التي تتشدق بها بعض الدول لتبرير استغلال هذا الموضوع لتمرير أهدافها الفاشلة في سورية». وأكد ضرورة الإنهاء الفوري للأزمة في سورية، معتبراً إياها من أولويات سياسة إيران الإقليمية. ولفت إلى الجهود التي تبذل على ضوء اجتماعات آستانة لحل الأزمة.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن موسكو في إطار عمل لجنة الهدنة في سورية، سجلت 25 انتهاكاً لنظام وقف إطلاق النار خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وجاء في نشرة الوزارة الإعلامية على موقعها الرسمي: «رصد الجانب الروسي في لجنة الهدنة الروسية- التركية في سورية، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 25 حالة إطلاق نار، 11 في اللاذقية، 12 في حلب، وحالتان في حماة». وأشار البيان إلى أن مركز المصالحة الروسي في سورية، لم يقدم مساعدات إنسانية خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وأضاف، أن 142 شخصاً تلقوا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مساعدات طبية. وخلال الـ24 ساعة، لم يتم توقيع أية اتفاقيات حول انضمام مراكز سكنية جديدة إلى نظام وقف العمليات العسكرية.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام إن «وحدات من الجيش وجهت ضربات مكثفة على تجمعات وتحركات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في ريف حماة الشمالي». وأفادت بأن «وحدة من الجيش دمرت مرابض صواريخ لإرهابيي الحزب التركستاني في قرية المشيك على الشريط الشرقي لسهل الغاب وقضت على العديد من الإرهابيين الذين كانوا يقومون بنصب قواعد إطلاق الصواريخ». وأشارت إلى أن سلاحي المدفعية والصواريخ نفذا قصفاً مركزاً على تجمعات لإرهابيي «النصرة» والمجموعات المرتبطة به في الأحراش المحيطة ببلدتي السرمانية والقرقور على الحدود الإدارية بين حماة وإدلب وأوقعا في صفوفهم خسائر بالأفراد ودمرا لهم منصات إطلاق صواريخ». ولفتت إلى أن «وحدات من الجيش دمرت آليات لتنظيم جبهة النصرة وأوقعت العديد من إرهابييه بين قتيل ومصاب في الأطراف الشمالية لبلدة خربة الناقوس بالتزامن مع القضاء على إرهابيين اثنين مما يسمى كتائب العزة بعد تدمير دشمة كانا يتحصنان بها في الأطراف الغربية لبلدة اللطامنة». | |
|